الآن أجد نفسى مجبرا لوقفة هامة وتأجيل الحلقات الخاصة بالجمعية وما يتهددها وأن أتوقف مع كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى وقد هدأ الهرج الذى شهدناه من فريقي القمة، المريخ الفائز بلقاء القمة الأخيرة بهدفين نظيفين وفريق الهلال الخاسر والمدعى بأنه كان أحق بالنصر بحساب أنّه صدت له العارضة هدفين وأضاع مهاجموه هدفين من إنفراد وما صحب اللقاء من هرج جماهيري وإعلامى من الجانبين يتخطى كل الحدود بعد أن أصبح قمة طموح الفريقين من يكسب منهما اللقاء المشترك الذى أصبح أكثر أهمية من تحقيق البطولات، بل وتحديدا تحقيق البطولة الافريقية وتشريف السودان فى كأس العالم للأندية بعد أن اقتصر عشق جماهير الفريقين بل وإعلام الفريقين وبالطبع أعلى طموح لإداريى الفريقين أن يحقق كل منهما الفوز على غريمه ولو فى المباريات الودية، ودون ذلك فلتذهب كل البطولات حتى الأفريقية والعالمية لمزبلة التاريخ لأنه ليس مهما فى قاموس الفريقين تحقيقها. فالمهم عند الفريقين إداريا وجماهيرياً وإعلامياً بل والمؤسف لدى اللاعبين أنفسهم أن أعلى طموح لهم أن يتحقق لهم الفوز فى اللقاء الذى يجمع الفريقين حتى لو كان فى مباراة ودية الأكثر أهمية من تحقيق البطولة الأفريقية. حقيقة هذه هى حال الكرة السودانية والتى يسأل عنها على المستوى الأول جمهور الفريقين الذى أصبح السبب المباشر فى أن يصبح هذا الإهتمام الأول والأخير لدى إداريى وإعلام الفريقين لتصبح أزمة الكرة السودانية والسبب المباشر فى تدنيها أن يكون قمة طموحها من يكسب اللقاء المشترك الذى يجمع الفريقين حتى لو كان فى مباراة ودية ليبقى هذا الواقع أكثر أهمية من تحقيق البطولة الأفريقية ورفع علم السودان فى كأس العالم للأندية. ومع هذا فالجديد هذه المرة أن نشهد الهلال المهزوم نفسه يحتفى بفريقه الخاسر تحت إدعاء أنّه كان أحق بالفوز بسبب ما أهدره من أهداف كأنما اهدار أهدافه تسأل عنها جهة أخرى غير الفريق ولاعبوه. عفوا إذا كان ما ظهر به الفريقان من مستوى متواضع مليء بالثغرات ونقاط الضعف خاصة فى دفاع الفريقين، واهدار الفرص الهجومية يضعف أي طموح أو أمل فى أن يشرف الفريقان الكرة السودانية بتحقيق البطولة الأفريقية الأمر الذى يصيب كل شعب السودان بالحسرة لفشل قمته الأقدم نشأة فى الكرة الأفريقية. فالسودان الدولة التى كانت واحدة من أربعة دول أسست الكرة الأفريقية ومع ذلك لم يتشرف السودان بتحقيق أي من أنديته بطولة الأندية الأفريقية ولو مرة واحدة ليكون الدولة الاسوا بين الدول الأفريقية بحكم أنه من مؤسسى الكرة الأفريقية الأربعة ولكن كيف لدولة كهذه تصاب بمرض عصبى قاتل يعلو فيها فوز الهلال أو المريخ على غريمهأي هدف في مسيرتهما الرياضية، بينما نلمس ونشهد فرق القمة فى كل دول أفريقيا بل وكل الدول العربية تتنافس أنديتها على تحقيق البطولات القارية ورفع علم بلادها فى كأس العالم للأندية والأولمبياد. بينما يغرق السودان فى هوس عديم الجدوى، والقيمة فى من هو الأكثر فوزا فى المباريات التي تجمع بين الهلال والمريخ ولكن والمؤسف إلى متى تكون الدولة ممثلة فى أجهزتها الرياضية المتعددة تجهل هذا الواقع المؤسف ولا تخضعه للدراسة الجادة؟ بل وأن تكون مساهمة فى هذا الخلل وهى تنساق وتسخركل جهودها ودعمها المالي لهذه االقمة التىتتحمل مسئؤلية فشل الكرة السودانية و تشكل بأسلوبها هذا أكبر عقبة فى تطور الرياضة عامة وبصفة خاصة كرة القدم لأن الدولة انصرفت عن دورها في تصحيح وتقويم الواقع الرياضي، حتى يكون للهلال والمريخ وكلاهما يشكلان القوى الرئيسة لكرة القدم الدور الرائد فى سمعتها خارجيا إلا أنهما تحت ظل هذا الواقع يقضيان على أي أمل لأن يكون للسودان وجود فى ساحة الرياضة الأفريقية والعالمية بسبب هذا الانحراف الذى غرقا فيه وأغرقا معه كرة القدم بحكم أنهم مصدر القوة والجماهيرية مما ينذر بأن يزداد الموقف تدنياً طالما أن الدولة نفسها داعمة لهذا الانحراف الجماهيري الذي أغرق كرة القدم فى محيط من الفشل لا نخرج منه تحت ظل هذا الواقع بل سيظل مهددا بالمزيد منالاخفاق. خلاصة القول.. ألم يحن الأوان لأن تخضع الدولة والاتحاد بل ومناطق الوعي الرياضى وبصفة خاصة الإعلام أن يتصدى بمهنية عالية لدرارسة هذا الواقع المحبط ، والتخطيط السليم لمخرج يصحح مسار هذه القمة حتى لا تظل علة وعالة لأي تقدم لن تحققه كرة القدم تحت ظل هذا الانحراف القاتل بكل المقاييس.