لا يكون جسمنا غالباً بالرشاقة التي نتمنّاها، وقد تعدّدت الأسباب والوزن الزائد واحد: عدم ممارسة الرياضة، والمشاكل الهرمونية، والعادات الغذائية السيئة، بالإضافة إلى الأكل بين الوجبات. حان الوقت لوضع حد لهذه الأسباب، ليس باتباع حميات غذائية قاسية، بل بطرق أكثر سهولة وأكثر طبيعية. وإن كان التوقف عن الأكل بين الوجبات يساعد على خسارة الوزن والحفاظ على صحة جيدة، فكيف السبيل إلى ذلك؟! إذا جلسنا إلى المائدة ونحن نشعر بالجوع، فلا بدّ من أن يولّد الطعام لدينا شعوراً باللذة تسجّله الحساسات الموجودة في الفم والمعدة، ثم ترسل هذه الحساسات بدورها معلومات إلى العقل الذي يسجل هذه المعلومات ويخزنها. ويحسب العقل كمية السعرات الحرارية والأغذية المستهلكة (البروتينات، والدهون، والسكريات). وعندما يقدّر أننا أوشكنا على تناول الكمية التي يحتاجها الجسم، يرسل إشارات الشبع فنتوقف عن تناول الطعام فوراً. ويبدأ الشعور باللذة بالتلاشي شيئاً فشيئاً مع الشعور بالشبع؛ ونتوقف عن تناول الطعام لأن جسمنا حصل على الكمية اللازمة من الأغذية والسعرات الحرارية. ماذا عن تناول الأكل بين الوجبات؟ إذا أردنا تعريف الأكل بين الوجبات الخفيفة فهو الكميات الغذائية التي يحصل عليها الجسم والتي لا تندرج في خانة الوجبات الثلاث الرئيسية. وغالباً ما تكون هذه الكميات الغذائية جاهزة ولا تحتاج إلى أي تحضير مثل ألواح الشوكولا، والمشروبات الغازية وغيرها... وفي معظم الأحيان يجهل المستهلك أن هذه الوجبات الخفيفة تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون المستترة ذات الجودة الغذائية السيئة. في الواقع، يعكس الأكل بين الوجبات غياب التوازن الغذائي، أو نقصاً في الوجبات الرئيسية الثلاث، فإمّا أنّ هذه الوجبات ليست دسمة كفاية، ما يؤدي إلى نقص في الطاقة ويولد شعوراً بالجوع بين الوجبات الرئيسية، وإمّا أنها غنية كثيراً بالسكر البسيط، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجىء في السكر في الدم. في هذه الحالة، يكون تصحيح الوجبات الغذائية الرئيسية الحلّ الأمثل لتفادي الأكل بين الوجبات. لماذا لا نكتف بهذا القدر ونلجأ إلى الأكل أكثر من حاجتنا؟ أحد الأسباب الرئيسة وراء الأكل بين الوجبات هي تناولنا الأطعمة الغنية بالسكر مثل الحلويات والمشروبات الغازية، فالسكر يجرّ السكر، أي أن دخوله إلى الجسم يولّد رغبة لتناول المزيد منه. بالإضافة إلى أننا نأكل أينما وكيفما كان من دون أن ندرك الأحاسيس المرتبطة بالفعل الغذائي، ولهذه الأحاسيس أهمية كبيرة في تحديد الشعور بالشبع كي لا نأكل أكثر من حاجتنا. أسباب رئيسة عدم الحاجة إلى بذل أي مجهود الأشخاص الذين يأكلون بين الوجبات يتناولون الأغذية الجاهزة التي غالباً ما تكون دهنية أو سكرية، ولا تتطلّب أي تحضير أو وقت أو مجهود من أي نوع. العادة الأشخاص الذين يأكلون بين الوجبات يفقدون عادة تناول الوجبات الرئيسة بانتظام، الأمر الذي يؤدي إلى خلل في تعرف الجسم إلى إشارات الشبع، فيعتاد على إرسال «شرارات» متعدّدة ومتكرّرة طلباً للغذاء. الملل من الشائع الأكل بين الوجبات الرئيسة بسبب عدم الانشغال بنشاط معين. وقد يساعد ذلك بعض الأشخاص على التخلص من الإجهاد، والقلق، من خلال ملء بطونهم. الراحة الأغذية متوافرة دائماً وتولّد شعوراً جيداً عندما يكون الإنسان بحالة نفسية سيئة، وهي تساعد على التعويض عن نقص معين، كما عندما نقلع عن التدخين مثلاً، كما تساعدنا على التخلّص من الملل، فنجلس أمام شاشة التلفاز ونأكل. الشراهة إنها الشعور الذي يدفعنا إلى تناول التحلية على رغم شعورنا بالشبع لا بد من أن يؤدي الأكل بين الوجبات، خصوصاً إذا تكرّر، إلى عدم توازن غذائي وزيادة في الوزن. تشغيل العملية العقلية الطريقة المثلى لتفادي الأكل بين الوجبات هي إدراك احتياجات الجسم، أو إشباعه أو محاولة إفهامه أن الإفراط مضر والتقليل مخل. المرحلة الأولى ما إن تولد الرغبة في الأكل بين الوجبات، حاولوا الاسترخاء واطرحوا على أنفسكم الأسئلة التالية: «هل من الضروري الأكل بين الوجبات؟ وهل أرغب فعلاً في ذلك؟ ما السبب الذي يشعرني بهذه الحاجة؟». المرحلة الثانية إذا بقيت الرغبة في الأكل بين الوجبات ملحّة على رغم التساؤلات التي طرحتموها، فالأفضل أن تنصرفوا إلى ممارسة أي نشاط يلهيكم عن الأكل كممارسة الرياضة مثلاً. تناول وجبات خفيفة متوازنة إذا كنتم تأكلون بين الوجبات لأنكم تشعرون بالجوع، فالأفضل أن تستبدلوا الأغذية التي تتناولونها بوجبات خفيفة ذكية ومتوازنة. يمكن التعويض عن الجوع في منتصف الصباح بوجبة خفيفة مكونة من الفاكهة الطازجة المرطبة (كالتفاح). يمكن استبدال الأغذية المستهلكة بعد الظهر بوجبة خفيفة صحية مكونة من منتجات ألبان قليلة الدسم، وفاكهة طازجة، ومشروب. من شأن هذه الوجبة تزويدكم بالطاقة قبل الوجبة الرئيسة المسائية، لا سيما في حال كنتم تمارسون الرياضة. نصائح بسيطة وفاعلة الاستحمام املأوا حوض الاستحمام بالماء واسترخوا فيه لمدة ساعة على الأقل، فالراحة التي تشعركم بها المياه الساخنة تزيل رغبتكم في الأكل. الانشغال عن الأكل ستتفاجأون بسرعة نسيانكم لرغبتكم في الأكل عند انشغالكم بعمل معين. التنزه أحياناً، قد يساعد تنشق الهواء العليل وممارسة التمارين الرياضية على فقدان الرغبة في الأكل. فرك الأسنان قلة من الناس يرغبون في توسيخ أسنانهم بعد فركها. فافركوا أسنانكم بعد تناول الوجبات الرئيسة علّ ذلك يكون رادعاً للأكل بين الوجبات. تناول كوب كبير من الماء الفاترة أو مشروب ساخن تقلل المشروبات الساخنة (مثل الشاي الأخضر الخالي من السكر) من رغبتكم في الأكل. التنفس بعمق ومطولاً تماماً كما التمارين الجسدية تشعركم بالراحة، كذلك التنفس العميق قد يفقدكم الرغبة في الأكل، فضلاً عن تزويد جسمكم بمزيد من الأوكسيجين. التعرض لنور الشمس يساعد نور الشمس على رفع المعنويات، وتنشيط الحواس، وبالتالي الحد من الرغبة في الأكل بين الوجبات. القيلولة قد يفقدكم النعاس الرغبة في الأكل بين الوجبات. عموماً، النعاس عامل مهم لعدم كسب الوزن. تناول كمية كافية من الطعام خلال الوجبات الثلاث الرئيسة لا بد من تناول ثلاث وجبات رئيسة في اليوم: الفطور، والغداء، والعشاء. لا تمتنعوا عن تناول أي وجبة رئيسة. في حال عدم تناول الأطعمة المغذية، قد تشعرون بجوع غير محتمل يتسبب لكم بالتوتر، فالمستحسن تناول فطور منعش، وغداء غني، وعشاء خفيف. الحد من مشاهدة التلفزيون الجلوس على الكنبة أما شاشة التلفزيون يولّد رغبةً في الأكل، خصوصاً عند مشاهدة الإعلانات المروّجة لمنتجات غذائية. عدم شراء الأغذية المخصصة للأكل بين الوجبات وهي حتماً أفضل الطرق، فإذا رغبتم في الأكل بين الوجبات لن تجدوا ما تأكلونه. كذلك يمكنكم اللجوء إلى اللبان الخالي من السكر لإشغال فمكم، في حال عجزكم عن إزالة فكرة الأكل من رأسكم. استثناء صغير مرة في الأسبوع يفضل أن تسمحوا لنفسكم بالأكل بين الوجبات من وقت إلى آخر (مرةً في الأسبوع مثلاً). فعدم القدرة على الأكل بين الوجبات لمدة طويلة قد يصيب بعض الأشخاص بتوتر شديد. من خلال هذه النصائح المفيدة وسهلة التطبيق، أصبحت الكرة في ملعبكم، وقرار التوقف عن الأكل بين الوجبات في أيديكم. فالأفضل الحد من الأكل بين الوجبات قبل أن يتحوّل سبباً رئيساً في زيادة وزنكم، وفي مشاكل صحية أخرى.