اعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنفيذية علي عثمان محمد طه، الانتخابات موسما لاعادة بناء الدولة معنويا من حيث السياسات و القيادات لرعاية الوطن وحماية مصالحه. وقال مخاطبا اللقاء التأسيسي للهيئة القومية لانتخاب مرشح حزبه عمر البشير للرئاسة امس، ان الانتخابات هي شأن أو مناسبة أو موسم لكيفية بناء بيتنا الوطني السودان، والبناء لا بد ان يستند على قيم عليا من حيث المرجعيات . فالبيت الذي بناه ابراهيم هو رمز لبناء الانسانية يستمدون منها معان جميلة وقيما عظيمة لو انهم فطنوا لها واقتبسوا منها لسعد ونجح كل جهد بشري لبناء حضارة أو مجد. واضاف اي بناء انساني لا يستند على مرجعية عليا تكون ضابطا وموجهاً له سيضل طريقه . وتاريخ البشرية كلها يدور ما بين هاتين الحقيقتين ، وقال ما من بناء انساني اتخذ القوة والجبروت مرجعية الا شقي وأشقي بها الانسانية. وزاد، نحن نريد بناء وطنيا يقوم على قاعدة احترام الانسانية ولو كان ذلك مفضياً الى التواضع أو قلة الامكانات ولا نفضل عليها بناء وطن يقوم على قهر واحتقار الانسان والانسانية، وقال نريد من بنائنا السياسي أن يكون حافزاً ودافعاً لقدرات أبناء الوطن من أجل التنافس على أبواب الخير و نتطلع لأن يقوم على العدل الذي يتسق مع احترام الانسان ونجتهد لأن نوفر لذلك من الأدوات والقوانين والنظم ما يجعل بلادنا واحة سيتظل بها كل مظلوم، ويلوذ اليها كل خائف ، ويجد عندها النصرة والنجدة واعادة الحق الى أصحابه. واضاف نتطلع أيضاً لأن يقوم هذا البناء على حسن القسمة لموارد البلاد المتاحة بين أبناء الوطن ولا ظلم فيما يقع بين أيدينا من الثروات التي نجتهد في تحصيلها ببرامج ومشروعات ولكن حينما نجمعها نكون كشأن الأشعريين الذين اذا ما اجتمع عندهم قليل الزاد أقاموا عليه السماحة وحسن المراعاة لحاجات كل الناس ، وزاد نحن نعلم من واقعنا الآن وقد تقدمنا بخطوات كبيرة الى الأمام ولكن نحتاج فيه الى دعم الخطوات المتئدة و نزيد من قوة اندفاع الخطوات التي تقدمت. وقد تقدمنا بما يمكن ان يقدم او يطرح لاهل السودان كتاباً يعرض للتقويم ومن ثم لطلب التأييد والنصرة في الجولة القادمة الذي يعتبر أيضاً انجازا لأهل السودان ولو لم تكن وقفة اهل السودان ومساندته فيما طرح من سياسات وما قدم من مشروعات وبرامج لما تحققت المعدلات العالية. وقال اما البناءون فان من نقدمه ونرشحه ولا نزكيه على الله لكننا نقدمه لأن الأمر في اقامة هذه المعاني التي ذكرنا يحتاج الى شجاعة الشجعان فهو عرفته المنابر والوقائع والأحداث مقتحماً غير هياب وقائداً سياسياً يعلى الصوت بالحقيقة، غضب لها من غضب وورمت لها أنوف من ورمت أنوفهم يتأكأوا علينا بجلبهم ويشنشنون الينا بالجنائية وغير الجنائية. وان كان البناء يقتضي اعمالاً للرأي وتشاوراً مع الناس فهو رجل يستمع للنصيحة والمشورة لم تمنعه رئاسته وانتماؤه للمؤتمر الوطني أن يكون قريباً من أهله من أبناء السودان كقربه من أعضاء حزبه و لا تجمعه مع أعضاء حزبه محسوبية أو عصبية وانما عزم وبيعة من أجل اسعاد أهل السودان وبذلك أصبح قريباً من مواطنيه واعضاء حزبه سواءً. ، وقال ان الانتخابات نريد لها أن تكون امتحاناً لخير من فينا من الحرص على أن نرد الأمر لأهله ، فالمرشد عندنا أنه لا تجوز امامة من لا يرضي الناس امامته ،وانما الامامة لمن يرتضيه الناس بالرحابة والصدر الطيب، فان تحقق ذلك فاننا نريده أن يعمل مادة هذا البناء ليبني لنا وبنا ومعنا سوداناً يكون سيفاً على الظلم وعلى العدوان وعلى الفساد. نريده ان يبني معنا وبنا وبكل أهل السودان سوداناً يكون وعاء للسلام واجتماع الكلمة والتعايش والتسامح ، سوداناً تحترم فيه الخصوصيات وتراعى فيه حقوق المجموعات، نريده ان يبني سوداناً كما نقول «قدحاً للضيفان ومأوى للخائف والحيران» ويكون وطناً شامة بين الأمم من حيث الجمع بين ثرواتنا ومواردنا وبين أسباب العلم والتقانة.