عاجلا ام اجلا سوف تسقط نيالا في يد الدعم السريع، فتلك المنطقة تمثل منطقة حاضنة له، كما ان إمداده العسكري يأتي من الغرب، وقواته قوامها الاساسي من الغرب، وبالتالي سقوط نيالا مسألة زمن ليس إلا. تمثل نيالا منطلق استراتيجي للدعم السريع في وجوده ومعركته مع الجيش، بينما لا يهتم الجيش كما يبدو بنيالا ولا يلقى لها بالا، فهو قد حدد بالفعل أراضيه ومنطلقاته لتكون شمالا ووسطا وشرقا، وترك الغرب بكامله للدعم السريع. انتهج الدعم السريع في الخرطوم مبدأ تفريق الحواضن الاجتماعية الداعمة للجيش من احياء العاصمة، وذلك بتهجير سكانها، وكما نرى ونعلم معظم سكان الخرطوم هم من الحواضن الاجتماعية للجيش وهم اهل الشمال والوسط والشرق، وقد استطاع الدعم السريع عبر هذا التكتيك ان يحييد الارض في الخرطوم ويمنعها من التحول لعامل ضده، فهل يستطيع الجيش فعل ذلك في نيالا؟ والجنينة والضعين؟ هل يملك الجيش قوات مشاة كثيفة العدد لتحقيق هذا الهدف؟ خرج قادة الجيش من القيادة العامة بعد ان تحولت الخرطوم من حولهم من منطقة داعمة لهم الى منطقة محايدة، وفي بعض المناطق الى منطقة ضد، نتيجة لقصف الجيش العشوائي بالطائرات والمسيرات كما في جنوب الحزام وامبدات، وهذا ما زاد من صعوبة معركة الخرطوم وحولها الى معركة مستحيلة، وجعل الجيش يقنع بالبقاء في ثكناته في انتظار الفرج، و يبدو الفرج في شكلين: المستنفرين، والتفاوض. المستنفرين يواجهون تحديات كثيرة اولها عدم الدربة في القتال، وثانيهما التسليح، اذ يعجز الجيش عن تسليح هذا العدد الكبير باسلحة تستطيع أن تحرز التقدم المنشود، ومع انهيار الانتاج والصادر وضعف المال لدى الدولة، التي يسيطر عليها الجيش بانقلاب 25/اكتوبر/2021، لدرجة انهيار الميزانية، فان عوائد الدولة لتوفير أسلحة نوعية تغير في ميزان المعركة عبر الشراء أصبح مشكوك فيه، مما يجعل الجيش بهذه الوضعية مرغما اما على الخنوع لقوى خارجية لتمده بالسلاح وبالمقابل تنفيذ اجندتها، او التفاوض لإيقاف الحرب. يوسف السندي