عفواً أن غيبني عنكم الأيام الماضية اختطاف النيل لأحد أبناء أختي رحمة الله عليه الذي توفاه الله عصر السبت وأمنياتي أن بجنب الله سبحانه تعالى أبناءكم مخاطر النيل في هذه الأيام الخطيرة. لعل أهم ما يعني الوسط الرياضي اليوم بل كل شعب السودان أن تكون أنديتنا التي ترفع راية السودان في البطولات القارية وبصفة خاصة في البطولة الأفريقية الكبرى المؤهلة لنهائي كأس العالم للأندية حتى نشهد ولو مرة واحدة وجوداً لنادي سوداني في قائمة بطولة الأندية الكبرى رغم أن أنديتنا من الأطول عمراً بين الأندية الأفريقية ومع ذلك لم ينجح أياً منها في أن يحقق للسودان بطولة أفريقيا الكبرى وإن كنا الأكثر هرجاً في أفريقيا بل والعالم العربي إدارياً وإعلامياً مع أن أقصى ما حققناه التأهل لنهائي البطولة الكبرى مرتين فقط دون أن ننجح في تحقيقها. وكل ما حققناه فوزاً واحداً بالبطولة الأفريقية الثانوية. والغريب أننا أكثر أندية القارة هرجاً في التسجيلات وفي استجلاب اللاعبين الأجانب اللذين يتكلفون المليارات في كل موسم لدرجة أن قمتنا تستبدل لاعبيها بستة أوسبعة من أفشل المحليين والأجانب كل موسم بسبب نجاح السماسرة في تسويق أفشل نجوم أفريقيا لفرقنا بينما تتسيد الأندية المصرية التي نحسب أنفسنا شركاء لها في تأسيس الكرة الأفريقية وتسيد الكرة الأفريقية لما حققته ولا تزال تحققه من إنجازات على مستوى أنديتها في البطولات الخارجية مع أنها لا تغير شكل أنديتها كل موسم بتسجيل عدد كبير من المحترفين الجدد الأفشل من محليين وأجانب حيث أننا لم نشهد الأهلي أو الزمالك يسجلا أكثر من ثلاثة لاعبين جدد في الموسم كحد أقصى كما نفعل نحن كل موسم. والأهم من هذا فإن الأندية المصرية تولي اهتمامها في استجلاب الأجانب بالنوع والتميز في المستوى الذي يشكل إضافة حقيقية للفريق لتحقيق نتائج قارية أفضل وفي ذات الوقت ما يحققونه من مكاسب مادية من تسويقهم للأندية الأوروبية بجانب ما يحققه لهم الأجانب الذين يحققون لهم إنجازات في الملعب وبصفة خاصة في المشاركات الخارجية مما يسهل تسويقهم وتحقيق أرباح عالية منهم فيحققوا من اليمين نتائج أفريقية أفضل في المنافسات ومن اليسار أرباحاً مادية تفوق ما تكلفوه في التعاقد مع اللاعبين الأجانب بينما نشهد نحن عكس ذلك تماماً حيث لا يحقق الأجانب لأنديتنا أي نجاحات في الملعب أو مكاسب مادية من تسويقهم وذلك بسبب الضعف وعدم الخبرة والمعرفة في إدارة أنديتنا عند التعاقد مع محترفين أجانب بصفة خاصة القمة التي درجنا ألا نسمع بمن يتبوأ أعلى المناصب الإدارية فيها إلا وهم رؤساء وقادة إداريين أغلبيتهم لم يشهدهم أو يسمع بهم الإعلام ووالوسط الرياضي إلا وهم قادة إداريين في قمة أنديتنا وبأعلى المواقع صفة خاصة الرئاسة والأمانة العامة بعد أن أصبح المال له الحاكمية والهيمنة على الأندية. لهذا ليس غريباً أن يصحب هذا الواقع المؤسف والمدمر المزيد من الفشل في الملعب وبصفة خاصة خارجياً في البطولات الأفريقية بعد أن هيمن على الكرة من لا خبرة لهم كنجوم ملعب أو كإداريين متمرسين وأصحاب خبرة، الأمر الذي أدى لتدني مستوى الكرة السودانية بصورة أسوأ هبوطاً والمفارقة الأكبر والأسوأ أن السودان لا يشهد نجومه ومبدعوه في الملعب أن يصبحوا بعد اعتزالهم الملعب إداريين أو قيادات للأندية والاتحادات محلية وعامة بل ومدربين حتى لو حقق بعضهم قمة النجاح أكاديمياً وبينهم من يكونوا أكثر تأهيلاً من المدربين الأجانب الذين تستجلبهم فرقنا والذين تقف اللغة حائلاً دون الاستفادة القصوى من قدراتهم. انظروا لمصر التي تسيدت الكرة الأفريقية لتروا كم من نجومها المبدعين يتولون إدارة أكبر أنديتها فكم منهم ترأسوا أكبر الأندية المصرية (الأهلي والزمالك) مع أن أنديتنا وبصفة خاصة قمتنا لم تعرف نجوماً بارزين على رأس قمتنا باستثناء رحمة الله عليه أبوالعائلة الذي ترأس نادي المريخ وعثمان الحاج في التحرير وقليل من من لا يسع المجال ذكرهم كما أن كل دول العالم تعرف أكثرية حكامها من نجوم الملعب بعكس ما نعرفه في السودان الذي لا يعرف نجوماً مميزين له احترفوا التحكيم بعد اعتزالهم أو تولوا إدارات الأندية بل والاتحادات بعد اعتزالهم. (يعني باختصار كل شيء عندنا بالمقلوب فماذا نحقق تحت ظل هذا الواقع).