كم هي غريبة مهازل القدر وسخريته التي احيانا يشيب لها الولدان، واحدة من هذه السخريات انه بالامس القريب الإثنين 25/ يوليو الجاري مرت بهدوء ذكري مرور واحد وعشرين شهر علي انقلاب البرهان الذي وقع في يوم 25/ أكتوبر 2021، وهو الانقلاب العسكري الذي دخل تاريخ الانقلابات العالمية كأغرب انقلاب قام به جنرال بمفرده لم يستعين فيه بضباط وجنود!!، ولا خروج الدبابات والمصفحات من الثكنات لتحتل الأماكن الرئيسية في العاصمة وحراسة الوزارات والمصالح الحكومية والسفارات!!، انقلاب لم يكن فيه مارشات عسكرية ولا اذاعة البيان العسكري رقم واحد… والأغرب من كل هذا، ان لا احد من جنرالات مجلس السيادة والقادة العسكريين كان علي علم مسبق بالانقلاب!!، حتي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول/ "حميدتي" لم يعرف بالانقلاب الا بعد اربعة ساعات من وقوعه – بحسب تصريح سابق ادلي- مما دعاه الا يعترف بالانقلاب الا بعد ايام من وقوعه!! خفايا واسرار هذا الانقلاب لم تعد خافية علي احد، في أصل الرواية تقول، أن البرهان كان لزاما عليه ان يتنحى من رئاسة مجلس السيادة ويسلمها للمكون المدني بحسب ميثاق اتفاقية جوبا واتفاقيات أخرى جرت بين المكون العسكري والمدني، وان يتم التسليم في نهاية نوفمبر 2021، وهنا خشي البرهان ان يقوم المكون بعد استلامه السلطة باعتقاله هو وجنرالات مجلس السيادة-(كباش، وياسر، وخليل.) بتهم كثيرة وخطيرة منها ارتكابهم مجزرة القيادة العامة عام 2019، لذلك لم يكن أمامه من حل اخر الا يقوم بانقلاب علي الجميع : (مجلس السيادة، الحكومة الانتقالية، المكون المدني ، الأحزاب والمنظمات السياسية.). اولي خطوات البرهان قبل الانقلاب بيوم واحد، قيامه برحلة سرية بمفرده استغرقت عدة ساعات الي القاهرة في يوم الأحد 24/ أكتوبر، التقى فيها بالرئيس المصري السيسي الذي اكد له كامل التضامن وتقديم الدعم لانقلابه، عاد بعدها البرهان الي الخرطوم وقام بانقلابه الذي لقي بسببه (129) شهيد مصرعهم، شهداء شباب كانوا عزل من السلاح، سقطوا برصاص رجال الشرطة والأمن لا لشيء إلا لانهم طالبوا بحكم مدني وعودة العسكر للثكنات. وليت الامر وقف عند استشهاد هؤلاء الابرياء، ولكن البلاد شهدت خلال الفترة من يوم 25/ أكتوبر 2021 وحتى يوم الجمعة 14/ يوليو الجاري مقتل نحو (64) ألف قتيل راحوا ضحية مجازر واغتيالات وتصفيات جسدية قامت بها المؤسسة العسكرية، ولا يدخل في هذا العدد عشرات الآلاف الذين لقوا مصرعهم في معارك 15/ أبريل الماضي وحتى اليوم. من مهازل القدر، انه مرت بالأمس الذكري التعيسة لانقلاب البرهان وهو قابع في بدرون بالقيادة العامة طوال (110) يوم لا يخرج منها الا نادرا، هذا البدرون المتين يقبع من فوق ضباط وجنود وحراسة عسكرية ضاربة مدججة بأقوى انواع والصواريخ أرض جو تحسبا من وقوع غارة مفاجئة يقوم الدعم السريع!! بهذه المناسبة السيئة الذكر، لو قمنا بتوجيه سؤال للبرهان وسألناه عن انجازاته التي حققها خلال شهور ما بعد انقلابه؟!!، يا ترى ماذا يقول؟!! [email protected]