طلعت محمد الطيب إستمرار تقدم في جهودها من اجل وقف هذه الحرب اللعينه يعد أمر ضروري وهو مافعلته بلقاء قياده الدعم السريع ودعوتها قياده الجيش للحوار والتفاهم حول امكانيه ذلك . إستمرار تقدم في التوسع والتواصل داخليا وخارجيا وسعيها لتضم قوي سياسيه ومدنيه إضافيه من اجل توحيد الرؤي يعد أمر لا يقل أهميه. لكني اري أن تكتفي بدعوه المنظمات لممارسه دورهم الوطني العاجل لإيقاف الحرب دون أن تهدر الوقت والامكانيات المحدوده في هذا الأمر ، فمن الصعب جدا إذا لم يكن من المستحيل مثلا إقناع قياده الحزب الشيوعي بمراجعة قراراتهم ومواقفهم بشكل عام بسبب إدعاءات العلميه التي عرفوا بها. وهي أمر لايقل صعوبه او إستحاله عن إقناع الفلول حيث تنطلق المواقف في الحالتين من عقائد راسخه! وتصبح المساله أكثر استحاله في إقناعهم بالتخلي عن "التغيير الجذري" radical change فالإعتقاد بأن تبني الحزب الشيوعي للتغيير الجذري مجرد تاكتيك عابر ليس صحيحا علي الإطلاق كما يعتقد الكثيرون. الثقافه السياسيه التي يقوم عليها هذا الحزب لا تقف عند تبنيه النسخه اللينينيه من الماركسيه، بل تشربت منذ التأسيس تقريبا بافكار كل من غرامشي وجورج لوكاش حيث يري الاخير مثلا إن مفهوم الاغتراب عند ماركس alienation وعبادة أو تصنيم السلعه commodity fetishism يؤديان الي الشعور بالاغتراب حيث تضاف قيمة السلع المنتجة خصما علي إنسانية العامل المنتج في نمط الانتاج الرأسمالي وبالتالي خصما علي حريته، حتي يصير الاخير مجرد شيء في تروس الانتاج.. مصادره إنسانيه الإنسان وتشيئته objectifcation ( تحويله إلي شيء) ونزع إنسانيته dehumanizing تعتبر بمثابه "الخطيئه الاولي" التي لا يمكن محوها أو معالجتها إلا بتدمير مجمل النظام الراسمالي ومن هنا تأسست الشمولية وأصبحت ملازمه للتفكير totalitarian worldview صارت المسأله ديانه جديده بحيث لايتم "التطهر"من هذه الخطيئه والتحرر من التشيئه اي الاحساس بالاغتراب إلا بتدمير " صنم خارجي " يتمثل في الراسماليه بدلا عن اللجوء إلي الاصلاحات هنا وهناك ، خاصه وانه ومنذ كانط كانت قد ترسخت فكره ارتباط "انسانيه الإنسان بالحريه" في الفكر الإنساني. إن النظره الإصلاحية والمرونه والتواضع الفكري شيء منعدم تماما في ثقافه اليسار الشمولي بالسودان . فالشموليه totalitarianism أصبحت عقيده وديانة ولذلك يجب ألا نندهش لمواقف جورج لوكاش الذي كان قد تبني فكره ضروره إسكات كل الأصوات المعارضه للشيوعيين، بل قاده تطرفه وهوسه الي طرد كل الأساتذه خاصه في الجامعات من غير الماركسيين من عملهم والإستغناء عن خدماتهم تماما كما فعل إنقلاب الإنقاذ في بداياته ، وقد قام بذلك حينما كان مسؤولا عن التعليم في هنغاريا بعد أن سيطر الحزب الشيوعي علي السلطة فيها. من المستحيل إقناع قيادة الحزب الشيوعي بالتخلي عن "جذريتهم " إنها عقيده وعقيده شديده الرسوخ في اذهان القيادات الحاليه. طلعت محمد الطيب