كشف دائرة المرور السريع على لسان مديرها اللواء محمد طاهر عن خطط للتنسيق بين شرطة المرور ووزارة الصحة لوضع آلية للكشف الدوري على سائقي المركبات للتأكد من سلامتهم الصحية وأن كل من تثبت إصابته مثلا بمرض السكري أو القلب أو أي مرض مزمن ،وأكد قرار الطبيب أنه غير لائق طبيا سيتم سحب الرخصة منه بناء على حيثيات القرار الطبي ولن يسمح له بالقيادة حفاظا على أرواح المواطنين . ولعل ما اعتزمته إدارة المرور بهذا الشأن أثار لغطا وجدلا كثيفا وسط شريحة سائقي المركبات العامة التي تقع على رأس كل واحد منهم مسؤولية كبيرة تتمثل في إعالة أسرته الصغيرة أو الممتدة ورأوا أن القرار إذا ما تم تطبيقه فسيكون له آثار اجتماعية سالبة حيث يضع كثيراً من الأسر على حافة المسألة والتذلل للآخرين جراء فقدان مصدر رزق عائل الأسرة . وأقر السائق الزبير عوض أن الهدف من القرار سعي إدارة المرور لوضع مزيد من الخطط التي تحفظ أرواح المواطنين ما استطاعات إلى ذلك سبيلا، بيد أنه اعتبر إصدار قرار بسحب رخصة كل من تثبت عدم لياقته الصحية من المؤكد سيعود على السائق وأسرته بنتائج سلبية إذا نفذ من غير إيجاد بديل لمصدر رزق السائق و المتمثل في قيادة المركبة. وأضاف أن ثلث الشعب السوداني يعتمد على القيادة مصدرا للرزق تقريبا وأن الغالبية العظمى من سائقي المركبات اتجهوا لمهنة القيادة منذ ريعان شبابهم ويعتمدون عليها في إعالة أسرهم. وقال إنه منذ بواكير شبابه اتخذ القيادة مصدرا لرزقه وعائلته وأنه ليس له إمكانية للالتحاق بأية وظيفة أخرى لعدم حصوله على أية مؤهلات وظيفية .وحذر عوض من مغبة تنفيذ القرار حفاظا على عدم تشرد أغلبية الأسر السودانية التي تعتمد على العائد من قيادة ربانها وحادي ركبها وأشار إلى أن نسبة كبيرة من الشعب السوداني تقع فريسة للأمراض المزمنة ووصف القرار بالجائر والمجحف وقال إن كانت لا محالة السلطات الحكومية عازمة على تطبيقه فعليها تجهيز البدائل المهنية والوظيفية للذين تنزلهم من خلف عجلات قيادة السيارات . واتفق السائق نور الهادي مع ما ذكره عوض وأضاف إذا نفذ القرار من غير توفير حلول وإيجاد بدائل للسائقين فإنه حتما سيضيف إلى الشارع مزيدا من رهق العطالة لينضموا لجيوشها الجرارة من الشباب والخريجين، وتساءل عوض عن مدى تحسب إدارة المرور للبدائل المهنية والوظيفية لكل سائق تثبت التقارير الطبية عدم أهليته الصحية أم ستنفذ خطتها دون النظر إلى مصير السائق ويمضى قائلا إن ازدياد الحوادث المرورية في الفترة الأخيرة لم يكن من بين أسبابها الأمراض المزمنة بل مرجعها إلى التخطي السريع وعدم الالتزام بقواعد المرور وعلى إدارة المرور أن تضع ضوابط متشددة عند استخراج رخص القيادة وأضاف أن استخراجها بات في متناول اليد وأن عدداً مقدراً من الشباب تحصلوا على رخص القيادة من غير اجتياز التدريب وامتحان القدرات ويرى عوض أن المصابين بالأمراض سائقون ذوو كفاءة وخبرة بحكم فترة عملهم بالقيادة وحرصهم على الحفاظ على أرواح المواطنين عكس الشباب الذي يتمتع بالصحة ويقود بكل إهمال. فيما قال حامد الطيب (سائق تاكسي) إنه فى العقد السادس وترجل عن سلم الخدمة المدنية والتحق بسلك المعاش العام الماضي ولديه أبناء قصر وأنه لم يكن أمامه خيار أمام ضعف معاشه وفوائد ما بعد خدمته سوى بناء منزل عياله وشراء عربة تاكسي يستعين بها على أمر حياته وأسرته، وكشف عن إصابته بداء السكر وتساءل إذا ما تم تنفيذ خطة إدارة المرور من أين يصرف على أبنائه القصر ووصف القرار بالظالم وأنه سيتسبب في تشريد كثير من الأسر من جهة أن القيادة مهنة أساسية ،وقال ساخرا من أين لهم بوظائف والشارع يموج بالخريجين العطالى الذين سيطر عليهم البؤس والاكتئاب، وطالب إدارة المرور قبل الشروع بتنفيذ الخطة بالنظر إلى عواقبها و أن تجهز البديل المناسب الذي يحمي السائقين وأسرهم من الفاقة إن كانت مصرة على تطبيق خطتها. الصحافة