عشرون عاما وأكثر وبلدنا ترزح تحت حكم غاشم ظلوم لا يعرف معنى للقيم الفاضلة ولا يعترف بقوانين السماء أو الأرض , جهلة حتي بالدين الحنيف الذي يتمشدقون به يكذبون كما يشربون الماء يخادعون سرا وعلانية يأكلون أموال الناس بالباطل عيانا بيانا لا يخافون محاسبة من خالق او مخلوق , لا يهمهم سوى ذاتهم المثقلة بسني الفقر التي عاشوها في صباهم ويشبعون نفوسهم بما حرموا منه في باكر أيامهم . عشرون عاما او تزيد شردوا الناس وقتلوا وعذبوا المعارضين ولم يطرف لهم جفن سجنوا الشرفاء وضيقوا عليهم , شنوها حربا على كل قيمة نبيلة لأنها تصادمهم ووأدوا كل صوت حر كريم وشجاع أقاموا الدنيا ولم يقعدوها كذبا وبهتانا حتى صدقهم الغافلون وأعلنوا أنها لله وهي لشيطانهم ولدنياهم الفاسدة . وخدعوا الناس باسم الدين وباسم الفضيلة وهم أبعد الناس عنها . ازكمت رائحة فسادهم الأنوف وفاحت رائحته لتعم الوطن من أقصاه إلى أقصاه حتى تكلم بها العربان في الخلاء وتطاولت قصورهم ليراها الأعمى قبل البصير وامتلأت جيوبهم بمال المساكين حتى لبسته نساؤهم ذهبا في أرجلهن وتسافه صبيانهم وهم يقودون سيارات لا يرى الغبش الا غبارها ولم يستحوا ولم يخجلوا من التباهي بما نهبوا ولم يستيقظ ضمير أحدهم والموت يتخطفهم , ولم يتعظوا بمن سبقهم وكأن الدنيا دانت لهم فأمنوا مكر الله وعذابه . أصبحوا عارا على كل سوداني له نخوة أو فيه بقية من وطنية ودين عار نحسه ونحن نرى الدنيا من حولنا تتقدم والشعوب ترتقي ونحن مكبلين وعاجزين ننظر لبلادنا تتشظى أمام أعيننا ونشاهدهم ينهبون أموالنا ونسمعهم يكلمونا عن الحلال والحرام ويفتون فيما حرم الله وما حلل , ويعتلي فقهاؤهم منابر الجمعة ليحدثونا في دين هم اول الخارجين عليه. ونموت بالذل والهوان ونحن نري من نصبوه رئيسا تطلبه المحاكم الدولية لقتله لشعب يفترض انه حاميه وضامن امنه وما درى العالم انهم يقتلون كل الشعب في اليوم عشرت المرات بالمرض والجهل والفقر والكبت ومصادرة الحريات . أصبحنا أضحوكة العالم ومثار تندر شعوب كانت ترى فينا العزة مجسمة وضاق الحال بنا حتى هرب الجياع المضطهدين لإسرائيل مضحين بأرواهم ودينهم هربا منهم , واصبحنا نلجأ للاجنبي ليحمينا من بطشهم حتى في مخيمات اللجوء تقاذفتنا الدنيا في اركانها الاربعة والقوم سادرون في غيهم ويئس الكثير منا حتي طلبوا عدالة اوكامبو لتنقذنا من ظلمهم . عار علينا ان تكونوا حكاما علينا , وعار علينا ان نسمح لكم بالعبث بشرف البلد وعار عينا أن توقعوا الاتفاقيات باسمنا وان تمثلوا بنا في الخارج وعار علينا ان نبقى صامتين ونحن نشاهدكم تدقون اسفينا تلو اسفين في نعش الوطن وعار علينا ان تركناكم في ضلالكم وخزيكم والله لن يسامحنا ان جبنا او خفنا زبانيتكم وهو الأحق ان نخافه , وما فائدة الحياة مع الذل والقهر وبأي وجه سنقابل المولى تعالى ونحن نراكم تنتهكون الحرمات وتحدثون في الدين الحدث الذي لم يسبقكم عليه أحد ونحن صامتون نتباكى على حالنا ونشكو لطوب الأرض وما ناصر ولا مجيب؟؟ عار علينا ان نضعف والحق معنا وان يفتروا والباطل يسربلهم من شعر رأسهم حتى اخمص اقدامهم ؟ ألسنا على حق بين وصواب واضح ؟ أوليسوا على باطل يكاد يمشي على رجليه ؟ لم سكوتنا وانصياعنا واستكانتنا؟ ألسنا نحن من هزم هكس وقتل غردون ودوخ جيش امبراطورية لا تغيب شمسها ؟ ألسنا نحن احفاد عبداللطيف الماظ الذي مات ومدفعة بين يديه وهو يقاتل جيشا بأكمله ؟ ألسنا أحفاد من رفعوا علم استقلال خفاقا ؟ ألسنا مفجري ثورة أكتوبر العملاقة وأبريل الغراء ؟ د.زاهد زايد