طلاب جامعة سعودية يحاورون الكاتب السوداني المبدع د.بشرى الفاضل بشرى الفاضل للطلاب: الحياة مثل "الكرة" تغيب عنا دائما جوانبها الأخرى, و أفضل أعمالي ليست (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) بل هي رواية لم تنشر بعد !! *د.عبد الماجد عبد الرحمن + قام طلاب جامعة المجمعة السعودية, بإجراء حوار ثقافي وأكاديمي مع الكاتب السوداني المبدع الدكتور بشرى الفاضل, الأستاذ السابق بجامعة الخرطوم, والذي يعمل حالياً مترجماً في صحيفة المدينة السعودية في جدة. + الطلاب السعوديون- بقيادة الطالب المميز يوسف الحربي- يدرسون في السنة النهائية في قسم اللغة الانجليزية, في كلية التربية بجامعة المجمعة التي استقلت من جامعة الملك سعود بالرياض . + تطرق الحوار لعدة قضايا إبداعية وثقافية ونقدية. بأريحيته المعهودة وبراحاته الممتدة المعروفة, رحب الدكتور بشرى بالطلاب السعوديين وأجاب عن جميع محاور اللقاء. الطلاب السعوديون بدورهم أبدوا سعادتهم الكبيرة بمحاورة كاتب قصصي وروائي كبير ومبدع كبشرى الفاضل وفرصة التعرف عليه عن قرب. + تحدث بشرى الفاضل باقتضاب عن طفولته وتنقل الأسرة من شمال السودان إلى وسطه(الجزيرة), ثم دراسته في جامعة الخرطوم والاتحاد السوفيتي(روسيا) وتخصصه في الدراسات الثقافية اللغوية. وأعطى الكاتب مسحاً سريعاً عن تجربته الإبداعية التي بدأت باكراً بالشعر الذي لا يزال يعشقه و يمارسه رغم أنه لم ينشر منه كثيراً. وفي القصة قال انه بدأ أواخر السبعينات بقصة (حملة عبد القيوم الانتقامية) ثم تواصلت قصصه ورواياته التي اتخذت منحى أسلوبيا جديداً منذ التسعينات, وان احتفظت بذات الموضوعات و الهواجس التيمية المتفجرة من تخوم القمع والظلم والتهميش الاجتماعي مشيراً إلى أن قسوة الظروف وعنفها في السودان سيّجت قصصه بالكامل وألقت بظلالها البعيدة على نصوصه السردية . وسأله الطلاب عن أفضل أعماله, فقال إن كثيرا من الناس يعتقدون أن (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) هي أفضل أعماله , لكنه يعتقد أن أجمل أعماله هي رواية لم تنشر بعد, بعنوان (ستاة وتللي ). لكن هذه الرواية ستنشر لاحقاً بعد أن ينشر الكاتب ديوانه الشعري كاملاً ورواية (سمفونية الجراد). + تطرق الحوار أيضاً لأهمية النقد في تطور الكتابة وكيف أنه استفاد منه, كما عرج الكاتب على غلالة "الكوميديا السوداء" التي تلف على الدوام كتاباته مفسراً ذلك بأن الحياة نفسها عبارة (كرة) ما أن تمسك بجزء حتى تغيب عنك أجزاء أخرى وعلى الكتابة العميقة أن تدرك و تحاور دائماً ذلك الجزء الآخر من الكرة, وهي تمسك بهذا الجزء أو ذاك , ذاكراً عددا من الكتاب الروس, وكتاب آخرين عالميين ممن عرفوا بتوظيفهم تقنيات "الكوميديا السوداء" وطرائق السخرية والهزء الأدبي اللاذعة المختلفة. وأشاد الكاتب بالترجمة ودروها في العملية الإبداعية. الجدير بالذكر, أن الكاتب أمد الطلاب بواحدة من أورع الترجمات الانجليزية لأعماله وهى ترجمة صديقه الأستاذ عادل صديق بابكر لقصة (حملة عبد القيوم الانتقامية AbdelQayyoum's Retaliatory Campaign) وهي ترجمة من دقتها وحسها الأدبي الرفيع, تذكر بترجمة دينس جونسون-ديفز لأعمال الطيب صالح, خاصة "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ظلت تتناص وتتماهى باستمرار مع النسخة العربية للرواية. يُذكر أن عادل صديق الذي يعمل بالأمارات ترجم أيضا أعمالاً أخرى منها (منسي) للطيب صالح. + وسأل الطلاب الدكتور بشرى عن سر وماهية قدرته الفائقة على نحت الكلمات الجديدة الخاصة به وتوظيفها باستمرار في الكتابة ( وهذا ما يعرف في اللغويات بالفجوات gaps اللغوية التي كانت من ضمن مفردات عناصر منهج يدرسه الطلاب). قال الكاتب أن تفاصيل هذه المسائل متروكة للنقاد, ولكنه ككاتب يعتقد أن الكاتب الجيد عليه أن يكتشف اللغة اكتشافاً ويصنع المفردات الخاصة به فالكتابة في النهاية خلق جديد. + وقد عرج الحوار لقضية التناص (intertextuality) ورؤية الكاتب حولها الناقدة لنظرية جوليا كريستيفا محيلاً الطلاب إلى الحوارات التي كانت جرت حول الموضوع في جريدة الرأي العام السودانية قبل سنوات (الحوار موجود على أرشيف الجريدة الالكتروني). + الجدير بالذكر أن حوار طلاب جامعة المجمعة السعودية مع الدكتور بشرى الفاضل, جرى باللغة الانجليزية وطبع في بوستر وعُلق في مداخل قسم اللغة الانجليزية وفي غرفة ال English Zone وهي غرفة مخصصة لأنشطة الطلاب الثقافية ويستضيف فيها الطلاب متحدثين من داخل الجامعة وخارجها. --------------------------------------------------------- د.عبد الماجد عبد الرحمن كاتب وناقد وأكاديمي مقيم بالسعودية( جامعة المجمعة). 00966543088907