بعد انقلاب السفاح جعفر نميري على الحكم المدني الديمقراطي في مايو/1969 ، واجه حزب الامة وجماعة الانصار الانقلاب باعتصامات شعبية في ودنوباوي والجزيرة ابا، شارك في اعتصام الجزيرة ابا كوادر من الحركة الاسلامية/الكيزان، دك طيران وجيش السفاح نميري ودنوباوي والجزيرة ابا فوق رؤوس المواطنين وقتل الالاف واغتال لاحقا امام الأنصار الهادي المهدي. بعد مجزرة الجزيرة ابا، تجمعت القوى السياسية مرة اخرى في تحالف الجبهة الوطنية التي ضمت الأمة والاتحادي والكيزان، ونفذوا حركة يوليو 1967، لم تنجح الحركة لأسباب متعددة. في بورتسودان في عام 1977 وقعت مصالحة بين السفاح النميري وقادة الجبهة الوطنية، لكن حزب الأمة نفض يده من المصالحة سريعا، بينما شارك الكيزان في حكم نميري وتغلغلوا فيه حتى أصبح الترابي نائبا عاما لحكومة السفاح. تحول الكيزان من مقاومة السفاح الى مهادنته، بفهم مدروس، وهو التغلغل في أجهزة الدولة والسيطرة عليها تدريجيا، حيث اخترقوا الجيش بصورة ممنهجة، وزرعوا في داخله عددا كبيرا من عناصرهم، وكذلك في بقية اجهزة الدولة. في أواخر ايامه انقلب النميري على الكيزان وادخلهم السجون، وكان هذا من حسن حظهم، اذ انتفض الشعب السوداني بعد فترة وجيزة من ذلك في ثورة ابريل المجيدة واطاح بالنميري، وأخرج جميع السجناء السياسيين بما فيهم الكيزان. خلال الفترة الانتقالية بعد ثورة ابريل رفض الكيزان التوقيع على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية مع بقية القوى السياسية، وبعد الانتخابات رفضوا اتفاقيات السلام مع حركة جون قرنق (كوكادام واتفاقية الميرغني قرنق)، وقاطعوا اتفاق القصر، وكل ذلك بنية الغدر بالديمقراطية. وفي 30/يونيو/1989 انقلبوا على النظام الديمقراطي عبر عساكرهم الذين اخترقوا بهم الجيش في السبعينيات. خلال الثلاثين سنة من حكم الكيزان، حولوا الجيش الى خلية عسكرية كيزانية صرفة، وأصبح الجيش والامن والشرطة والاحتياطي مجرد لافتات للكيزان يستغلونها كما يشاءون. عساكر الكيزان في الجيش والامن والشرطة والمليشيات هم الذين قتلوا المتظاهرين وفضوا الاعتصام واستباحوا الخرطوم ثلاثة أيام حسوما، وهم الذين مانعوا توقيع الوثيقة الدستورية، ثم هم الذين انقلبوا على حكومة حمدوك في اكتوبر/2021 ، وحين حاصرتهم القوى السياسية بالاتفاق الاطاريء، هم الذين اشعلوا هذه الحرب لمنع توقيعه. وهم الذين قال احدهم وهو قائد البحرية السابق الفريق فتح الرحمن محي الدين عن استمرار الحرب: (ليس مهما حتى لو انحرق السودان كله المهم ان لا يكون هناك وجود للحرية والتغيير). وقال احد كوادرهم وهو نعمان عبدالحليم: تسليم كامل (للكيزان) او تحطيم شامل (للسودان). وقال كادرهم المصباح قائد كتائب البراء : (هذه البلد لن يحكمها راجل غيرنا) وقال اخطبطوهم متعدد الأسماء والمهن ناجي مصطفى: هذه حرب سياسية، اشعلها الاقصاء السياسي (بمعني ان اقصاء الشعب الثائر لهم من الفترة الانتقالية هو الذي جعلهم يشعلون الحرب). وقال كادرهم الاعلامي عبدالماجد عبدالحميد: لن يكون الإسلاميون في السودان خارج إطار وصورة أي محاولة لتشكيل مستقبل السودان القادم، سلماً أو (حرباً)، شاء من شاء، وأبي من أبي. ومازال هناك من يحدثنا عن انها ليست حرب الكيزان، وانكم مصابون بالكيزانوفوبيا، وأن الكيزان انتهوا!!