بوسط الشارع صرخ احد الشباب لصديقه قائلا «وين يا قلب اخبارك يا جلكين» فرد الصديق «اخبارنا باسطة كل ستة في حتة وكل تلاتة في الخلاطة» ليقول الاول «يا مان كحلت ليك حسس وشتت مع الحبة داك» لترتفع ضحكاتهم وسط ذهول المارة.. و «الطربانه»، «نظربها موزة »، «أدى الموضوع بنج»، «قرمبوز» هذه المصطلحات الغريبة تعج بها احاديث شباب وفتيات هذه الايام ولا تجدها في قواميس اللغات المعروفة وكأنها شفرة فيما بينهم، ولم يبخل علينا صابر محمود بفك شفرات الحوار الذي دار بين الشابين وبعض المصطلحات التي يستخدمونها ومعانيها، فابتدر بالقول «وين ياقلب» دليل على الشوق و «جاكلين» تعنى ولد و «اخبارنا باسطه كل سته في حته وكل تلاته في الخلاطه» تعنى عال العال، وكل الامور تمام و «يامان كحلت ليك حسس وشتت مع الحبه داك» اي انه «انه شاف بنات حلوين مع واحد من صحبه»، وكلمة كباية تطلق على الشاب الذي لا يجيد التعامل مع الفتيات. واوضح كامل عبد الكريم ان اكثر المصطلحات الشبابية المتداولة والمستحدثة انما يراد بها معاكسة الفتيات او التهكم «والنقوزة» على شبان لا يروقون لمجموعة معينة، وبعض الكلمات يصفون بها فتيات جميلات وهي دارجة ومعروفة بين اوساط الشباب، ومنها «الصاروخ والقنبلة» ويراد بها فتاة فائقة الجمال، مشيراً إلى أنه لن يعمد إلى تغيير كلماته وأسلوب حديثه بسبب رأي الناس فيه، فهذه حرية شخصية ولي الحق في اختيار المفردات التي أميل لاستخدامها. ومن جهته تساءل امجد محمد أحمد: لماذا يدقق الكثير من الأهل في تصرفات الشباب وأسلوبهم واختيارهم لكلماتهم؟ فأمجد يؤمن بأن كل هذه الأشياء حرية شخصية للشاب أو الفتاة مادامت لا تتعدى على حرية الآخرين، وكثير من الفتيات يستخدمن مفردات ك «الناموسة وتعنى البنت التى لديها علاقة مع احدهم» أو «هوا، سفساف، مادوقة» لأنهن يرين أنها ذات طابع فكاهي فقط. «إنها تعبر عن الذات» هكذا وصفها مصطفى الخطيب طالب جامعى، ماضياً الى أن استخدامهم لتلك المصطلحات مجرد مواكبة لأسلوب بقية شباب هذا العصر، فعند وقوفك وسط جماعة من المراهقين أو الشباب، ستسمع الكثير من المفردات الغريبة التي غالباً لا تحمل معنى بالنسبة لك أو لغيرك، ويدرك معانيها الشباب الذين يتداولونها فقط، وبالنسبة لي فأنا اعتدت على قولها لا شعورياً، حيث أنها رسخت في ذاكرتي عبر أصدقائي، ولا أرى أي ضرر من استخدامها مادامت لا تمس الاحترام العام أو تتعدى الخطوط الحمراء. واعترف عدد كبير من الشباب بأنهم يتحدثون أحياناً بعبارات غريبة وينحتون لانفسهم مفردات مستمدة من لغة الحوار اليومي بينهم، وانما يريدون بذلك خلق اجواء خاصة بهم يمكن اعتبارها ألغازاً يحتاجون اليها في حالات معينة لا يستطيعون معها التصريح بالكلام الذي وصفه بعضهم ب «العادي». وبدورها تؤكد الهام محمود أنّ للفتيات مصطلحات كما للشباب مثل فحمة أي قبيح، أو «مسمار» بمعنى قصير، و «شبح» على الشاب المغرور، ويطلق على الشاب الوسيم، أو الجذاب أكثر من مصطلح من بينها «وردة»، و «دمعة»، مشيرة الى ان الشبان يستخدمونها ايضاً للحديث عن الفتاة الجميلة، علاوة على «نار»، و «دمار» ومصطلح الجكلين يعنى الولد و «شرط للارض» اي «سمح شديد». وأوضح عبد الغفور سيد احمد «أب لثلاثة أبناء» أنه لطالما سمع من أبنائه كلمات وجملاً غريبة لا يفهمها، وقال: عندما أجد هذه العبارات دون معنى أسألهم عنها، فيجيبونني بأنه كلام شباب، مشيراً الى انه لم يدقق من قبل في هذا الشأن، لكن في الفترة الأخيرة تزايدت هذه الظاهرة وأصبحت بعض تلك الكلمات ذات وقع كبير غير مرغوب فيه في مسامع الناس. والطريف في الأمر ادخال اسماء الفنانين ونجوم المجتمع في مصطلحات الشباب ف «خوجلي عثمان» اي الخجل و «صلاح مصطفى» يقصد الإصلاح بين الشخصين، و «كمال ترباس» أي قفلت الموضوع ولا يحتاج لنقاش وغيرها الكثير، ومنها أيضاً «شرتيت»، «حسحس»، «الجلك»، «برشتو».. كثيرةُ هي المفردات والعبارات والمصطلحات التي نسمعها في أيامنا هذه وقد لا يفهمها كثيرون منا، ليس بسبب قلة ثقافتنا أو جهلنا، بل لأنّها مصطلحات فريدة من نوعها خص جيل الشباب نفسه بها. الصحافة