تحت عنوان "الصحوة العربية مازالت في بدايتها" رأت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية أن الأحداث التي مازالت تتوالى من أجل تغيير مسار دول الربيع العربي والتأثير بشدة في الدول المجاورة لم تستقر بعد وإنما عام 2013 يمثل بداية جديدة للربيع العربى الذي لم تتضح ملامحه حتى الآن. وبدأت الصحيفة تحليلها للموقف قائلة: "أنه على الرغم من صعود الإسلاميين بعد إسقاط الأنظمة الدكتاتورية في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا، إلا أنهم حتى الآن اثبتوا عدم فهمهم لمبادئ الديمقراطية التعددية، وعدم قدرتهم على التوصل إلى بديل مقنع مع خصومهم، مما يؤكد حالة الفراغ السياسي، وتعد مصر على قائمة هذه الدول. والسبب وراء ذلك يرجع إلى محاولة الرئيس "محمد مرسي" وجماعته، الإخوان المسلمين، فرض مخططاتهم الدستورية التي أدت إلى انقسام المجتمع، وتدهور اقتصاد البلاد، وعرقلة إعادة بناء المؤسسات، وشككت في دور مصر الريادي الإقليمي مما يجعل الأمر يبدور أكثر فزعاً، ولكن في النهاية لا يسعنا إلا القول: "إن مصر لديها دائمًا المزيد من المفاجآت". واستطردت الصحيفة قائلة: "إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الآن غير قابل للحل، خاصة بعد ضعف تأثير الولاياتالمتحدة على حليفتها إسرائيل، مما يزيد الأمور سوءًا". وتناولت الصحيفة أيضا ما يحدث بسوريا، على اعتبار أنها البؤرة الأكثر اشتعالاً في المنطقة، فبعد مرور أكثر من 21 شهرا على بدء الانتفاضة ضد الرئيس الطاغية "بشار الأسد"، تحولت إلى تمرد لمواجهة القمع الوحشي، وبدأ النظام في استخدام الأساليب العنيفة والوحشية ضد شعبه، وقاومت المعارضة، وسواء منحتهم القوى الغربية الأسلحة التي يحتاجونها لمواجهة قوة نيران النظام أم لا، فإن "الأسد" قد انتهى. ورأت الصحيفة أن سقوط "الأسد" لن يمنح سوريا الاستقرار، ولكن الصراع السوري لن ينتهي قبل نشر الصراع إلى البلدان المجاورة مثل لبنان وتركيا. وأضافت الصحيفة قائلة: "إن سقوط "الأسد" سيكون نكسة استراتيجية لإيران وحلفائها في المنطقة مثل "حزب الله" الذى يعتبر دولة شيعية داخل الدولة الإسلامية اللبنانية الهشة، ويمكن أن ينعكس ذلك أيضا على سرعة تنفيذ إسرائيل تهديداتها بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وتأثير ذلك على زيادة تورط الولاياتالمتحدة في النزاع. ورأت "الفايننشيال تايمز" أن أفضل فرصة لتجنب هذا هو تحديد الرئيس "باراك أوباما" لسياسته في فترة ولايته الثانية ويكون أكثر صراحة حول شروط التفاوض مع طهران، وإتمام الصفقة الوحيدة الأكثر واقعية وهي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات متدنية، تحت رقابة دولية صارمة، ووضع خط أحمر في وجه أي محاولة لبناء سلاح نووي، ودون تنفيذ هذه الصفقة فإن من المرجح حرب جديدة في الشرق الأوسط.