أكدت روابط و اتحادات أبناء جنوب السودان بالقاهرة دعمها لخيار وحدة البلاد باعتبار أنها الحل الأمثل لمشاكل السودان و السبيل الوحيد لبناء دولة قوية ومؤثرة في محيطها الإقليمي و الدولي ، مستنكرين في الوقت نفسه تلك الأصوات التي تدعو للانفصال ووصفوها بالنشاز والمعزولة عن المواطن الجنوبي . جاء ذلك في الملتقى الأول للهيئة القومية الشعبية للاستفتاء ودعم الوحدة بمصر مساء أمس الأول بمقر السفارة السودانية بالقاهرة بحضور عدد كبير من أبناء السودان من الشمال والجنوب وتحت رعاية الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم سفير السودان بالقاهرة , وقام ممثلو أبناء جنوب السودان المقيمين فى القاهرة بتسليم وثيقة تعهد للمشير عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان ووثيقة أخرى لنائبه الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان ، وجاء فى الوثيقتين واللتين سميتا بوثيقة عهد وميثاق من أبناء السودان بمصر ،مايلى ( نعاهدك بأن يكون العمل من اجل وحدة السودان خيارنا الأول أن نعمل لذلك ومن أجله وهدفتا الاوحد سيكون السودان واحد وموحدا ما قد كان وما سيكون ).. وتسلم الوثيقتين كل من الفريق أول ركن عبدالرحمن سرالختم ،سفير السودان بالقاهرة ، والدكتور فرمينا مكويت منار ،ممثل حكومة جنوب السودان بمصر .. ودعا سر الختم في كلمته الى ضرورة انتهاج خطاب هادىء ومعبر لشرح الأفكار بين أبناء الجنوب الداعين للوحدة او الانفصال شاكرا جهود الهيئة التي ضمت معظم أبناء الجنوب بمصر باعتبار أن مصر واحدة من الدول التي سيجري فيها الإقتراع ، مطالبا الجميع بالعمل من أجل الوحدة " ليس لأنها مقررة في الدستور او الاتفاقية و لكن لأنها نابعة من دواخلنا " ، وقال سر الختم أن اهتمام العالم بأسره بما يجري في السودان ليس لأننا دولتين شمال و جنوب و إنما جاء الاهتمام لأننا هذا السودان ذو المليون ميل مربع ، وهو مؤشر مهم يجب ان نتوقف عنده كثيرا ، لأن هذه الخاصية هي التي جلبت اهتمام العالم بنا ولكنه شدد على أن السودانيين وحدهم هم الذين سيقررون مصير بلادهم ، مؤكدا انه لا يدعو لوحدة الشمال و الجنوب فحسب ولكنه يدعو لوحدة الشمال و الجنوب مع مصر ، و هو مالا يراه صعبا أو مستحيلا بل قد يتحقق قريبا . وأوضح سر الختم أن العاطفة التي تربط أبناء الشمال و الجنوب و العقل الذي يقيم المصالح يدعوان لاختيار الوحدة كسبيل أوحد لتحقيق الأهداف ، وقال أن هناك تحولات كبيرة حدثت في الجنوب على المستوى السياسي و التنموي بعد اتفاق السلام ، مشيرا إلى أنه لأول مره تتاح مثل هذه الفرصة لأن يحكم الجنوبيون أنفسهم بأنفسهم و المشاركة في حكم الشمال ، وما يحدث من خلل أثناء الممارسة في علاقات الشمال و الجنوب يمكن معالجته بيسر ، مشددا على أن الهدف الرئيس هو أن يعم السلام و الأمن في السودان والاستفتاء ليس له معنى سوى الاستقرار و السلام . من جهته قال مايكل مرسس رئيس الهيئة بالإنابة أن اتفاقية السلام الشامل جلبت كل الخير لأهل الجنوب الذين نعموا بالسلام و لا نريد العودة إلى الحرب التي منعت عنا التعليم و الاستقرار ووقف التنمية ، مشيرا إلى أن الأصوات التي تنادي بالأنفصال في الشمال و الجنوب لا تريد استقرارا للبلاد وحذر من التلاعب بمصير الشعب السوداني لأجندات خارجية تستهدف النيل من السودان ، مشددا على أن الوحدة تظل الخيار الأول لأبناء الجنوب و اعرب سايمون بيتر رئيس رابطة الاستوائية الكبرى عن تطلعه لبناء السلام بوحدة السودان الكبير، وأكد أن أبناء الاستوائية ينادون بالسودان الواحد الكبير لأن ما يجمع السودانيين أكثر مما يفرقهم، مثمنا الجهود المخلصة التي تسعى لذلك وفقا للدستور ونص الاتفاقية و خاصة حكومة الوحدة الوطنية. ودعا الجميع للالتفاف حول خيار الوحدة و الدعوة لها حتى اليوم الأخير قبل الاستفتاء . أما رئيس رابطة أبناء بحر الغزال السيد ماركو فقد اعتبر الدعوة للوحدة مسلكا حضاريا يتماشى مع السمات العامة للتوجه الدولي وقال أنها الوسيلة الوحيدة لبناء المقدرات ونشر قيم المواطنه ، و دعا إلى وحدة فعلية و ليست شكلية وفقا للدستور و الاتفاقيات فقط . و شاركه في الرأي رئيس رابطة أبناء جبال النوبة العالمية بالقاهرة الذي قال أن الرابطة تدعم الوحدة كخيار وحيد أمام السودانيين . ومن الأحزاب السودانية شارك ممثل للحزب الاتحاد الديمقراطي الأصل الذي أكد أن هم كل السودانيين الآن هو وحدة البلاد داعيا المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية الامتناع عن المشاحنات في هذه الفترة فيما اكدت رئيس اتحاد المرأة السودانية بالقاهرة سلوى حماد أن الانفصال لا يجنى منه سوى الدمار و الهلاك و ان التوحد بات الآن سمة من سمات الشعوب في العالم ويجب ان نجعل من الاستفتاء ملحمة شعبية تؤكد أصالة الشعب السوداني ووحدته . اما الدكتور وليد السيد رئيس مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة فقد دعا الحركة الشعبية إلى التمسك بروح ونصوص الاتفاقية التي تدعو للعمل من اجل الوحدة ، و قال أن الشجاعة التي تحلى بها الطرفان لتوقيع الاتفاق تؤهلهم لأن يجعلوا ختام هذه الاتفاقية وحدة السودان ، و شدد على أن الهدف ألأسمى هو السلام و الأمن بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء ، فيما أكد رئيس مكتب اتصال حكومة الجنوب بمصر الدكتور فارمينا مكويت أن مكتبه يقف على الحياد بين دعاة الوحدة و الانفصال وأنه سيوفر الأجواء المناسبة ليقوم كل طرف بالدعوة لفكرته و قال أنه حتى لو حدث انفصال فإن السودان سيعود للوحدة بعد عشرة او عشرين سنة. شارك في الملتقى الدكتور سمير عليش رئيس المنتدى الأهلي السوداني المصري الذي أكد أنه لا يوجد مستحيل أمام استمرار وحدة السودان مبديا ثقته في حكماء السودان الذين قال انهم قادرين على الحفاظ على وحدة البلاد التي هي صمام الأمان لمستقبل السودان. من ناحيته قال عابدين احمد رئيس دار السودان بالقاهرة ان الواجب يقضي بأن نسلم السودان للأجيال القادمة واحد موحدا كما وجدناه ، مشددا على أن الوحدة هي الخيار الأمثل لمستقبل واعد للسودان .