انا لا مع هذا ولا ذاك انا مع ان تقوم المؤسسة العسكرية بإحتواء الامر بشكل مهني باقل الخسائر ، وان تكون إدارة الامر بشكل كامل بيد الجيش "ضع تحت بيد الجيش ما شئت من خطوط"!! . طبعاً ناس بل بس معروفين ، ولا تحتاج هذه العبارة الي شرح ، او تفكيك .. " البلابسة ليسوا الكيزان فقط ، هناك بلابسة كتاااااار ليسوا بكيزان" . اما مجموعة لا للحرب فتنقسم الي قسمين .. * قسم ارهقته ويلات الحرب ، وهذا قطاع كبير يريد ان تتوقف الحرب ، واصوات المدافع ، والبنادق ، اليوم قبل الغد ، ولا تهتم هذه الفئة بما يترتب علي ايقاف الحرب من امور سياسية ، فقط يريدون العودة الي بيوتهم ، وممارسة حياتهم الطبيعية كما كانت قبل الحرب .. * القسم الثاني لا للحرب ، يستخدم هذه العبارة لأجل مكاسب ، واغراض سياسية بدون لف ولا دوران تستميت هذه الفئة ليكون للدعم السريع دورا سياسياً، متوهمين بأنه يمكن للدعم السريع خلق معادلة في الخريطة السياسية ، او بمعنى "الضفة الاخرى هو الجيش المُسيطر عليه من الكيزان" . تناست هذه الفئة ان مليشيا الدعم السريع عمودها الفقري هم الكيزان ، حيث السوء في كل شيئ .. في القُبح ، والنفاق ، واللصوصية ، والعمالة ، والإرتزاق. بمعنى "عندما تضيف للكيزان البعد القبلي ، وشوية مرتزقة من شتات صحاري افريقيا ، فالنتيجة ماثلة لا تحتاج الي شرح ، حيث القذارة ، والنتانة في اقبح صورها. تتناسى هذه الفئة تعقيدات الدعم السريع التي تفوق تعقيدات الجيش نفسه كجزء من الازمة في إطارها العام، الذي خرجت قوات الدعم السريع من رحمه حيث التمكين ، وما ادراك ما التمكين ، والمشروع الحماري .. اقصد الحضاري . ما بين العمل العسكري المصحوب بجرائم ترقى الي الإبادة ، والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ، والبحث عن إنهاء الحرب ، والتفاوض ، بوناً شاسعاً في الفكرة ، والمنهج .. اي حركة مسلحة تحمل مشروعاً سياسياً بالضرورة ان ترتبط اعمالها العسكرية علي الارض بقدر من المبادئ، والاخلاق في حدود معقولة ، وهذا ما إفتقدته قوات الدعم السريع بشكل كامل . الواضح ان المُفكر لمليشيا الدعم السريع يدفع بالعمل العسكري دفعاً بلا حسابات اخلاقية ، وضح ذلك في طريقة منهج القتال الذي لا يحسب للجندي المقاتل ايّ حساب "يُستخدم كالآلة" كما الاهداف ، وآخرها الهجوم علي قرية ابو قوتة في ولاية الجزيرة.. التناقض بين المطالبة بوقف الحرب ، والهرولة وراء منابر التفاوض ، والجرائم المهولة التي ارتكبت ، ولا تزال تُرتكب بشكل بشع ، فضح امر من يقف وراء هذا المخطط. من اخطر الاشياء ان لا يضع السياسي امر الامن القومي لبلاده علي اجندته .. قامت الثورة علي كل المشهد بجيشه ، ودعمه السريع ، وكتائب ظله .. بدل ان توضع خطة بموجب الشرعية الثورية للنظر في امر هذه المؤسسات وطرق إصلاحها قمنا بشرعنة دورها السياسي ، وسميناها شريكاً تحت لافتة المكون العسكري ، وزدنا طينتها بِلة بإتفاقية جوبا العرجاء ، فمن هنا بدأنا رحلة الإنهيار ، وفقدان البوصلة. السعي وراء شرعنة دوراً سياسياً للدعم السريع يعطي اطرافاً اخري المُبرر للتمترس وراء دوراً سياسياً للجيش ، لنعيد ذات التجربة لتكون القوة هي المحدد للمشهد السياسي ، وتقديراته ، حيث تجلى ذلك في إعتصام الموز كما يحلو للكثيرين مروراً بالإطاري ، وإنتهاءً بهذه الحرب اللعينة. اعتقد وضع قضايا الامن القومي في مقدمة العمل السياسي، افضل من الصراع لأجل إعطاء ايّ مؤسسة عسكرية او مليشيا دوراً سياسياً ، فقط نقوم بتأجيل المواجهة ، والإنتظار علي رصيف حروب اخرى. اعتقد اكثر المتضررين من هذا المنهج هم السياسيين ، والاحزاب السياسية .. راجع تجربة اليسار في تجربة مايو ، واليمين في تفاصيل الإنقاذ . الطريق الصحيح هو إعلان إنهاء تمرد الدعم السريع ومحاصرة الامر داخل القوات المسلحة ، وفصل كل القضايا السياسية من تعقيدات الوضع العسكري ، والتعامل مع هذا الملف تحت بند الإصلاح فقط كمؤسسة ضمن مؤسسات الدولة التي تعرضت للتجريف ، والتخريب المُمنهج . اخيراً ترك الامر في ايدي الدول الاجنبية في الإقليم او المجتمع الدولي بهذا الشكل لا يحفظ للسودان امنه القومي . لابد من بناء جبهة سياسية قوية تنطلق من مبادئ وطنية ، ومرتكزات اخلاقية ، يكون لها تأثيراً مباشراً في المشهد .. بدون كتلة سياسية وطنية منتجة تمثل منصة للإنطلاق نحو الحلول ، لا تحلموا بإستقرار ، او وطن إسمه السودان ، سيتسرب من بين ايديكم جميعاً .. كسرة .. قصة يا انا يا الطوفان دي ح توردنا جميعاً موارد الهلاك ، وجميعنا جربناها ، والكل نال نصيبه .. فحصدنا حرباً قضت علي الاخضر ، واليابس. المنهج السياسي للمقاتل في صفوف الدعم السريع في حالة توهان ، بين دولة 56 , والجلابة ، والفلول . اما المرجعية الفكرية لدى المقاتلين هي دولة العطاوة ، يقودها المؤسس حميدتي .. علاقة هذا المقاتل باحلام ، وطموحات النخب السياسية التي تستثمر في بندقية هذا المقاتل كعلاقتي باللغة الصينية التي لا ارى فيها إلا رسماً ، وخطوطاً متقاطعة ، وشخابيط "جمع شخبوط"!! .