المتابع لمسيرة قناة الجزيرة لن يخطأ التعرف على انحيازها الواضح والفاضح للكيزان. طوال عمر الإنقاذ، كانت الجزيرة بوق الكيزان الصداح والراعي الرسمي لمشروعهم الفاشل. كانت خط دفاعهم الأول ومنصة مجانيق هجومهم للترهيب. على جنباتها كان الكيزان يدمغون خصومهم بالإلحاد والكفر والردة والعلمانية (بفهمهم المغلوط). ثم استباحة دماءهم وإعلان الجهاد عليهم. في غمرة الفرح الثوري والتمثل بأخلاق الثوار نسينا أو تناسينا تلك الحقيقة الجلية عقود عجاف مبذولة في دعم الكيزان والترويج لفكرهم. كدأب الكيزان تأخذهم العزة بالإثم. فتظهر سرائرهم ودائما ما يكشفون حقائق كرهم، وحقدهم، وسمومهم. عادت الجزيرة مرة أخرى مرة أخرى لترتد لنفس الموقع، تحتضن الفكر الكيزاني وتروِّج له. تفتح أبواقها ليصدح الكيزان بعويل الحرب والخراب. ويعودوا مرة أخرى للإرهاب والتخويف. يصاب المتابع المحايد لتغطية قناة الجزيرة لأحداث السودان بالغثيان والقرف لما يراه ويسمعه من انحياز غير موضوعي لأجندة الكيزان. صارت تتفنن بكل الجرأة والفاتية في إخراج مسرحياتهم الهزيلة وسيئة الإعداد. صرنا نرزح تحت حقد وغضب كيزاني كل مساء، حيث يستضاف أحد أفراد الصف الثاني الكيزاني أو ربائبهم ليبث سمومهم. يمنح الكوز الوقت سخيا لنشر الأكاذيب وتلميع الموقف الداعم للحرب والدمار. يقدم الكوز كصحفي مرموق أو أكاديمي ضليع من أحدى الجامعات العالمية. غير ان الصحفي لا يقدم أي مادة صحفية مشفوعة بالحقائق او التقصي والتحري. ولا نجد من الأكاديمي أي جهد أكاديمي او نتيجة بحث او دراسة. بل كلام يطلق على عواهنه وأراء شخصية نابعة من موقف ايدلوجي رث كيزاني وتهم وتجريح، لوي للحقائق وترتيق. كل هذا ومستضيف الجزيرة لا يقفأ له فاه، لا ينازع ببسط الحقائق او تحديه بتقديم الدليل والبرهان. في المقابل يكون المشهد مغاير تماما عند استضافت أحد رافضي الحرب او أحد أعضاء الحرية والتغير. نجد المستضيف أكثر تحفزا للمقاطعة وأفظع جدالا وتحديا. ليس من الأخلاق المهنية ترك الحبل على القارب لأحد ليقوم بنشر الأكاذيب والتضليل مرفقة بالسباب والقذف والتجريح والهمز واللمز، بل يتعدى كل ذلك للتجريم والتخوين، التي يتبعها استباحة الدماء وإعلان الجهاد. ليس من المهنية منح كل المجال وأكثر الوقت لرأى واحد هو رأى الكيزان. ليس من العمل الصحفي ان يمنح كل الوقت المتاح لوجهة نظرة واحدة لتتكرر يوميا عبر أوجه مختلفة تنتمي الى نفس الأيدلوجية والفكر السقيم. ليس من حرية الصحافة ان يفسح المجال لتخوين الأخر واتهامه بالعمالة دون تقديم الدليل أو قرار قضائي. لا تشبه تغطية الجزيرة لما يدور في السودان لاي عمل صحفي مهني نزيه نراه في القنوات العالمية المحترمة. يحاول الكيزان صرف الناس الى سرديتهم والتغطية على حقيقة هذه الحرب وهي سعيهم الخبيث لاستعادة حكمهم وتسلطهم على رقاب الخلق مرة اخرى. لم نكن في يوم نعشم في انحياز الجزيرة لخيارات الشعب السوداني، بل نرجو الحياد كما تدعي. [email protected]