احمد داؤود أهمية حرب الخامس عشر من ابريل لا تكمن في تأسيس واقع جديد من داخل منطق السودان القديم . تكمن اهيمته في أنه وضع اللبنة الأساسية لدولة جديدة في دارفور. ما يحدث هو اصطناع غير مباشر لدولة دارفور الجديدة من فضاء السودان القديم مع توريثها كل التشوهات السياسية والاجتماعية و الثقافية السابقة. عملية الاصطناع سوف تؤسس أيضا لطبيعة الصراع القادمة و شكل القوي الفاعلة . هذه الحرب استثنائية و لحظة فارقة في تاريخ البلاد . و استثنائيتها تمكن في إدخال الدعم السريع و القوي الاجتماعية التي يعبر عن مصالحها في معترك الصراع ليس بوصفهم مجرد أدوات وإنما كفاعليين مستقلين بمشروع يفرض عليهم عبء الاستقلال/الانفصال. علي هذا الأساس ، اري من الأفضل معالجة أزمة الجنجويد في سياقها الوطني . فإما تسوية تجهض المشروع الامبريالي و تقود الي تصفية الجنجويد او التعجيل بالمواجهة حتي لو ادي ذلك الي التحالف تكتيكيا مع ورثة الامتيازات . إنتصار مشروع الجنجويد لن يكن كارثة علي الدولة القديمة فقط ، ستكون تبعاته وخيمة علي مستقبل التعايش و الدولة في دارفور .