جوبا - الخرطوم : رسم المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، صورة قاتمة للقاء القمة المرتقب بين الرئسين السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت في منتصف يناير الحالي، ووصف الوضع بغير المبشر ولا يجعله يسرف في التفاؤل جراء التجارب السابقة. وقال عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني قطبي المهدي: إنه من واقع ما تم من لقاءات وقمم مع قادة حكومة الجنوب، فإن الوضع غير مبشر ولكن الحكومة ليس لها خيار غير الحوار ومحاولة العمل لدفع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وأبان أن التجربة الماضية في اللقاءات مع الجنوب لا تجعل حزبه يسرف في التفاؤل إطلاقًا، معربًا عن أمله في أن تختلف الأوضاع عن سابقها وأضاف لكن إذا كانت إستراتيجية الجنوبيين هي المماطلة في تنفيذ الاتفاقيات طمعًا في أن يذهب الأمر لمجلس الأمن في هذه الحالة لا يمكن أن نجزم بأن هناك إرادة سياسية لحكومة الجنوب.ولفت المسؤول الحزبي الكبير إلى إمكانية تنفيذ الاتفاقيات من قبل حكومة الجنوب، وقال إذا كانت الجهات المسؤولة في حكومة الحركة الشعبية تبالي بما يحدث لمواطنيها من أوضاع اقتصادية وغيرها فهذا يشجع للوصول لاتفاق؛ لأن لديهم مصلحة كبيرة فيه، وزاد أما إذا كانت النظرة الحزبية ضيقة وخاضعة للإملاءات الخارجية فمن السهل على حكام الجنوب أن يتجاهلوا شعبهم في هذه الحالة. وأكد تمسك الحكومة بعدم التفاوض مع قطاع الشمال والجبهة الثورية قائلاً إن الحكومة تبسط الشورى والتفاوض مع المواطنين بالمنطقتين، ولكن لا حديث مع ما يسمى بقطاع الشمال والجبهة الثورية ومن جهة أخرى أكَّدت الخرطوم عدم تلقيها إخطارًا أو دعوة من الآلية الإفريقية تفيد بالاجتماع في أديس أبابا منتصف يناير للحوار أو التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال عضو وفد المنطقتين مركزو كوكو إن الوفد لم يتلقَّ دعوة أو إخطارًا من الوساطة يفيد باستئناف التفاوض مع قطاع الشمال. وفي ذات السياق أكد مصدر حكومي رفيع المستوى أن التفاوض مع قطاع الشمال مربوط بفك الارتباط، وتوقع أن يكون ذلك في السادس عشر من يناير المقبل. ولم يستبعد وجود مفاوضات إن تم فك الارتباط، لكنه قال: إن التفاوض المباشر لن يتم إلا بوجود خُطوات جدية بترجمة قرارات محددة تشمل تسريح القوات وحصرها وغيرها من الخطوات الفنية. وأكد المصدر أن القمة الرئاسية ستكون في الرابع عشر من الشهر المقبل. وأشار إلى أن الخطوات الأساسية السابقة وتذليلها ضمن المصفوفة الأمنية هي التي تحدد موضوع التفاوض مع قطاع الشمال. ومن جانبها أشارت دولة جنوب السودان، الأحد، إلى حشود لقوات من الجيش السوداني على الحدود المشتركة للبلدين، وذلك قبيل لقاء مرتقب لرئيسي الدولتين لبحث القضايا العالقة بينهما.