في فضفضة عميقة يدون "الفيسبوكيون" العراقيون مواقفهم الرافضة لدراما تستعرض حياتهم بكل موضوعية، ولان مسلسل "ناجي عطا الله"، استعرض مشكلة واقعية تحدث على الارض في العراق يحاول اغلب العراقيين المنتمين لشعب "الفيس بوك"، مجاملة الوقائع حين ينفون عزلتهم الداخلية فضلا عن مشكلات "سلطتهم" مع دول الاقليم التي تضيف هي الاخرى عزلة اقليمية الى عزلتهم. وتثير المشاهد التلفزيونية التي تضمنها المسلسل، والخاصة في العراق نقاشات صاخبة، سببها ظهور شخصيات عراقية وحوارات حول الأوضاع العراقية بعد التاسع من نيسان 2003، تاريخ ما بعد اسقاط حكومة صدام الحاكم المستبد. الممثلون العراقيون الذين يظهرون في هذه المشاهد هم كل من الفنان بهجت الجبوري، ومهدي الحسيني، وباسم قهار، وراسم منصور، وهدى هادي، ونجلاء بدر، وسلام زهرة، بينما تتناول النقاشات على موقع الفيسبوك "الجبوري" حصراً دون غيره، والسبب ان الجبوري تحدث في مشاهد من حلقات المسلسل عن الوضع في العراق بشكل مباشر دون اختزال يلغي الحقيقة. ليس مفاجئا حين تترامى الاطراف الثقافية على شبكات التواصل لتلغي اجزاء من الواقع العراقي المعاصر، بعد نفيها مجريات محلية تمر بها دراما عربية دون مبالغة، فكلام الجبوري عن الوضع الطائفي في البلاد لا شك انها تزعج بعض النخبة التي عودت الجمهور على نسف الحقائق، نفس هذه النخبة التي احرص على تبعيضها من الوسط الثقافي لدينا، كشفت عن تحيزها المذهبي وعطشها لعقائد لا تستقر الا بخلاف الناس حولها. فعلى الرغم من ان الممثلين العراقيين الذين رافقوا عادل امام في بطولاته ضمن مسلسل "عطا الله"، كانوا صريحين اكثر من الفنان بهجت الجبوري بشأن الاحوال في الداخل العراقي، الا ان الانتقادات اثارت شهوة كمية من الفنانيين والشعراء والاعلاميين للمصارحة بطائفيتها، حين تطرفت ادلاءاتهم على الفيس بوك ضد الجبوري الذي هو الآخر صريحا بنزاع العراقيين على الهوية في فترة من فترات حياتهم التي تجاوزت سنتين بالتمام. تصريحات هذه الفئة حاولت الى مدى معين ان تستخف بعقولنا الى حد التصديق بان "الحسينية" الشيعية، عامرة بمصليها وسط مدينة "الاعظمية" السنية، وان "المسجد" السني! لا تزال ابوابه مفتوحة وسط مدينة "الصدر" الشيعية!، ويبدو لي ان المنفعة من اقتباسات هؤلاء "المثقفين"، حين يتم نفينا من الحقيقة التي عشنا ونعيش لحظاتها بمرارة، وهم يكثرون من صورهم العبوسة في مدوناتهم الفيسبوكية، متذمرين من الطائفية بطائفية. في الخلاصة.. انني مصاب بالعجب من شعب ينتفض لنص درامي ويوليه اسمى مواقع الاهانة.. ولا يعتبر من اسطوانات الغاز المستعرة بثمنها، مع فشل سلطة تفرقه اكثر مما تجمعه!، وهي تمزق آماله بعودة كهرباء مفقودة منذ عقد بسبب فساد ادارتها، فضلا عن ذلك انه شعب يشهد الان اهانة كبيرة لم يتعرض لها منذ نشأته، بعد غلاء ثمن "البصل" الذي تجاوز ال 2500 دينار في الاعظمية، بينما يصل الى ال 2500 دينار في مدينة الصدر! ميدل ايست أونلاين