بدأت حالة جديدة من الارتباك في السودان، صاحبت إعلان مسؤول في الجنوب جداول زمنية للاستفتاء على تقرير مصير منطقة الجنوب، من بينها تحديد موعد تسجيل الناخبين في الاستحقاق، وموعد الاقتراع. إلا أن مفوضية الاستفتاء في الخرطوم اعتبرت ما أعلن في جوبا مجرد اقتراح، سيعرض على هيئة الرئاسة السوداني، فيما أشارت إلى إمكانية تأجيل الاستفتاء «لمدة محدودة لا تتعدى الأسبوعين». وأعلن نائب رئيس مفوضية الاستفتاء الجنوبي تشان ريك في مؤتمر صحافي في جوبا أن «عملية تسجيل الناخبين الجنوبيين للاستفتاء ستبدأ في 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتستمر ثلاثة أسابيع، لتنتهي في 4 ديسمبر (كانون الأول)، وأن حملة الاستفتاء سوف تبدأ في السابع من الشهر نفسه، فيما ستنشر اللائحة النهائية للناخبين في نهاية الشهر. ودعا تشان، سكان جنوب السودان للتوجه إلى صناديق الاقتراع في 8 يناير (كانون الثاني) المقبل للاختيار بين الوحدة مع السودان أو الانفصال عنه. وقال ريك إن «الجدول الزمني مشكلة كبرى فعلا. إننا نبذل كل ما بوسعنا لإجراء الاستفتاء في الموعد المقرر»، لكن الناطق باسم المفوضية جمال محمد إبراهيم أكد في الخرطوم أن ما أعلن في جوبا هو مقترح من قبل المفوضية سيرفع لرئاسة الجمهورية لتقرر في ذلك المقترح. وفسر مراقبون الخطوة الجنوبية بإعلان الإسراع في إعلان موعد التسجيل ب«العملية الاستباقية» للخرطوم، في ظل الشكوك بين الطرفين مع بدء العد التنازلي لإجراء الاستفتاء في موعده المحدد في التاسع من يناير في العام المقبل. وأشار إبراهيم إلى «وجود تنسيق كامل بين المفوضية بالخرطوموجوبا»، ونفى حصول خلافات بعد أن رشحت تقارير صحافية عدم علم المفوضية في الخرطوم بإعلان نائب رئيسها في جوبا. وحول إمكانية إجراء الاستفتاء في موعده قال نائب رئيس المفوضية «حتى لو أدت (أسباب خفية) إلى إرجاء الاستحقاق، فإن الاستفتاء نفسه ليس مهددا». وأضاف «أنا متفائل إذا تم تسجيل الجميع وباتوا يحملون بطاقة الناخب الخاصة بهم، فسيجري الاستفتاء مهما حصل». وتابع «قد يتم الإرجاء لأسبوع أو اثنين، لكن بما أن الجميع سينالون بطاقاتهم، لا أرى أي سبب للتشاؤم». الشرق الاوسط «الوطني» متخوف من تحول الجنوب لدولة فاشلة الخرطوم: حمد الطاهر: ابدى المؤتمر الوطني، تخوفة من ان تصبح دولة الجنوب عقب الانفصال فاشلة وتتسبب في زعزعة الامن والاستقرار بالاقليم. واعتبر مسؤول امانة المنظمات في الحزب، قطبي المهدي، صفقة السلاح التي ضبطت في جيبوتي وهي في طريقها للجنوب، من المؤشرات الخطيرة التي يتخوفون منها، وقال «نحن نتخوف ان يتحول الجنوب الى دولة فاشلة تزعزع الاستقرار في الاقليم ، وهذا مؤشر سيئ جدا نرجو الا يتكرر والا يكون هذا مصير الجنوب». واعتبر قطبي، في تصريحات صحافية امس، الحوافز التي دفع بها المبعوث الاميركي للسودان اسكوت غرايشن للمسيرية غير مغرية للقبيلة وتوقع عدم التفاتهم اليها. وزاد «انهم يبحثون عن حل عادل لقضيتهم ولن يلتفتوا لاي شئ غير حقوقهم». واكد مسؤول المنظمات استمرارية الحوار بين حزبه والحركة الشعبية، وقال ان الحوار مع الحركة سيظل مستمرا رغم خيبة الامل التي اصابت حزبه من مواقف الحركة الاخيرة.