حسم الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل يومين قضية النزاع الذي كان يدور بين ناديي الاهلي والاتحاد حول توقيع لاعب الأول سعيد المولد عقدا مع الاخير، بعد دخوله فترة الستة اشهر (الحرة). وحكمت لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي التي تولت ملف القضية لصالح فريق الاتحاد، واعتبرت ان علاقة اللاعب بالأهلي انتهت، بمجرد أن وقع مع نادي الاتحاد، بعد ان ثبت لها انه رفض عرضا كان تقدم به الاهلي في بداية الامر. وأصل الحكاية أن إدارة الأهلي كانت قد قدمت عرضاً مكتوباً الى اللاعب لتجديد عقده، بعد دخوله الفترة الحرة، فرفض الاخير العرض وطالب بزيادة مقدم العقد والرواتب، فتجاهلته ادارة ناديه ولم تقدم له عرضا جديدا. وكيل اعمال اللاعب بدأ يسوق له بعد ان لم يعبره الأهلي لفترة زادت عن الاسبوعين، ونجح الوكيل في اقناع ادارة نادي الاتحاد بتقديم العرض الذي يناسب اللاعب، فوافق الاتحاد ثم وقع العقد بين الطرفين. عندما نشرت الصحف خبر تعاقد الاتحاد مع سعيد المولد، في اليوم التالي لعملية "الإتي الصارخ" كما اسمتها صحافة العميد، تعرضت ادارة النادي الاهلي لضغوط شديدة من اعضاء الشرف والجماهير. حاولت ادارة القلعة معالجة الموضوع لحماية بسرعة نفسها من الضغوط الهائلة التي تعرضت لها ، فقدمت للاعب عرضا افضل مما قدمه الاتحاد، واقنعته بالتوقيع معها، ثم اعلنت ذلك على وسائل الاعلام المختلفة. تقدم الاتحاد بشكوى للجنة الاحتراف، ضد تصرف النادي الاهلي واللاعب، وقدمت ادارته كل المستندات التي تؤكد بان اجراءاتها في عملية التوقيعكانت سليمة وقدمت كافة مستنداتها،بما فيها اشعار تسلمه للمبلغ المتفق عليه في حسابه البنكي. تقدمت إدارة الأهلي ايضاً بشكوى للجنة الاحتراف ولكن ضد وكيل اللاعب، اكدت فيها انه غرر باللاعب، واجبره على التوقيع للاتحاد رغم أن اللاعب كان يرغب في مواصلة مشواره مع الاهلي ودعمت موقفها بخطاب من اللاعب يؤكد ذلك. لم تنظر لجنة الاحتراف في احتجاج النادي الاهلي، ولم تقيم له وزنا، على اعتبار انه كان قد تقدم بعرض للاعب، ولم يتخذ اي خطوة اخرى تجاهه، بعد ان رفض اللاعب العرض وطالب بزيادة بعض مخصصاته. المولد لم يوقع مع الاتحاد في مكاتب اتحاد القدم، او في مقر لجنة الاحتراف، وانما وقع في منزل رئيس نادي الاتحاد ابراهيم البلوي، بحضور وكيل اعمال معتمد ، فتم الاعتراف بكل الاجراءات التي تمت. اما في السودان، فان اتحاد القدم لا يعترف بالاتفاقات التي تتم بين اللاعبين وادارت الاندية، الا اذا جاء اللاعب بنفسه ووقع امام احد موظفيه، في اجراء اقل ما يوصف بانه متخلف ويخالف لوائح الفيفا وانظمتها. لذلك لم نستغرب من الفوضى التي ظلت تحدث عند كل فترة تسجيلات، والجدل الذي يدور بين بعض الاندية وخصوصا الهلال والمريخ اللذان يتنافسان دوما على افضل اللاعبين، قبل ان تتطور المسألة إلى صراع شخصي بينهما. ليس هناك اي سبب يجعل الاتحاد يوافق على تسجيل لاعب الهلال بكري المدينة في كشوفات المريخ، طالما ان الهلال استوفى كل الشروط في توقيعه مع اللاعب بمنزل رئيسه وبحضور وكيل معتمد من الفيفا وشهود عدول. ولا نرى ان موافقة الاتحاد على تسجيل هذا اللاعب للمريخ رغم علمه بانه جدد مع الهلال وقبض مبلغا محترما مقابل ذلك، الا دليلا على الفوضى التي يدار بها الاتحاد، من قبلالثلاثي معتصم ومجدي واسامة. لم يرفض بكري المدينة العرض الذي قدمه الهلال، ولم يتردد في التجديد للنادي الذي قدمه للشهرة والاضواء، فوقع له عن طيب خاطر، ومع ذلك ذهب ووقع للمريخ، وهو عكسما حدث لسعيد المولد مع الاهلي. ان كان بكري رفض عرض الهلال في البداية ، وتمنع عن ذلك كما هو حال سعيد المولد مع الأهلي، كنا سنبارك له انتقاله للمريخ ونعتبر انه مارس حقه الذي منحه له النظام باحترافية. لكن هناك فارق بين الحالتين، فالمولد رفض التمديد مع الاهلي وصارح ادارته قبل ان يذهب ويوقع للاتحاد، بينما مارس بكري المدينة الغش والمكر، لانه جدد للهلال ثم ذهب بعد ذلك ووقع للمريخ. لذلك فان قرار لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي قوبل بالرضا والترحاب من الغالبية، لانه جاء متسقا مع القانون والنظام، بينما نتوقع ان يعاني المريخ وبكري وقد يتعرضان لعقوبات مغلظة اذا وصلت القضية للفيفا، لان ما فعلاه فيه تعدٍ واضح على القانون. وداعية : الفيفا لا يرحم المتلاعبين بالقوانين. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته