هنالك دوما رأيان في الشئون المتعلقة بالحكم والدولة: – رأي السياسي – ورأي العامة العامة تحشدها العواطف ، والسياسي يحشده العقل. يمكنك بفيديو واحد ان تحشد مليون من العامة، ولكن لحشد سياسي واحد فأنت تحتاج لسنوات من طرح الرؤى والأفكار الصحيحة والاهم الالتزام بها. استطاعت الانقاذ من خلال برنامج في ساحات الفداء ان تحشد الالاف من العامة لحربها العبثية في جنوب السودان، لكنها لم تستطع ان تحشد سياسي واحد. في الحرب الحالية: – السياسيون وقفوا ضد الحرب، لأن طرفي الحرب خلال تاريخهم لم يحاربوا من اجل اهداف الوطن، وانما من اجل اهدافهم الخاصة، ولم يلتزموا بأي قضية وطنية بل كانت مواقفهم ضد مصلحة الوطن والمواطن واخرها انقلابهما معا على حكومة الثورة. – العامة انقسموا بين داعم لهذا وداعم لذلك بعد ان تم حشدهم عاطفيا باخبار وفيديوهات الانتهاكات وقتال الكيزان. – العالم الرسمي السياسي كله (الحكومات والمنظمات الدولية) بما فيه دول جوار السودان وقفوا ضد الحرب، وذلك لأنهم يعلمون أن طرفي الحرب من خلال تاريخهم السياسي القريب الشاهد على قتلهم للمتظاهرين من اجل الحرية والديمقراطية والقيام بالانقلابات، ليسوا مؤهلين لحكم السودان ولا القتال بإسم شعبه، وأن حربهما سوف تدمر السودان فقط لا غير. مع الايام وتطاول أمد الحرب وانكشاف اجندة اطرافها الخفية سوف يكتشف العامة انهم كانوا ضحايا العواطف وأن التضليل أضر بهم وبالوطن، وسيصطفون ضد الحرب، وسيجدون السياسيين ينتظرون في ذلك الصف منذ انطلاق الحرب، ليعملوا معا كما عملوا في ثورة ديسمبر من أجل محاصرة الحرب ودعاتها وايقافها والاتجاه نحو معالجة أسبابها وبداية إعمار البلاد. وستكون هذه الصورة في مجملها تكرار لما حدث بعد انقلاب الانقاذ بالكربون، حيث وقفت جميع الاحزاب السياسية ضد الانقلاب، بينما انخدع صف طويل من الجماهير بالانقاذ واستجاب لاستنفارها للحروب، ولاحقا اكتشف هؤلاء الخديعة، ووقفوا ضد الانقاذ، وشكلوا مع القوى السياسية طوفان ديسمبر الذي اسقط الكيزان. [email protected]