1- من منا في السودان وخارجه لا يعرف الحقيقة المرة في ان البرهان خلال الفترة من يوم الخميس 11/ ابريل 2019م بعد الاطاحة بالنظام السابق وحتي يوم الاحد 24 / اكتوبر2021م – اي خلال (1272) يوم- لم يكن هو الرئيس الفعلي للبلاد لا من قريب او بعيد بعد ان سلم عن طيب خاطر كل زمام الامور العسكرية والمدنية والدبلوماسية لنائبه الفريق أول/ "حميدتي" وانزوي هو (البرهان) بعيدآ عن اي اعباء رسمية هامة ، واكتفي بمقابلة السفراء والدبلوماسيين الاجانب والوفود الزائرة!! وارسال برقيات التهانئ والتعازي ، حال البرهان مثل حال ملك بريطانيا/ تشارلز فيليب آرثرجورج ، الموجود حاليآ كملك ولكنه لا يحكم!! 2- لما شعر البرهان خلال فترة الثلاثة سنوات والستة شهور الاولي والممتدة من ابريل 2019 وحتي اكتوبر2021م انه منبوذ ومهمل علي المستوي المحلي والعالمي ، وان "حميدتي" (كوش علي كل شيء!!)، وانه اصبح صاحب الكلمة الاولي والنافذة في كل شأن يخص البلاد ، عندها قررالقيام بانقلاب عسي ان يعيد به مكانته كرئيس وارجاع هيبته الضائعة ، فقام بانقلاب في اكتوبر2021م ، لكنه وخلال الفترة من اكتوبر2021م بعد الانقلاب وحتي اليوم- اي خلال عامين وثلاثة شهور- لم ينجح البرهان بتاتآ في خططه استعادة السلطة مرة اخري من "حميدتي" الجنرال الذكي الذي استطاع بحنكته وفهمه للامور مكائد ودسائس العسكر ، ان يسد كل الطرق علي البرهان وبقية جنرالات مجلس السيادة والقياديين العسكريين في المؤسسة العسكرية ، وافشل التغييرلصالح البرهان!!، "حميدتي" ابقي الحال القديم علي حاله – بمعني اخر ، ان "حميدتي" بقي كما هو رئيس البلاد بلا منافس او منازع ، وابقي بقية (رفقاء السلاح) بلا شغل او مشغلة بعد ان ابعدهم البرهان من ممارسة السياسة والعسكرية!! . 3- في يوم الاربعاء الماضي 25/ يناير 2023م ، اكمل البرهان عامين وثلاثة شهورعلي انقلابه (الفشنك) ، ومازال البرهان كما هو علي نفس حاله القديم (لا يهش .. ولاينش .. ولا يحكم)!!، وبقي السؤال المحير المطروح منذ فترة طويلة يبحث عن اجابة : ما هي المهام والواجبات الرسمية التي يقوم بها الفريق أول ركن/ عبد الفتاح البرهان اليوم بعد ان اعلن ان القوات المسلحة لن تتدخل في السياسة وترك امرها للمدنيين ، وبعد ان اصبح الجيش لا يهتم من قريب او بعيد بحماية البلاد من المجازر والانفلات الأمني؟!! . 4- لاول مرة في تاريخ السودان نجد البلاد يحكمها اكثرمن رئيس!!، احدهما هو البرهان (الذي يقال عنه مجازآ انه رئيس!!) ، وهناك رئيس اخر فعلي هو الجنرال/ "حميدتي" الذي نصبه البرهان رئيسآ بصلاحيات دستورية كاملة وواسعة يحكم بها البلاد من اقصاها الي ادناها ، البرهان رفض باصرار شديد حل قوات "الدعم السريع" لتكون سند قوي للجنرال /"حميدتي" من اي انقلاب قد يقع ضده!! . 5- واسال : ما هي صلاحيات البرهان وحدود حكمه وهو اليوم بلا سلطات قوية ومؤثرة؟ !!، وهل يتناقض وجوده (المهمش) في رئاسة الجمهورية مع سلطات "حميدتي" الذي هو بالفعل المسيطرعلي مجلس السيادة والحكومة الحالية وجهاز الخدمة المدنية والعسكرية؟!!. 6- السؤال المطروح في العنوان اعلاه : (بعد ان ابتعد عن السياسة وجمد عمل الجيش : ما هي المهام التي يقوم بها البرهان؟!!)، هو سؤال لم يوضع عبثآ ، وانما من اجل معرفة الحقيقة حول هذا الوضع الدستوري الغريب الذي لم يسبق ان عرفنا له مثيل من قبل!! … والاغرب من كل هذا ، ان (الجهابذة) المختصين بالقانون الدستوري وما اكثرهم في سودان اليوم قد سكتوا عن اصدار فتوي او بيان حول هذه الازدواجية الموجودة منذ اكثر من ثلاثة اعوام في السلطة الحاكمة اليوم بالخرطوم … ومن هو الرئيس الفعلي للبلاد؟!! .