عمر التوم ولن أطلق عليه لقباً لأن أي لقب فهو دون قامته وهو رفيق درب منذ مطلع الخمسينات مذ جمعتنا مدرسة الأهلية أمدرمان الابتدائية وإن كنت أعلم أنه لا يحب الإشارة لهذه المعلومة فهو بطبعه يكره الاقتراب من الحديث عن العمر ودائم المغالطة فيه ومع ذلك فأنا أتقدمه في دفعة المدرسة لهذا لن أقول عنه غير صديقي عمر. ولكن ورغماً عن ما حققه عمر في الملعب وساحة الإدارة فإنه في حقيقة الأمر امتلك ما تهون في حضرته نجومية الملعب والإدارة، فعمر يملك من القيم والأخلاق وعفة الذات ما تتضاءل أمامه الكابتنية في الملعب وكفاءة الإدارة فعمر يندر أن تراه منفعلاً في أحلك المواقف وأصعبها ولن تسمعه ثائراً منفعلاً فهو يتعامل مع أصعب وأحرج المواقف ببرود وتسامح لا يعرف الخصام. وهو بلا منازع ملك من ملوك المجاملات الاجتماعية بالرغم من ظروفه الصحية لا يغيب عن أي مناسبة على حساب صحته ولكم سعيت معه أن أثنيه عن هذا وأن يكتفي بالموبايل إلا أنه عنيد بالرغم من ظروفه الصحية. إذن ولا أغالي إذا قلت إن من كرموا عمر إنما نالوا هم هذا الشرف الكبير فلهم الشكر والتقدير خاصة وأنا لقربي منه أعلم أنه لم يكن من الذين يسعون للتكريم، بل أشهد الله إنه كان عازفاً عن الاستجابة لهذا التكريم وقد كنت بين الذين أثنوه عن الاعتذار عنه فهو أقل ما يقدم لمن أعطى في كل هذه المجالات. ولكن لابد من كلمة هنا فتكريم عمر هو تكريم لأسرة قدمت عمالقة في تاريخ هذا الوطن فقد قدمت هذه الأسرة حاج التوم أحد الأعمدة التي عرفت بالحجاج في تاريخ المريخ مع رحمة الله عليه حاج مزمل فحاج التوم رمز شامخ لم تقعده ظروفه الصحية عن المريخ عشقه الذي أفنى شبابه في خدمته ولا يزال. أما ذلك الجبل والهرم الذي أعلم أن كلماتي هذه عنه ستغضبه لأنه لا يحب الإطراء إنه هو العم مختار التوم وإن كانت كلمة العم لن ترضيه لأنه وبالرغم من فارق العمر فهو صديق كما لو كنا أبناء جيل واحد وهذه هي عظمته. مختار كان أفضل سفير للسودان في الإمارات في الشارقة ومن بناة تاريخها الحديث فما أن تطأ قدمك الشارقة إلا وتجد الجميع من أهلها يتحدثون عنه وما إن عاد لأرض الوطن إلا وكان في طليعة من يساهمون ويضحون بكل نفيسٍ وغالٍ في مقدمة فاعلي الخير في صمت وبلا ضوضاء وأضواء ويشهد تاريخه هذا الصرح الكبير الجامعة الأهلية وغير هذا كثير لا يسع المجال ذكره. ويبقى من هذا العنقود الكابتن عبدالله التوم وهنا أقول عنه الكابتن، فقد كان من أميز الموهوبين في كرة القدم عاصرته وشاهدته منذ كان طالباً بجامعة الخرطوم وهو يتقدمني في الدفعة ليصبح بعد تخرجه نجماً لامعاً في ساحة القضاء قبل أن يستقر به المقام سفيراً للسوان في القضاء بالإمارات وعبدالله لا يلاقيك الا باسماً ويودعك بذات الابتسامة. أشهد الله إنها أسرة مثالية بكل ما تحمل الكلمة فإن شاء حظ صديقي عمر أن يكون هو من يلفت النظر لهذه الأسرة بهذا التكريم فكل رجالاتها جديرون قبله بالتكريم وهذا ليس للتقليل منه ولكن لما لهذه الأسرة من رموز تستحق التكريم لهذا فهو تكريم أسرة أنجبت وأبدعت, وإذا كان لا بد لي من كلمة هنا فإنني عبر عن أسفي ألا أكون بين حضور هذا الحدث الذي أتشرف بمشاركتي فيه ولا يتشرف الحدث بوجودىيبين ضيوفه ولكن حال ارتباطنا بافتتاح أولمبياد مدارس الأساس في نفس التوقيت أن أحرم من هذا الشرف الكبيبر ولكني وإن غبت عنه جسداً فقد كنت هناك روحاً. كلمة أخيرة لك صديقي عمر فإن سجلت تاريخاً في الملعب والإدارة حتى استحققت هذا التكريم فإنني أتطلع لتكريمك الأكبر يوم تفي الدولة بما وعدت به في حفل تكريمك في إن تكمل وتستحدث استاد الموردة لتضيف لك وللأسرة العريقة أنه ومن داخل منزلها العامر المضياف وهذا الآن الذي يفرح الموردة فرحتها الكبرى بجانب فرحتها بتكريمك خاصة وأننا مقبلون على ترخيص الأندية وحرام ألا يكون لنادي الموردة استاد يؤهلها للترخيص. فهل تكتمل فرحة المورداب بتكريمك أن يحتفلوا بتكملة الاستاد وهذا هو التكريم الأكبر فهل تنجح مكرماً كما نجحت لاعباً وإدارياً بأن تكون مناسبة تكريمك مناسبة لصيانة استاد الموردة؟!!