عادة درجت عليها يومياً.. وهي تناول كوب من الشاي في إحدي قهاوي السوق العربي بمعية عدد من الزملاء، واثناء تجاذبنا لأطراف الحديث، تفاجأت بأحد زملائي يردد عبارة: (سبحان الله) بصورة شبه مكررة، وعلى وجهه ارتسمت دهشة كبيرة ، لأتجه بناظري الي ما كان يتطلع اليه لاتفاجأ بذلك الرجل، الذى يضع كوباً من الشاي على مرفقيه ويحتسيه بتلذذ، دون ان ينتبه لتلك النظرات التى تلاحقه في المكان، أو (ربما إعتاد عليها)..فتصالحه مع إعاقته التى ولد بها ربما كان كفيلاً بأن يجعله بتلك البشاشة والمرح. حذر وتردد: التحدث مع ذلك الرجل وخلق نوع من التواصل معه في البداية، كان يتخلله نوع من الحذر والتردد لان قسماته تدل علي الصرامة والجدية، ولكن عندما القينا عليه التحية انفجرت اساريره فقلنا له بتوجس: (ممكن نتونس معاك...؟)..فرد علينا مبتسمآ:(إتفضلوا يا حبايبنا)..لنسأله مباشرة عن بطاقته الشخصية ليقول بعد ان وضع كوب الشاي بطريقة غريبة : (اسمي ناظم معاوية.. من مواليد مستشفي الخرطوم التعليمي في عام 1972.. وربنا خلقني ب(يديني ديل).. يعني ماحصل لي حادث ..ودي قسمة من ربنا وامتحان لشخصي، وتزوجت في عام 2002 وفي نفس السنة انفصلت عنها). انقطاع عن التعليم: يحكي (ناظم) انه ترك المدرسة مبكراً وذلك لاسباب عديدة اهمها ان والده كان سياسياً كبيراً في عهد نميري.. وكان كثير الاعتقال يعني (يوم في البيت ويوم في السجن).. وعدم انتظام والدي في البيت جعلني اصبح تلميذاً متسيباً من الدراسة وهذا ما جعلني اترك مقاعد الدراسة، اما عن المشاكل التي تواجهه فيقول :(مافي اي مشكلة بتواجهني غير العطالة وانا من ربنا خلقني ما حصل اشتغلت)... ليصمت قليلاً قبل ان يضيف: (يعني انا اكتر نموذج جيد لكلمة العطالة)، ويضيف: (طبعا الناس بتقول دا حيشتغل كيف بيدينو ديل.؟ وانا بقول ليهم: انا بمارس حياتي الطبيعية زيي وزي اي زول.. يعني بيديني ديل بعمل حاجات مافي زول بقدر بيعملا.. واقول ليك حاجة انا زول خطاط جداً.). حياة طبيعية: ناظم يعيش حياة طبيعية برغم تلك الاعاقة –على حد تعبيره- وحين سالناه عن كيفية تناوله الطعام قال:(انا باكل بيديني المقطعات ديل زيي وزيك.. واقول ليك على سر أنا باكل الفتة والطبيخ بس الفرق انا بأكل بالمعلقة.. وتاني حاجة بغسل ملابسي كل يوم وبستحما براي)..!! وعن كيفية قيامه بغسل رأسه يقول ضاحكآ : (والله ربنا قادر علي اي حاجة يعني انا بغسل راسي برغم الاعاقة). هوايات واسرار: اما عن هواياته فيقول ناظم: انا احب الكرة.. ومارستها زمان.. وكنت زول حريف وبالمناسبة انا لعبت الكورة مع نميري في الاستاد.. وطبعا نميري كان بحب الكورة حب شديد وانا كنت بلعب برجلي الشمال.. واي زول بيلعب بالشمال دا زول (لعاب وحريف).. ويواصل ضاحكا: (يعني مابتدي حريف)، ومن هواياته ايضاً انه يغني للفنان الجميل احمد المصطفى . مواقف طريفة: وعن المواقف الطريفة يقول ناظم : (مواقفي الطريفة كثيرة..ولكن كلها كانت زمان..وكنت بركب المواصلات زمن الدفارات (شماعة)..وكانوا الناس ينظروا إلي بإستغراب..ومرات الناس الفي الدفار كلهم بقيفوا لي (شماعة) عشان انا اقعد ومااقيف، وبعد مرات بدفعوا لي ناس مابعرفهم اصلاً، لكن الليلة اتغير الحال، ووالله تركب مافي زول يعاين ليك بالغلط.!). امنية وحلم: ناظم يحلم ويتمنى ان يمتلك (دراجة بخارية) كتلك الخاصة بالمعاقين، ويقول بعد ان صمت للحظات:(انا داير لي (موتر معاقين).. وانا عارف حتقولوا لي بتسوقوا كيف.؟ بس انا شفت ناس زيي كتار سايقنو..وبتمنى انو الحلم دا يتحقق).. السوداني