الخرطوم: حذر زعيم حزب الامة السوداني الصادق المهدي الخميس من ان فجوة الثقة بين شريكي الحكم "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" قد تعود بالسودان الى المربع الاول من الصراع بين الشمال والجنوب. ونقلت قناة "العربية" الاخبارية عن المهدي قوله : "ان استفتاء الجنوب هو اخطر بنود اتفاقية السلام الذي يجب العمل على تجاوزها بحكمة لتفادي العودة الى مربع الصراع بين الشمال والجنوب". واضاف المهدي : "ولذلك اقترحنا اسناد القضايا الخلافية بين شريكي الحكم الى لجنة من الحكماء تتشكل من الشخصيات السودانية العامة يرضى عنها الطرفين". وتابع "كما اقترحنا اسناد مهمة اجراء الاستفتاء في الجنوب منعا للانزلاق نحو الحرب مجددا الى الاممالمتحدة على ان تشرف عليها وترعاها دولة تحرص على مصلحة السودان وتتعامل مع هذه القضية بحيادية على ان يتفق الطرفين على هذه الدول التي تشرف على اجراء هذه الاستفتاء". ودعا المهدي اهالي الشمال تكثيف التواصل مع الجنوب لدعم خيار الوحدة كما دعا الجنوب الى اختيار الوحدة حيث ان الوحدة ستمكن السودان من التقدم نحو المستقبل". محيط المهدي يطرح إعلان مبادئ لمؤتمر قومي شامل واعتبر المهدي أن سياسات النظام الحالية تقود البلاد نحو كوارث محققة، وأضاف "ان سياساتنا تمثل المخرج السلمي القومي للبلاد، ونتطلع فيه لحلول قومية تشرك المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وسائر القوى الوطنية". وشن المهدي خلال مخاطبته للإفطار الذي نظمه بمنزله هجوماً عنيفاً على السياسات الرسمية الجارية، وأكد عدم اتخاذ حزبه لما أسماه بالموقف العنيف منها لهشاشة حالة البلاد، وجدد طرح حزبه لبرنامج الحوكمة البديلة وإجراء إنتخابات عقب الإستفتاء، وبعد تحقيق سلام دارفور، ودعا لضرورة قيام منبر قومي مشترك تشارك فيه كافة القوى السياسية، والشريكان، وضرورة أن تكون قيادته قومية من أجل دفع المساعي الرامية لتعزيز خيار الوحدة من خلال الاستفتاء، وقال إن برنامج "عد للوطن لتختار" الذي تبنته الحركة الشعبية فاشل، وأكد معاناة أهل دارفور بصورة بالغة سيما بعد 2002، وشدد على ضرورة الإعتراف بذلك وفظاعتها، لضرورة تحقيق التعافي والتصافي، وأكد ضرورة الإعتراف بأهل دارفور شركاء في مستقبل الوطن دون ما أسماه بنبرة الوصايا، وبعيداً عن نبرة ٍفرق "تسد"، وضرورة إستنهاض اهل المنطقة لإطفاء ثورة الغضب، واوضح أن ما طرحه يمثل مقدمة لازمة لإعلان المبادئ والحل المزمع أن يضعه الملتقى الدارفوري الجامع. وتشير (السوداني) الى أن الإفطار حضره عدد كبير من قادة السلك الدبلوماسي ورموز العمل السياسي في البلاد، من بينهم "الامين السياسي للمؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور، ووزير السلام وتنفيذ إتفاقية السلام الشامل بحكومة الجنوب والامين العام للحركة الشعبية باقان اموم، وقيادات العمل الصحفي والإعلامي في البلاد".