بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    بعد حضور والده من المملكة.. جثمان التيك توكر السوداني جوان الخطيب يوارى الثرى بمقابر أكتوبر بالقاهرة ونجوم السوشيال ميديا يناشدون الجميع بحضور مراسم الدفن لمساندة والده    شاهد بالفيديو.. الفنانة رؤى محمد نعيم تعلن فسخ خطوبتها من شيخ الطريقة (ما عندي خطيب ولا مرتبطة بي أي زول)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوطنية والزخم السياسى...
نشر في الراكوبة يوم 27 - 09 - 2012

الوطنية مصطلح يتكرر فى حياتنا السياسية العامة والخاصة كتابة وشفاهة, والكل يعى ماتحويه الوطنية من معنى الإلتزام والتجرد لمصلحة الوطن, وهو معنى لايبعد عن جوهر تعريفها السهل الممتنع وشرح أبعادها كما هو وارد فى الموسوعة البريطانية , فالوطنية هى حب الوطن, والولاء له, والإلتزام به, والتجرد فى العطاء لرفعته فوق كل الأمم. وهذا التعريف رغم بساطته يحوى قيّم ذاتية لايمكن قياسها لتحديد ماهية المقدار الكافى منها لوجود الوطنية فى الفرد أو المجتمع, كالحب والولاء والإيمان وهذه قيّم ترتبط بالأحاسيس والمفاهيم الذاتية ومكانها فى دواخل الفرد, وقياسها لا يتأتى إلا بترجمتها وتجسيدها الى أفعال وسلوك, كالإلتزام بالبذل, والإصرار على العطاء, والتجرد فى الخدمة لبلوغ هدف الإرتقاء بالوطن, لهذا فالوطنية تجمع بين ماهو فطرى كحب الوطن والإنتماء له, وماهو خارق وخلاق كالبذل والعطاء والتجرد , والربط مابين الفطرى والخلاق لا يتأتى إلا بالوعى الوطنى. أما الوعى الوطنى فيعرف على إنه المعرفة الحقيقية بالوطن, والعلم الراسخ بمقّدراته وثرواته وخيراته وإمكانياته, والرغبة الصادقة فى الإرتفاع بشأنه حضارياً فوق كل الأمم, وعليه فلا وطنية صادقة وفاعله دون وعى وطنى . على ضوء هذا التعريف نجد أن هناك فرقاً واضحاً مابين الوطنية والمواطنة رغم إرتباط الأثنين بالوطن والإنتماء له, فالوطنية كما جاء فى تعريفها تثبت بالأفعال والسلوك المرتبط بها, أما المواطنة فتثبت فى عالم اليوم بالأوراق الثبوتية, والمواطنة حق للفرد والوطنية حق للوطن على الفرد, وهذا يعنى أن للفرد الحق فى إختيار الوطن الذى يريد الإنتماء له, وجهات الدولة الرسمية تمنح أو ترفض مايثبت إنتمائه لتلك الدولة وفقاً للدستور والقوانين المشرعة لذلك, أى أن بإمكان الدولة منح الفرد أو حرمانه من الحصول على مايثبت أنه مواطن لديها, ولكن ليس بإمكان الدولة منح الفرد الوطنية أو حرمانه منها, غير أنه فى إستطاعة الدولة نشر الوعى الوطنى وبالتالى رفع الروح الوطنية فى مواطنيها إذا كانت الدولة صادقة ومخلصة فى رغبتها لرفع شأن الوطن وأمّته حضارياً, وبما أن الوطنية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالوعى الوطنى نجد أن أى تغير فى كم ونوع هذا الوعى يؤدى الى تغييركمى ونوعى فى الوطنية نمواً وإضمحلالاً بل وحتى سلباً أو إيجاباً وفقاً لما ينتج عن ذلك, لأن الوعى الوطنى هو الذى يحدد الأهداف والغايات التى من أجلها تعمل الوطنية لتحقيقها, فالوعى الوطنى وأضيف له كلمة الإيجابى من شأنه أن يجعل الوطنية تعمل كرابط وثيق يربط الفرد بالمجموعة والمجموعة بالمجتمع, ليفضى هذا الإرتباط الى تكوين كيان إجتماعى سياسى ينتج عنه أمّة متجانسة فى الرؤى والفكر, متوحدة حول هدف الإرتقاء بنفسها حضارياً, وتعمل فى تناسق وتعاضد لتحقيق أهدافها نحو الرقى والتقدم, وما أحوجك ياوطنى الى هذا !
هناك أمثلة واقعية تبرهن على أن الوعى الوطنى قد أدى الى إفراز وطنية بناءه وأخرى هدامة, فعلى سبيل المثال أدى الوعى الوطنى الإيجابى فى الولايات المتحدة الأمريكية الى تطور الوطنية من العطاء للوطن الى البطولة من أجل الوطن, بل وقد كان الوعى الوطنى والوطنية الناتجة عنه هى العوامل الموحدة لشعب الولايات المتحدة , رغم إختلاف مكوناته الإثنية والعرقية والعقائدية ليصبح أمّة أمريكية , ومأبعدنا من ذلك !!. وقد تصبح الوطنية عاملاً هداماً وسلاحاً فتاكاً إذا حوّر مفهوم الوعى الوطنى من رغبة الأمّة فى الإرتفاع بشأنها فوق كل الأمم ليفهم على إنه رغبة الأمّة فى الإرتفاع بشأنها على حساب كل الأمم كما فعلت ألمانيا النازية, ولتحوير هذا الفهم الهدام شواهد فى تاريخ النازية وفى الخطب السياسية والزخم السياسى النازى, بل وحتى فى نص السلام الجمهورى والذى ينص على: ألمانيا فوق كل شئ كل شئ فى العالم, وبذلك إستباحت النازية لنفسها إهلاك الأمم فأهلكت حتى نفسها, وليس من المستغرب فى شئ أن تحظر ألمانيا الأحزاب التى تظهر فى تسميتها كلمة الوطنية وتحزف نص السلام الجمهورى المشوه للوعى الوطنى, بل وأصبحت كلمة وطنى ووطنية سبّة ويتم تفاديها يإستخدام كلمات تحمل المعنى ولاتذكر تلك الكلمة, ومع كل ذلك هذا لايعنى أن الأمّة الألمانية قد فقدت وعيها الوطنى وتخلت عن وطنيتها لرفع شأنها الحضارى بعد هزيمة النازية, فقط فهمت ألمانيا وإستدركت فهم النازية المغلوط للوعى الوطنى والوطنية, فمتى يستوعب ويستدرك ساستنا فهمهم المغلوط ووعيهم المغيب بحب الذات على حساب مصالح الوطن؟؟. فلو تأملنا الوطنية فى سوداننا الحبيب نجد أنها تعانى من خللً مريع فى الوعى الوطنى مما ينحرف بمسارها كمحرك سياسى يقودنا الى رفعة الشأن الحضارى, لتصبح للأسف فلكلور وزخم سياسى تلجأ له حكومتنا عند الشدائد والملمات وما أكثرها علينا, ومنشأ هذا الخلل هو ضحالة إن لم يكن إنعدام الوعى الوطنى, ومن أين لنا به فى ظل الجهل المؤلم بالوطن والذى تكتمل فصول مأساته بإنعدام التربية الوطنية؟! فالخلل الذى تعانى منه الوطنية فى السودان, هو داء الإزدواجية فى طرح الأهداف والغايات ومن ثم نوع العطاء وكم الإلتزام بها, وداء الإزدواجية هذا يتجلى فى تعارض الأهداف والغايات الذاتية الضيقة مع الأهداف والغايات الوطنية العليا, إذ تطرح الأهداف الوطنية لتحقيق الأهداف الذاتيه وهذا تعارض سببه الفصل التام مابين الذاتى والوطنى فى السلوك والعمل لتحقيق الأهداف, عوضاً عن التجانس والتكامل مابينهما ليدرك الفرد أن خدمة ماهو ذاتى يرتبط إرتباطاً وثيقاً بتحقيق الغايات الوطنية أولاً, وليس بإعلان الأهداف الوطنية وإستخدامها بل وإستغلالها كوسيلة لتحقيق الأهداف الذاتية, وإن الحفاظ على ماهو ذاتى لايمكن الوصول اليه إلا بتحقيق التقدم والرخاء للوطن وهذا لاينفصل عن الحفاظ على إستمرارية رفع الوعى الوطنى, وتحفيز الدافع والوازع الوطنى, ورفع الروح الوطنية, لهذا نجد أن الإزدواجية قد أصابت الوطن فى مقتل, حيث أنتجت عدم الإستقرار السياسى المزمن والتدهور الإقتصادى المقعد والتخلف الإجتماعى المريع, وتحولت الوطنية بذلك الى شعارات براقة لاتغنى من فقر ولاتسمن فى جوع ولاتنير عقلاً فى جهل, وأفرزت على المستوى الشعبى ظواهر الكسل فى العمل والإهمال فى الإنجاز وعدم المبلاة فى نوع الإنتاج, لا لشئ سوى لفقدان الهمّة والحماس بل والطموح لعدم جدوى العائد الشخصى المجزى للفرد فيما يؤديه من عمل, ونمت بذلك مفاهيم جماعية ورؤية متفق عليها فى أن العمل ليس لبناء الوطن ولكنه وسيلة لكسب العيش فى الضنك وإستراتيجية للبقاء فوق سطح الإرض, لأن الوطنية قد تحولت الى الإنتهازية الجشعة فى أولى الأمر فينا والقائمين على شأن إدارة الوطن والأمّة, فما الفساد والمحسوبية ونظرية التآمر على الوطن إلا رايات ترفرف على منصة الإنتهازية, ودوافعها لا صلة لها البته بالوعى الوطنى والوطنية, ولكنه الجحود بالوطن والعقوق بحقوق الشعب لصالح الوعى الذاتى الأنانى لاغير ولك الله ياوطنى فى كل مذلة تأتيك من جاهل بك.
وللتدليل على وجود هذه الإزدواجية علينا بالرجوع الى نقطة إنطلاق الحركة الوطنية لمنهاضة الإستعمار بقيادة مؤتمر الخريجين, فقد ذكر الأب الروحى للتوثيق فى السودان بروفسور محمد عمر بشير رحمه الله على سبيل المثال, فى كتابه الثورة والحركة الوطنية فى السودان تفاصيل قيام مؤتمر الخريجين, ذاكراً فيه وبالتحديد التنافس والتناحروالذى وصل الى مرتبة التآمر الذى طغى على سلوك قيادة مؤتمر الخريجين, وهى ممارسات أدت الى الإنشقاقات داخل المؤتمر ومهدت الطريق لدخول السيدين (على الميرغنى وعبدالرحمن المهدى) الى حلبة نزاع قيادة المؤتمر للتوفيق مابين القيادة المتناحرة, وتفاصيل حقائق تلك الممارسات موثقة فى ذلك الكتاب وفى كتب وكتابات أخرى ويعرفها الجميع, إستناداً على تلك الحقائق نجد أن مؤتمر الخريجين قد أنشئ وتكوّن فى بداياته على أنه كيان نقابى يضم فقط الخريجين والهدف منه خدمة مطالب الخريجين كفئة, وتطورت فكرة خدمة المطالب الفئوية للخريجين لتشمل المطلب الوطنى بإستقلال السودان من المستعمر, وعلى هذا الأساس فتحت عضوية المؤتمر لتضم كل الوطنين, وبذلك تحول مؤتمر الخريجين من نقابة فئوية الى حركة وطنية هدفها تحقيق إستقلال الوطن, والجدير بالذكر أن هذا التطور الذى طرأ على أفكار الخريجين من تنظيم أنفسهم فى نقابة ثم الى حركة وطنية من أجل التحرر من الإستعمار, كان قد تأثر بتنامى الحس الوطنى وظهور الحركات الوطنية فى العالم المستعمر بعد الحرب العالمية الثانية ووعود المستعمرين بالجلاء من المستعمرات, وقد كان للهند السبق فى نضالها لنيل الإستقلال بقيادة المهاتما غاندى وجواهر لال نهرو, بل وكانت الهند وقيادتها الوطنية أمثلة تحتذى فى هذا المجال وقد كانوا الملهم والحادى لركب مؤتمر الخريجين والذى تزامنت نشأته مع نيل الهند لإستقلالها, ولكن ما وحد الزعامة الوطنية فى الهند لتحقق ليس فقط إستقلالها, بل وتأسس أقوى ديموقراطية فى العالم الثالث منذ إستقلالها وحتى يومنا هذا, قد سجل غياباً طاغياً فى قيادة الحركة الوطنية فى السودان وهذا من أول أسباب فشل إستدامة الديموقراطية فيه, فالإختلاف مابين زعامة الهند الوطنية وزعامة السودان الوطنية لم يكن إختلافاً فى مقدار الوطنية, بل كان إختلافاً جوهرياً فى نوع الوعى الوطنى, ومن المخجل المخذى حقاً أن يكون وعى غاندى الوطنى أكبر فهماً لحال الهند وأرحب صدراً لتقبل إختلاف أعراقها ولغاتها ودياناتها, وهو الذى ولد وترعرع فى جنوب أفريقيا من الوعى الوطنى للزعامة الوطنية فى السودان الذى ولدوا وترعرعوا فى أرضه, ولا يوجد دليل تاريخى أصدق إنباءاً على ذلك من التحايل والتلاعب بجدية مطالب ساسة جنوب السودان آنذاك.
فإذا كانت الأصوات قد تعالت وقتها مطالبة بالإستقلال السياسى للبلاد وهو هدف حدده بل ووضعته قيادة مؤتمر الخريجين نصب عينيه, بل وهو هدف من شأنه توحيد القيادة والأفراد على كلمة سواء, وقد تم تحقيق ذلك الهدف بالفعل ونال السودان إستقلاله وإن كان وكما تقول حبوباتنا "كان بى أعوج ولا بى عديل", فماهى الأسباب والدواعى والدوافع التى أدت الى التنافس والتناحر بل والتآمر بين قيادة مؤتمر الخريجين؟ والإجابة على هذه التساؤلات تقودنا ودون تردد أو مواربة الى مشكلة الإزدواجية فى تحديد الأهداف والغايات الوطنية العليا وتلك الذاتية الضيقة, فعلى الملأ تطرح الأهداف الوطنية لجمع الشمل, وفى الضمائر يغيب الوطن والوطنية ليعلو صوت الذات الأنانى, والأسباب تضح عند التفكير فى أن مصالح الخريجين الفئوية لايمكن تحقيقها إلا بتحرير البلاد من المستعمر, فمن أين للخريجين تحقيق مطالبهم فى إيجاد الوظائف لهم وبشروط عمل ومرتبات ومخصصات تتفق ومؤهلاتهم إن كانت تلك الوظائف حكراً على المستعمر نفسه؟ فالإستقلال من المستعمر يعنى أن تقود كوادر الخريجين دفة البلاد والعباد, ولاعيب فى ذلك فهم المؤهلون علمياً لهذه المهمة الصعبة, ولكن العيب فى أن يُختزل مفهوم الإستقلال فقط فى رفع علم البلاد وعزف السلام الجمهورى إحتفاءاً له, وذلك دون تصور علمى واضح ورؤية واقعية لما تحتاجه البلاد من رفعة الشأن الإقتصادى والإجتماعى, والنتائج الإقتصادية على وجه التحديد تحدث أسعار "قفة الخضار وتكلفة حلة الملاح" عن أخبارها, وليس هذا الذى نعيشه نتاج السياسات الخاطئة لهذا أو ذاك النظام, ولا هذه أو تلك الحكومة, ولكنها تراكم الإهمال والإغفال والتخبط ومنذ الأول من يناير 1956 م, ومن يشك فى ذلك فليراجع التاريخ, أولم تتشدق كل الحكومات السودانية ومنذ جلاء المستعمر بزيادة الإنتاج وعدالة التوزيع لإزالة سياسة التمييز والإقصاء فى التنمية الإجتماعية والإقتصادية التى مارسها المستعمر فى أقاليم البلاد؟! فلما ثار الهامش إذاً فى الشرق ممثلاً فى مؤتمر البجة؟ ولما ثار الجنوب ممثلاً فى حركة الأنيانيا؟ ولما ثار السودان جنوب وشمال بقيادة د. جون قرنق؟ ولما يثور الهامش فى كل اتجاهات السودان الجغرافية الآن؟؟ إنه الضجر والضيق من الإستماع للوعود الفارغة والأحلام الجوفاء والسياسة الخرقاء ورعونة ذوى الأمر فينا فى إدارة شئوننا, وضيق الصدر من أمد الصبر وقد إنصهرت أعصاب الهامش وإن كانت من فولاذ فى الإنتظار الطويل لزيادة الإنتاج وعدالة توزيع الثروات, وبات يجابه المركز بفشله المزمن فى إدارة البلاد ليطالب المركز بحقه فى إدارة شأنه, فالتنافس والتناحر داخل مؤتمر الخريجين كان تنافساً ضمنياً على قيادة البلاد والعباد بإعتبار ماسيكون بعد رحيل الإستعمار, وفرض الذات والرأى على الآخرين كان من أجل رفع الأسهم النجومية والتى أدت الى إقصاء وإبعاد العديد من الوطنين المخلصين , وهذه كانت وبلا ريب بدايات الديكتاتورية فى أحزابنا والتى نعيشها واقعاً مؤلماً ومخزياً حتى يومنا هذا , لأنها لم تتعلم شيئاً من اخطاء الماضى ومن تجارب سياسية بلغت من العمر عتياً, وثبت فى السودان أن إثنان لايتعلمان مغرور بأحقيته لحكم البلاد ومدعٍ بفهم كيفية الحكم الرشيد.
فإن كانت تلك هى دوافع زعامة مؤتمر الخريجين والتى حادت عن درب رفعة الشأن الحضارى للوطن بسبب داء الإزدواجية, فماهى دوافع السيدين والذين جئ بهما كأباء الأمة وكبار القوم ورؤوس الحكمة لإصلاح ذات البين وتطيب الخواطربين المتنافسين والمتناحرين لأجل القيادة والسيادة؟ ولنبدأ بأن منشأ ومنبت السيدين وشهرتهم ومكانتهم الدينية والإجتماعية كانت قد نبعت من إرتباط أسمائهم بطرق دينية صوفية, وليس بالإمكان نكران دور الطرق الدينية الصوفية ومنذ دولة الفونج فى تعليم المجتمع السودانى التقليدى الأمى عن طريق تدريس القرآن وفقه الإسلام, فقد كان شيوخ الطرق الدينية من صفوة ذلك المجتمع ولهم مقامهم ومكانتهم السامية فيه, بيد أننا لانجهل ماحققه بعض شيوخ الطرق الدينية من مكاسب إقتصادية دنيوية تتناقض ومبدأ التصوف فى الزهد فى متاع الدنيا من خلال تلك المكانة والدور الذى كانوا يقومون به فى المجتمع, وقد إستفاد البعض منهم حتى من سياسات المستعمر التعسفية المحابية كما كان حال شيخ الختمية فى عهد التركية, عندما قرر الحاكم التركى عدم الإعتراف بالطرق الدينية التى لم تؤسس عن طريق عالم دينى تخرج من مؤسسة دينية معترف بها, فأفاده هذا القرار لينفرد بساحة الطرق الدينية دون غيره لأنه كان قد درس علوم الدين فى الأزهر الشريف, ورد جميل المستعمر لمحاباته بذلك القرار بالعمالة له وخدمة مأربه, وكانت هذه المحاباة هى الشرارة التى أطلقت نار الثورة المهدية إضافة الى سياسات المستعمر الإدارية والإقتصادية والتى ضاق بها السودانيون ذرعاً, فتلاحم الظرف الذاتى مع الظروف الموضوعية لقيام الثورة المهدية ونجاحها فى تخليص البلاد والعباد من عنت وجشع التركية, وهذه الحقيقة التاريخية توضح سبب التنافس والتناحر بين آل البيتين, وما تعاون السيد عبدالرحمن المهدى مع المستعمر البريطانى لاحقاً, بل وبعد عداوة معلنة, إلا لعلمه ومن خلال تجربة زعيم الختمية بأن للتعاون والعمالة مع قوى الإستعمار فوائدها, وقد أفاد هو الآخر المستعمر وإستفاد منه, فإذا كان فى تاريخ الشيخين شئ من خيانة للوطن فهل كان فى إنضمامهم للحركة الوطنية شفاء لهم من ذلك الداء أم كان للإزدواجية دور فى ذلك؟ والحقيقة تحدث عن أن للسيدين حظهما من الدهاء, والمنطق يقول بأن السيدين يعلمان علم اليقين وبالتجربة العملية بأن السلطة السياسية لاتنفصل عن السلطة الإقتصادية كما أفاد كارل ماركس, ومن يحظى بالأولى فقد كسب الثانية فهما وجهان لنفس العملة, وفى هذا لايختلف الميرغنى عن المهدى قديماً ولا فى يومنا هذا فى مثقال ذرة, بيد أن الإختلاف الوحيد بين آل البيتين ,وهو إختلاف ترجع جذوره الى تاريخ البيتين السياسيين, أن الميرغنى لم يحكم السودان مباشرة, لذلك فآل الميرغنى يدعون الآخرين ليقوموا بمباشرة هذه المهمة الصعبة طالما كان الآخرون -عسكريون أم وزراء حزبهم -على إستعداد تام وبطيبة خاطر لخدمة مصالحهم من وراء كواليس السلطة, أما ذرية الإمام المهدى فهى ترى أن حكم السودان من إرثها التاريخى وهم أحق الناس بذلك, وهذا كفيل بأن يوضح لماذا فشلت مساعى السيدين فى توحيد صف قيادة مؤتمر الخريجين, بل ويحدث التاريخ عن مساعيهم لإستقطاب هذه أو تلك الفئة من أفراد المؤتمر الى جانبهم, وماكان ذلك التكالب على مؤتمر الخريجين إلا من منظور تهديد الوجود على المدى المتوسط والطويل بإنتشار التعليم النظامى والتفكير العلمى فى مجتمع تسوده الأمية ويتسيّد فيه شيوخ الطرق الدينية, فصارت غايتهم الذاتية من شاكلة "إن فاتك الميرى إتمرمغ فى ترابه".
من هنا كانت البداية للإزدواجية والتى أدت الى تكافل وتكامل الغايات الذاتية ليتعايش المتعلمين العلميين التقدميين مع التقليديين الطائفيين فى إفرازات هلامية تدعى مجازاً أحزاب سياسية لتحكم السودان المستقل, وقادت بذلك البلاد الى الهرج السياسى فى أول ديموقراطية بعد الإستقلال, وأدت الى حشر أنف العسكر فى السياسة لإنهاء فوضى الديموقراطية المعاقة بالذاتية ولصون البلاد من الفتنة الداخلية, وجئ يومئذٍ بعبود ليحكم "السته الحالكة الماضية" الى أن أصبح صبح أكتوبر الأخضر فعندنا كما كنا الى الفوضى, ويالها من فوضى تجعل نواب الشعب فى البرلمان يتجولون فى مقاعده من مقعد دائرة هذا الحزب الى مقعد ذلك الحزب, دون أن يؤثر ذلك على البرلمان, أو أن تسقط عضوية النائب فيه, ودون أن تسحب دائرة ذلك النائب صوت الثقة منه, بل ودون أن يصدر البرلمان وهو السلطة التشريعة قانوناً يحرم ويعاقب على هذاالتهريج السياسى, ولا نجد تبريراً للنواب فى سلوكهم هذا سوى أنه يثبت إن إنتمائهم السياسى لايحكمه شئ سوى ولائهم لأهدافهم الذاتية, وأنه لا إختلاف فكرى فى المبادئ السياسية ولاعملى فى الممارسة الحزبية لأحزابٍ تسمى مجازاً أحزاب, وفى الواقع هى كتل وتجمعات تعانى من الأميّة السياسية حتى النخاع, بل وحتى فى تسمياتها الديكورية الخالية من أى مدلول سياسى أو عمق إجتماعى, وإلا فليشرح لنا قادة هذه المزعومة أحزاباً ماهو البعد السياسى والواقع الإجتماعى فى كلمة الأمّة المرادفة لحزب الأمّة وكل ما إنشق عنه من حزيبات أمّة, فهل صرنا أو صيّرنا هذا الحزب وبالفعل أمّة سودانية كما تعرّفها العلوم السياسية حتى يتشرف أو يتشبث الحزب والأحزاب الحردانه منه بهذه التسمية؟ وما ضرورة الإصرار على تسمية الإتحادى الديموقراطى حتى يومنا هذا وهى تسمية قد تجاوزها التاريخ السياسى لهذا الحزب؟! فلا هو متحد مع إنقسامته الأميبية ولاهو ديموقراطى فى ممارساته الحزبية الداخلية ناهيك عن تطبيقها على الوطن برمته, فلو كانت تسمية إتحادى تعنى حالياً الإتحاد مع دولة جنوب السودان فلا يسعنا إلا أن نقول "جيد لينا".
ولم تقف الإزدواجية فى عشق الغايات الشخصية والإفتتان بالذات الأنانية عند هذا الحد, بل تطورت لتصبح مرضاً سياسياً مستفحلاً يهدد سلامة الوطن, وإلا فماهى دوافع الجبهة المعادية لنظام مايو بالتآمر مع قذافى ليبيا لغزو عاصمة البلاد؟ ولست بصدد الدفاع عن مايو التى إنقلبت على الديموقراطية ولا عن مظالمها وجرائمها التى يقف تاريخها شاهداً لها وعليها, ولكن ألم يهدد النميرى أولئك السادة فى وجودهم على الساحة السياسية فى السودان؟ أولم يبعدهم ويستبعدهم من ممارسة السلطة وفى أولى قرارته ضد الرجعية والطائفية والتبعية؟ ألم يسعى لمحيهم من الخارطة السياسية للسودان بخلق مؤسسات للحكم لتقضى على نفوذهم الطائفى السياسى التقليدى بل ودعم لأجل ذلك القوى الحديثة؟ بل ألم يصادر حتى ممتلكاتهم وأصولهم الرأسمالية ووصفها بالطفيلية؟ ولكن قد فلّ الحديد الحديد فى غزوة الخرطوم , وكانت المصالحة المايوية مع الطائفية ومن بعدها الطوفان الذى أهلك السودان, ثم أليست هى نفس الإزدواجية والتى تطورت لتصبح شيزوفرينيا سياسية الآن! فإذا كانت مواجهة النميرى بالسلاح وبالتآمر مع قذافى ليبيا لترويع النميرى وسكان العاصمة معه, لأنه كان عدو الشعب والوطن فما داعى الرقة والنعومة بل و "الخلبصة" مع هذا النظام؟ هل ياترى صار البشير فى الوطنية والتجرد المهاتما غاندى السودانى أم لمجرد أنه يخدم مصالحهم ؟ بل ومن حقنا المشروع أن نتسأل ماذا يريد بنا وبما تبقى من وطن كان حدادى مدادى هذا الثالوث المتأسلم؟ فإذا كانت هذه الطرق الدينية قد تأسست فى السابق على أساس واقع السودان التقليدى, فلنحمد لتلك الطرق أنها قد تفاعلت وإنفعلت بذلك الواقع التقليدى فى حدود الممكن المقبول من ذلك المجتمع, الى أن جاء شيخ هامان ليطرح لنا إسلاماً للمتعلمين ليسحب البساط من تحت أقدام شيوخ التقليديين الأميين, وما أحسن إسلام شيخ هامان والذى نقل "وبالمسطرة" فكرة التنظيم الحزبى وتجنيد الكوادر من أروقة حزب العلمانين الكفرة, بل والى درجة تخطيط الإنقلاب مع العسكر, وماأخلص ولائه لربه ودينه فى الشطط والتعصب والتآمر تارةً مع شيخ الختمية وإمام الأنصار لتكفير الحزب الشيوعى, وأخرى مع النميرى ضد جنوب السودان, مروراً بقهر النساء وإنتهاءاً ببتر السودان, أكان كل هذا نتاج الوطنية والوعى بالوطن أم يبنى لنا الإسلام الثروى وطناً ويصير لنا هوية تجعل منا أمّة؟؟
فإذا كان جيل اليوم يتسأل حسرة على الوطن وحياءاً لما صار فيه من تقاعس لنجدته فله ألف حق فى ذلك, وإذا كان جيل اليوم يتساءل (كما فعل خالد م على فى تعليقه على مقالى السابق) أين التربية الوطنية؟ لا أملك إلا أن أنحنى له تحية وإحتراماً وأن أوظف عقلى المثخن بقضايا الوطن لأكتب هذا المقال فقد كان خالد ملهمى وله أجزل الشكر و أخلص العرفان, فقد عرف الدواء الشافى لهذا الوباء السياسى, فالداء الذى عرفه هذا الجيل النابه هو إنعدام الوعى الوطنى والدواء فى التربية الوطنية, والتربية الوطنية تبدأ من المهد فى كنف الأسرة, والتى تقوم على أمورها تقليدياً فى السودان الأمهات فهن مربيات الأجيال, وليس أصدق تدليلاً على ذلك قولنا عند فقد الأم "الأم همله وطالت" عدا القول أن "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق", بل وأقولها على رؤوس الأشهاد وليس لمجرد التحيز لبنات جنسى, إن بين ظهرانينا من نساء لو أعطين حقوقهن الإجتماعية والسياسية والإقتصادية لأعدن مجد الكنداكات أكثر ألقاً وروعة فى الوطنية والتجرد للوطن, وهذا يغنى عن رصد وتعديد كل حقوق المرأة الضائعة, وتستمر التربية الوطنية الى اللحد, ولست بحاجة هنا الى ذكر دور مؤسسات التعليم من مدارس ووسائل الإعلام والتثقيف فقد ذكرت ذلك فى مقال سابق بعنوان"من أجل الديموقراطية د. منصور ماتحبوه بس أقروا ليه", والكل يعلم دور مؤسسات التعليم والإعلام وما لها وعليها فى تنمية الوعى الوطنى, ومعذرة أيها القارئ إن طرحت بعض الأسئلة التى تزلزل الوعى الوطنى, ليس لإيلامك بل لمجرد إشراكك فى بعض متواضع من نواحى القصور والضعف والإهمال إن لم يكن التجهيل مع سبق الإصرار, فيا خريجى دور التعليم فى هذا البلد الأمين هل كان ضمن مقررات وأكرر مقررات الدراسة القيام برحلات ميدانية للتعريف بأقاليم السودان؟ وهل درستم فى المدارس وبما يشفى غليل المعرفة بالوطن وأهله أين يسكن وكيف يعيش الهدندوه والبنى عامر و الشكرية والكبابيش, والنوبة والفور, والتبوسا واللاتوكا الى آخر المئات من قبائل السودان الذى كان والذى صار؟ وهل وقعت فى أيديكم ذات يوم صحيفة أفردت صفحة للتعريف بمدن وقرى السودان أسوة بصفحة الرياضة؟ وهل طالعتكم صحيفة تنشر مقلات منتظمة للتعريف والتثقيف وبأمانة صحفية ونزاهة وطنية بقبائل السودان من حيث عاداتها وتقاليدها ثقافاتها ولغاتها؟ مع العلم بأن هذه مجالات صحفية لاتطالها الخطوط الحمراء ولا الرقابة قبلية كانت أو بعدية ومهما بلغ أى نظام حاكم من العته السياسى وجنون السلطة, فإذا كانت الإجابة أحبتى بالنفى القاطع أو حتى ما يشبه النفى فمن أين لنا فى غياب كل هذا بل وفى غياب الأسوة الحسنة فى قادتنا وقيادتنا بالوعى الوطنى بوطن نجهله ولا نعرف أهله؟ ولايبق إلا أن نختم القول بهذه العبارة: لأن الأذكياء العقلاء يتهيبون السلطة دائماً يحكمنا دوماً الأغبياء, وقد آن الأوان للأذكياء العقلاء فى وطنى أن يتقدموا الصفوف لبناء أمّة سودانية تهدف للإرتقاء بشأنها حضارياً وعلى الود والوعى بالوطن نضم الشمل أهلا....
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.