اكتفى هجوم الهلال بتسجيل هدفين فقط في شباك مضيفه هلال الجبال أمس، وكسب نقاط المباراة الثلاث ليحافظ على فارق النقطتين الذي يفصله عن المريخ المتصدر. أضاع رماة الهلال مهرجان أهداف خصوصاً في الشوط الأول الذي كان يفترض أن ينتهي بنصف دستة، ومع ذلك فاز الفريق الأزرق بفارق هدف. تسبب استهتار دفاع الهلال وسرحان الحارس المعز والتغييرات التي أجراها المدرب صلاح آدم في ولوج هدف في الوقت بدل الضائع. كان يمكن أن يشكل هدف هلال كادوقلي نقطة تحول كبرى في المباراة، ويقلب الطاولة على الهلال الأب إذا أسعف الوقت أصحاب الأرض من حسن حظ الهلال أن هدف هلال الجبال جاء في الوقت بدل الضائع، وأن الحكم سارع بإنهاء المباراة بعد أقل من ثلاثين ثانية من تسجيله. مشكلة الأهداف التي ظلت تلج مرمى الهلال في الدقائق الأخيرة ربما تصبح ظاهرة تهدد مسيرة الفريق إذا لم يتم علاجها بأسرع وقت. في مباراة الأهلي العطبراوي تقدم الهلال بهدف مبكر، وأضاع لاعبوه عشرات الفرص لكنه فقد نتيجة المباراة في آخر دقيقة بهدف التعادل. وفي مباراة الأهلي شندي تقدم الهلال بهدف مبكر، لكن الفريق انهار في الدقائق العشر الأخيرة وخسر المباراة بهدفين مقابل هدف. وتكرر المشهد في مباراة المريخ، وكذلك مباراة النسور، وأكثر ما تخشاه جماهير الهلال أن يستمر هذا الأمر ويتكرر في بقية مباريات الدوري ونهائي كأس السودان. أشدنا بمدرب الهلال صلاح محمد آدم، ونوهنا بالجهود التي بذلها مع الفريق والتي نعتقد بأنها ساهمت بشكل فعال في النتائج الإيجابية التي حققها في الدور الثاني. لكن ضياع الفرص وبتلك الطريقة التي شاهدناها في مباراة أمس، وولوج هدف في الزمن الضائع، مسؤول عنها الأخ صلاح مسؤولية مباشرة. علاج هذه المشكلة يبدأ بتهيئة اللاعبين نفسياً، واختيار التشكيلة المثالية قبل أي مباراة، وإجراء التبديلات حسب ظروف الفريق وليس لمنح الفرصة. ونعتقد أن خروج مالك ودخول مساوي في الجزء الأخير من الشوط الثاني ساهم في ولوج هدف هلال الجبال، لأن الأول كان متفاهماً مع أتير توماس. نقول ذلك ليس تقليلاً من قدر اللاعب مساوي أو تشكيكاً في مستواه وموهبته، لكن وجود مالك المتفاهم مع أتير كان سيمنع ولوج الهدف. قدم الهلال مباراة رفيعة في الشوط الأول، وتراجع في الثاني، ويبدو أن هبوط مستوى مهندسي الوسط نزار ومهند كان له دور في ذلك. سوء أرضية ملعب كادوقلي أثر على أداء الفريقين، ووضح ذلك من خلال عدم قدرة اللاعبين السيطرة على الكرة وفي الاستلام والتمرير. آخر الكلام رفع مدثر كاريكا رصيده من الأهداف إلى عشرة متساوياً مع زميله المالي تراوري، ومتفوقاً على لاعب المريخ كلتشي والأهلي شندي إسماعيل بابا بهدف. سجل كاريكا في الدورة الثانية وحدها سبعة أهداف، بمعدل هدف في كل مباراة، وإذا استمر على هذا النحو فإنه دون شك سيفوز بلقب الهداف. دخول بكري المدينة كبديل لمحمد عبدالرحمن جاء في الوقت المناسب وكان موفقاً، وبفضل متابعته وسرعته نجح الهلال في تسجيل الهدف الثاني عن طريق كاريكا. تجلت موهبة نزار حامد في تسجيل الهدف الأول، حيث انسل من بين المدافعين بسرعة شديدة، ولعب الكرة بذكاء فوق حارس المرمى. هدف نزار حامد يعتبر من أجمل أهداف الجولة الحادية والعشرين، وقد كان مثار تعليق الكوتش الكبير محمد حسن نقد في الاستديو التحليلي. لا نشك في مؤهلات وإمكانات مدرب المريخ الألماني كروجر، لكننا لا نظن أنه يستحق كل هذا المدح لمجرد أنه فاز على فرق غير طموحة. نال كروجر علقة ساخنة من الهلال في أول مباراة يشرف فيها على تدريب المريخ في 2013، لأنه واجه فريقاً مختلفاً. وسبق لهذا الكروجر أن تلقى الخسارة من الهلال مرتين وهو مدرب للمريخ، الأولى بثنائية، والثانية بثلاثية بشة وباري ديمبا. المحك الحقيقي لكروجر سيكون في نهائي كأس السودان نهاية نوفمبر المقبل بمدينة الدمازين، ولا نستبعد أن يتم طرده للمرة الثالثة. لا أخفي إعجابي بظهير المريخ الأيسر البورندي غاندي، الذي يتميز بالخفة والرشاقة والجدية، فضلاً عن إجادته للعكسيات المضبوطة، والضربات الثابتة. تمنيت هذا اللاعب الفنان في فرقة الهلال، ليس لأن الفريق الأزرق يفتقد لأمثاله، ولكن لأن أسلوب وطريقة لعب الهلال كان سيجعل منه تنقا آخر. يعتقد المريخاب أنهم وبفوز فريقهم على الخرطوم الوطني ضمنوا الفوز بلقب الدوري، لكنه يبدو أنهم غير واضعين أي اعتبار لاحتجاج الأهلي شندي. شكوى الأهلي شندي على مشاركة لاعب المريخ علاء الدين يوسف في مباراة الفريقين، هي الأضمن، ولا مجال فيها للسمكرة واللف والدوران. رفض الشكوى محلياً إن حدث، سيكشف تلاعب قادة اتحاد القدم بالقوانين واللوائح، وهو أمر سيعرضهم للمساءلة إذا صعد الأرباب الموضوع للفيفا. والفيفا كما نعلم لا يتساهل مع المتلاعبين. وداعية: الفيفا أمامكم والأرباب خلفكم.