استقبل كثير من المصريين حصول مصر على بطولة دورة الألعاب العربية التي أقيمت مؤخرا بقلق أكثر من الفرحة، فلاعبوهم ولاعباتهم يتسيدون الدورات العربية والإفريقية ولم يتخلفوا إلا نادرا عن ذلك الإنجاز لوجود قاعدة رياضية عريضة من الجنسين، لكن خبراء يتخوفون من أن تكون دورة قطر الأخيرة للتصدر المصري، إذا مضى الإخوان والسلفيون قدما في أسلمة الرياضة. وزاد المخاوف تصريح ليسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي بأنهم لا يحبذون ممارسة السباحة للنساء، وهي الرياضة التي تتفوق فيها الرياضيات المصريات إقليميا ودوليا ويحصدن ميداليات ذهبية لبلادهن؟ وتوجت مصر للمرة السابعة في تاريخها بلقب دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي استضافتها العاصمة القطرية "الدوحة" خلال الفترة من 9 إلى 23 ديسمبر/كانون أول الجاري، ولم تشترك مصر في ثلاث دورات للألعاب العربية ، وهي دورة عام 1957 التي أقيمت في لبنان بسبب حرب 56 ، كما اعتذرت عن دورة 1976 التي استضافتها سوريا بسبب تداعيات حرب أكتوبر 73، وكذلك دورة 1985 بسبب نقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس. لكنها فقدت دورة 1992 التي أقيمت في دمشق بعد تأخر دام سبع سنوات بسبب حرب الخليج، وحصلت مصر على المركز الثاني بعدما توجت سوريا بلقب الدورة، أما دورة الجزائر عام 2004 التي شاركت فيها 22 دولة، فلم تعلن النتائج النهائية برغم فوز مصر بالمركز الأول. وكانت جماعة الإخوان المسلمين أعلنت نيتها تأسيس أندية كبرى لتنافس على البطولات، فضلا عن رغبة بعض الأحزاب السلفية مثل النور والأصالة في تأسيس أندية يتم فيها الفصل بين الرجال والنساء ولبس الزي الإسلامي أثناء ممارسة الرياضة. العريان: لن نركز على الكرة فقط وأعرب خبراء رياضيون عن قلقهم من هذا الطرح الذي لم يألفه المجتمع المصري على حد تقرير مطول بصحيفة "المصريون" اليومية المستقلة، إلا أن التيارات الإسلامية أكدت أنها لن تفرض نهجها على أحد. وقال الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان إن الجماعة بدأت بالفعل بعد ثورة 25 يناير تعود لممارسة حياتها الطبيعية كما كانت قبل عام 1954. وتابع: لن نركز على كرة القدم فقط ودرسنا الموضوع جيدا في لجنة الإرشاد، وكلفنا لجنة بوضع تصور كامل لكيفية إنشاء ناد رياضي وسيكون مفتوحا لجميع المصريين وليس لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين فقط. وأضاف أنه يأمل أن ينافس النادي على البطولات خلال فترة قصيرة، وأن الجماعة تفكر في بدائل كثيرة لتوفير التمويل اللازم، وتسعى للحصول على قطعة أرض من الدولة تخصص للنادي المزمع تأسيسه. وفجر القيادي الإخواني محسن راضي مفاجأة بإعلانه أن الجماعة حريصة على استقطاب مشاهير ونجوم المجتمع من ذوي الأخلاق الرفيعة مثل لاعب المنتخب والأهلي المصري محمد أبو تريكة باعتباره إخوانيا. وكشف أن عدد من نجوم الكرة المصرية ومدربيها ينتمون إلى الجماعة منهم مختار مختار مدرب انبي والمدير التنفيذي للجنة الكرة بالأهلي ونجمه السابق هادي خشبة. إلا أن أبو تريكة وخشبة نفيا انتماءهما لجماعة الإخوان في رد فعل سريع على تصريخ راضي، الذي قال إن أبو تريكة لا يمارس دورا قياديا في الجماعة حاليا لكنه قد يقوم بذلك بعد اعتزاله، وكانت اتصالاتنا به قليلة للغاية في عهد النظام السابق حرصا على عدم ملاحقته من أجهزة الأمن. ويقول الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة إن هناك اقتراحا بتخصيص يوم للنساء وآخر للرجال في رياضة السباحة، أو تخصيص مكان لكل منهما. وبالنسبة لزي لاعبي كرة القدم فلا توجد مشكلة لأن هناك آراء فقهية مختلفة حول عورة الرجل. وأضاف: نحن ننوي تشكيل فريق لكرة قدم والمنافسة على بطولة الدوري في المستقبل. السلفيون: لا نحبذ سباحة النساء في الجانب السلفي قال الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور (الذراع السياسية للجماعة السلفية): نحن لا نحبذ رياضة السباحة للنساء، مضيفا أن من أهداف الجماعة السلفية تهيئة المناخ الرياضي حتى تصبح الرياضة نشاطا أساسيا ويتمكن جميع المصريين من ممارستها. وشكك الناقد الرياضي أبو المعاطي زكي في إمكانية نجاح الفكرة متسائلا: ما هو الاسم الذي ستختاره الجماعة لفريقها وكيف ستتعامل مع ملف الرياضة وأسعار اللاعبين التي أصبحت بعشرات الملايين، وهل يمكن أن نرى مدربا أجنبيا لفريق الإخوان، وهل سيرتدون الشورت الشرعي، وما اللون الذي سيختاره الفريق. وقال إن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تعارض إقامة فرق ذات طابع ديني.. في حين أكد الخبير الرياضي ونجم الكرة القدم الدولي السابق أسامة خليل إنه لا يمانع في دخول الإخوان والسلفيين الرياضة وإنشاء أندية خاصة بهم، ولكنه طلب منهم وضع بند في الدستور المصري الجديد ينص على أن ممارسة الرياضة حق مكفول لكل مواطن مصري. وترفض سحر الهواري التي شكلت أول فريق نسائي مصري لكرة القدم عام 1996 فكرة تأسيس أندية أو فريق رياضية إسلامية، مشيرة إلى أن ذلك يعني قتل الرياضة النسائية، مشيرة إلى أنها شكلت أول فريق نسائي بعد مشاحنات كثيرة مع اتحاد كرة القدم الذي كان رافضا الفكرة خشية غضب المحافظين. وأضافت أن فكرتها لقيت حينها هجوما من بعض الصحف ووسائل الإعلام، واعترض رجال دين بأن زي اللاعبة يكشف جسد المرأة، إلا أنني رددت عليهم بأن الزي يغطي معظم الجسد وأن المشاهد يركز على مهارات لعبهن وليس أجسادهن.