□ لم أفأجأ كثيراً بالإكتشاف الذري الأخير والخبر الذي ضج (فجأة) عبر الإعلام الورقي والاسفيري بالسودان والإكتشاف المذكور يتحدّث عن (سحب) جنسية اللاعب كلتشي أوسونوا منذ العام (2013) !! □ وهذا يعني أن اللاعب النيجيري الأصل السوداني الجنسية قضى موسماً كاملاً مع الأهلي شندي بصفة غير قانونية وعاد وإنتقل إلى المريخ وهو لا يحمل صفة اللاعب (المجنس) وفقاً للقرار المكتشف فجأة. □ بالتأكيد لا الأهلي شندي ولا المريخ ولا اللاعب نفسه مُذنبون في تلك الجزئية لأن ثلاثتهم لا يعرفون بأن جنسية اللاعب قد تم سحبها وهنا لا بد من توجيه سؤال مهم ومباشر ما هى الجهة المخوّل لها إسقاط الجنسيات من اللاعبين؟ وبأي حق تم سحب الجنسية؟ □ المادة (11) من قانون الجنسية السودانية لسنة 1994 تنص على الآتي: □ (11) (1) (يجوز لرئيس الجمهورية أن يقرر سحب الجنسية السودانية من أى سودانى بالتجنس اذا ثبت أنه (أ ) قد حصل على شهادة الجنسية السودانية بالتجنس بطريق الغش أو بتقديم بيانات كاذبة أو باخفاء أية واقعة مادية. □ (ب) أثناء أى حرب ، يكون السودان مشتركاً فيها أو كان مشتركاً فيها ، قد تاجر مع العدو أو اتصل به أو تاجر مع أى شخص ينتمى الى أية دولة معادية أو اتصل به ، أو كان طرفاً فى أية معاملة يعلم أنها تمت على وجه يهدف إلي معاونة العدو فى الحرب أو كان ذا صلة بتلك المعاملة. □ (ج) قد أدين فى السودان بجريمة التجسس لصالح أى دولة أجنبية. □ (د ) قد أخطر بفعل أو قول خارج السودان عدم ولائه أو كراهيته للسودان □ (ه) أدين فى السودان بجريمة تنطوى على عدم ولائه وكراهيته للسودان. □ (و) قبل إنقضاء خمس سنوات من تاريخ تجنسه حكم عليه فى أى بلد بالسجن لمدة لا تقل عن سنة فى جريمة تتعلق بسلوك أخلاقى مشين . □ (2) يجوز لرئيس الجمهورية قبل أن يصدر قراراً بموجب أحكام البند (1) أن يقوم بإخطار الشخص المعنى كتابة بالأسباب التى اقترح القرار من أجلها مع إخطاره أيضا بأنه يجوز له أن يقدم طلباً باحالة الموضوع إلى لجنة تحقيق . (3) اذا تقدم ذلك الشخص بطلبه وفقا لأحكام البند (1) قبل إنقضاء ستة أشهر من تاريخ الاخطار ، فيجوز لرئيس الجمهورية أن يحيل الموضوع الى لجنة تحقيق . □ وفقاً للقانون لا يحق لأي جهة أن تطالب بسحب الجنسية من أي مواطن نالها بالتجنّس وإسقاط الجنسية لا يتم إلا عندما تنطبق إحدى مواد المادة (11) أعلاها على الشخص. □ والسؤال الأكثر أهمية لماذا لا يتم إخطار الجهات المعنية بقرار السحب؟ وفي مقدمتها الإتحاد السوداني لكرة القدم الذي لا يكلّف نفسه عناء (التنقيب) في أي مستند ويعتمد قيد اللاعبين بالمنازل والفنادق بل وخارج القطر أيضاً. □ وحسب قانون الجنسية السودانية لسنة 1994 يجب إخطار الشخص الذي سحبت جنسيته وكل هذا لم يحدث في قضية كلتشي ولا حتى قضية باسكال. □ الأمر الأكثر غرابة هو إستخراج جوازات سفر سودانية للاعبين الذين تم منحهم إفادة صادرة من رئاسة الجمهورية بالموافقة (بمنح الجنسية) والأخير إجراء يتطلّب بموجبه استخراج (الرقم الوطني) ومن ثم جواز السفر. □ وهذا يعني وجود خلل كبير بإدارات الأندية التي تعتمد على تلك الإفادة في قيد لاعبيها لدى الإتحاد العام بصفة (مجنس) واستخراج جوازات سفر وفقاً للإفادة الصادرة من رئاسة الجمهورية فقط دون المرور بقناة (الرقم الوطني) لذلك يفاجأ الجميع بعدم وجود ما يسمى جنسية أصلاً وإنما إفادة. □ جنسية اللاعب كلتشي سحبت في خواتيم الموسم (2013) وظل اللاعب محتفظاً بجواز سفره (السوداني) وعاد وتعاقد مع النمور في (2016) ومن ثم المريخ خلال الموسم الحالي وظل يستخدم جوازه بصفة مواطن سوداني في حله وترحاله دون حتى أن يوقفه أحد بمطار الخرطوم الدولي. □ وهنا نسأل ألا تظهر أنظمة الجوازات عبر المطار حالة حامل جواز السفر؟ محظور؟ تم سحب جنسيته؟ أو أي حالة أخرى؟ □ الخلل المذكور لا يقتصر على (تكاسل) إدارات الأندية فقط بل يمتد ليشمل أجهزة الدولة ممثّلة في وزارة الداخلية وتحديداً (هيئة الجوازات والسجل المدني) ودونكم ماحدث بشأن اللاعب المالي سيدي بيه (لاعب الهلال الأسبق) الذي تمت الموافقة على تجنيسه بقرار جمهوري بتاريخ (3/6/2014) وأصدر له جواز سفر سوداني بتاريخ (29/12/2013) فكيف يحصل لاعب أجنبي على جواز سفر سوداني قبل حصوله على حق الجنسية السودانية؟ □ كل ذلك كوم واعتماد الإتحاد السوداني لكرة القدم السابق لسيدي بيه (كلاعب وطني) عقب نهاية فترة التسجيلات وقتها كوم آخر ولكن الكوم المذكور غير مستغرب من إتحاد الرجل الواحد. □ هنالك قصّة أخرى قصّة المالي (باسيرو بامبا) الذي لم ينل هو الآخ الجنسية السودانية ورغم ذلك استخرج له جواز سفر سوداني يسمى (بجواز المهمات) !! □ كيف يتم استخراج جواز سفر سوداني للاعب أجنبي دون أن يحصل على الجنسية السودانية؟ □ والأدهى من ذلك أن اللاعب ظل يستخدم الجواز المذكور في حله وترحاله وكل ذلك يؤكّد ما أشرنا إليه بوجود خلل مريب في الأمر وتفاصيل مجهولة في قضايا التجنيس. □ وقصّة أخرى قصّة اللاعب الذي تناول قضيته الأستاذ (مزمل أبو القاسم) قبل أيام وهو التشادي الأصل السوداني الجنسية (رغم أنفنا) محمد حسن أو أحمت حسن موسى !! □ فحسب تناول الأستاذ مزمل للقضية المذكورة فإن اللاعب حصل هو الآخر على وثيقة سفر إضطرارية وأستخرج له جواز سفر (أخضر) ودخل السودان وتم قيده بهلال الفاشر كلاعب (وطني) ولاحقاً بتلك الوثائق تم استخراج رقم وطني له. □ صحيح أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقاً في تلك الوقائع ولكن من حق الشارع السوداني قبل الرياضي أن يعرف المتسببين في التسيّب المذكور ومنح اللاعبين الأجانب حق المواطنة وجوازات سفر سودانية دون الحصول حتى على موافقة رئاسة الجمهورية على التجنيس. □ حاجة أخيرة كده :: قلبي على وطن بات ينساق وراء النفوذ ويتجاوز القوانين !!