مقدمة: ما كنت أود أن أكتب اليوم في الموضوع القديم المتجدد في كل مرة عن السجناء السياسيين والمجرمين العتاة مرتكبي جرائم القتل والاغتصاب الذين فروا من السجون في شهر أبريل الماضي ولم يتم اعتقال احد منهم حتي اليوم رغم مرور (144) يوم علي هروبهم، الذين تصاعدت جرائمهم خلال الخمسة شهور الماضية الي حد لم يعرفها السودان لها مثيل من قبل. ما كنت أود أن نتطرق الي موضوع السجناء علي اعتبار انه سيكون موضوع تحصيل حاصل لن يلتفت له أحد من المسؤولين في السلطة الحاكمة ، ولكن فوجئت اليوم الاثنين 11/ سبتمبر الحالي، أن الناطق الرسمي باسم الشرطة السودانية العميد/ فتح الرحمن محمد توم، مازال يصر باسم الشرطة علي وجع ادمغتنا بالتصريحات الفشنك، وأدلى بتصريح (مكرر ومعاد عشرات المرات من قبل)، قال فيه أن الشرطة تعمل بمهنية واحترافية عالية في ضبط المتمردين الفارين من الخرطوم وعدد من معتادي الإجرام الذين خرجوا من السجون، وعن حصولها علي كشوفات كل الذين غادروا السجون ووضعهم بقوائم الحظر من السفر.)!! لا اود ان اقلل من عمل جهاز الشرطة في هذه الظروف البالغة القسوة، وكيف ان كل العاملين في وزارة الداخلية يعملون بامكانيات ضعيفة وميزانية اليوم باليوم، وندين لهم بالفضل الكبير علي نجاحهم الباهر في تحقيق استرجاع الكثير من مسروقات المواطنين، وضبط مسروقات تقدر قيمتها بنحو " 4′′ مليار جنيه بولاية الجزيرة، وضبط عربات منهوبة مجوهرات وأموال ومعدات كهربائية ضبط في مدن أخرى… ولكن – وبكل صراحة-، أن تسكت وزارة الداخلية عن اعتقال السجناء الفارين من سجن كوبر والهدي وفي مقدمتهم السجناء السياسيين، فهنا مربط الفرس وعودة الأسئلة القديمة: 1- هل حقا فشلت وزارة الداخلية بحق وحقيق في اعتقال رموز النظام السابق الذين فروا من السجون؟!!، ام هنا جهات عليا في السلطة الحاكمة وراء حمايتهم من الاعتقال مجدآ؟!! 2 -هل حقا وزارة الداخلية هي التي قصدت عن عمد مع سبق الاصرار وراء عدم اعتقال السجناء السياسيين.. والا ما معنى عدم اعتقالهم منذ ابريل الماضي وحتى اليوم، وكلهم بلا استثناء معروفين اين هم الان؟!!، وأين يقيمون؟!! 3- لماذا لا تقول وزارة الداخلية كل الحقائق للشعب عن اسباب فشلها او امتناعها عن الفارين من السجون، وهي الوزارة التي عندها كشوفات كل الذين غادروا السجون كما جاء في تصريح الناطق الرسمي باسم الشرطة السودانية العقيد/ فتح الرحمن محمد توم؟!! 4-هل حقآ ما يشاع ويقال في الشارع السوداني، أن الجنرال/ ياسر العطا هو شخصيا من يحمي الهاربين بقوة ويعمل علي تامينهم من كل شر، وأن لا يقربهم أحد، وهم: علي عثمان، نافع علي نافع ، علي الكرتي، الفاتح عزالدين، أحمد هارون عوض الجاز، الطيب محمد خير "سيخة" ،عبدالحليم المتعافي، عبد الرحمن الخضر، عثمان محمد يوسف كبر، إبراهيم أحمد عمر، علي الحاج، حسبو عبدالرحمن، ابراهيم السنوسي، أسامة عطا المنان. ابراهيم محمود حامد… واخرين؟!! ́ 5- هل الفريق أول/ البرهان هو شخصيا من تدخل في موضوع عدم اعتقال السجناء السياسيين، خوفا عليهم ان دخلوا السجون قد يتعرضون للاختطاف من قبل قوات الدعم السريع، خصوصا وأن السجون في كل المدن السودانية اصبحت اكثر من ضعيفة وهشة قابلة للاختراق في اي لحظة من اي جهة عسكرية ، وان بقائهم بعيدا عن السجون والزنزانات أمان لهم ولحياتهم؟!! 6- (أ)- وبما ان الشيء بالشيء يذكر أسأل: لماذا تأخر صدور قرار النائب العام طوال مدة (43) يوم حتي الان، وهو القرار الخاص الذي صدر بتاريخ يوم 18/ أغسطس الماضي باعتقال (46) شخصا ارتكبوا جرائم حرب ضد السودانيين، وقالت النيابة العامة، وفق التلفزيون السوداني الرسمي إن "النائب العام للبلاد أصدر لائحة اتهام ضد (46) متهما تشمل اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات وممارسات ضد المواطنين والدولة السودانية من أبرزهم: قائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو "حميدتي" ونائبه عبد الرحيم محمد دقلو والقوني حمدان دقلو وعادل حمدان دقلو، وأمر الجهات المعنية باعتقالهم".- انتهى- (ب)- الشيء المستغرب له في صدور قرار النيابة العامة السودانية لائحة اتهام بحق (46) شخصا، أنها لم تذكر في قرارها من اسماء الا اربعة اسماء اشخاص فقط وهم : محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عبد الرحيم محمد دقلو، والقوني حمدان دقلو، وعادل حمدان دقلو!!،اما لماذا لم يجيء في القرار بقية اسماء ال(42) الآخرين المطلوبين لدي العدالة فهذا يدل بكل وضوح ان النيابة العامة السودانية جهة قانونية منحازة للسلطة الحاكمة ، ولا تملك حرية العمل بنزاهة وأمانة، والدليل علي ذلك انها ما قامت بنشر لائحة الأسماء كاملة، واخفت عن عمد اسماء مجرمين عتاة، وقتلة، وهاربين من السجون يعرفهم الشعب حق المعرفة، وهم ليسوا فقط (46) شخصا وانما اكثر من ذلك بكثير!! 7- هناك ايضا موضوع اخر محبط للغاية، وله علاقة بالاعتقالات التي تقوم بها الاستخبارات العسكرية، التي تركت السجناء السياسيين والقتلة احرار بدون اعتقالهم، وراحت بكل همة ونشاط دافق تعتقل الابرياء والنشطاء السياسيين المسالمين، وهاكم عينة من اخبار الاستخبارات العسكرية: (أ)- الإستخبارات العسكرية تواصل إعتقال ثلاثة من أعضاء لجان المقاومة في القرير ومروي.-23- يونيو 2023م-. (ب)- الاستخبارات العسكرية تعتقل الناشط الشريف الحامدابي من منزله بمروي. -6/ يوليو 2023م- (ج)- الاستخبارات العسكرية تعتقل سبع من لجان المقاومة في بحري ومروي. -18/ يونيو 2023م- (د)- الاستخبارات العسكرية تعتقل قيادي بقوى الحرية والتغيير في مروي. -6/ يوليو 2022م- (ه)- اعتقال الناطق الرسمي بأسم تجمع المهنيين من قبل الاستخبارات العسكرية. -27/ مايو 2023م- (ز)- الاستخبارات العسكرية تعتقل عضو بالحزب الشيوعي السوداني. -3/ يوليو 2023م- سؤال موجه للاستخبارات العسكرية : من يستحق الاعتقال ، الابرياء الذين لا ذنب لهم؟!!.. ام الهاربين من سجن كوبر : أحمد هارون وعلي عثمان ، عوض الجاز عبدالرحمن الخضر ، الفاتح عزالدين ، نافع علي نافع ، علي الحاج ، ابراهيم السنوسي ، وال(29) سجين الذين صدرت ضدهم احكام بالاعدام بتهمة قتل المعلم/ خير؟!! 8- كم هو محزن ومؤلم حال المواطن السوداني المسكين: إن لم تعتقله قوات "الدعم السريع"… اعتقلته الاستخبارات العسكرية!! وإن لم يمت بقنابل طائرات الجيش… قتلته قذائف الدعم!! وإن لم يمت جوعا… مات بسبب نقص العلاج والادوية!! وإن مات.. فلا مقابر تضمه ويدفن داخل المنزل او في الشارع العمومي!! [email protected]