الحياة اليومية للمرأة العاملة تشغلها عن العديد من الواجبات الاجتماعية وأخذ قسطا من الراحة خاصة في مجال العمل الحر وكثير ما أحسد ذوي الوظائف لاسباب عديدة أهمها تنظيم وادارة الوقت اكثر ما امقته هو التقيد بالمواعيد لدي مشكلة دوما في الالتزام بالمواعيد وكل ما يشعرنى بأنه قيد زماني أو مكاني ويستطيع صاحب الوظيفة أن يعرف متى يبدأ دوامه ومتى ينتهي ومواعيد عطلاته ويجد متسعاً من الوقت للاهتمام بعائلته على خلاف الذين يشتغلون فى مجال العمل الحر. لقد كانت فكرتي خاطئة بان العمل الخاص يحرر الانسان من قيود الزمان والالتزام الصارم بالمواعيد ويتيح له حرية الحركة لقداستعبدنا العمل الحر واصبح لدينا الكثير من الضغوط حيث لاتكفي ساعات العمل في اليوم الواحد لانجاز العمل اضافة الى ان مسئولية النجاح تصبح فرض عين اي تقع المسئولية على عاتقك وحدك واصبحنا نعمل حتى في ايام العطلات علاوة على الاسفار غير معلومة التأريخ حيث تبدأ رحلة العمل على امل ان تحظى بإجازة وتمني نفسك بعد الانتهاء بالاستجمام لكن ذلك في الغالب لايحدث ويستمرهذا الحال عاما أو عامين ويفقدك الاجواء العائلية الحميمة في دوامة العمل وفي الكثير من الاحيان لاتجد وقتا لاصدقائك وهم الملاذ والمتنفس الوحيد. بعد عودتي من رحلة عمل طويلة خارج السودان وصباح يوم وصولي طرقت بابي صديقتي العزيزة ويداها مخضبة بالحناء لتخبرني بان اليوم زفافها وكانت تلك هى المرة الاولى التي اسمع فيها باسم من ستتزوج به مع علمي بخلو قاموس علاقاتها من هذا الاسم. لم يسعها الوقت للحديث عنه انشغلنا بترتيبات هذا اليوم ونحن نركض من صالون التجميل الى استوديوالتصوير الى آخر التفاصيل ،ان اودعها فى نهاية الليلة واتمنى لها حياة جديدة سعيدة. مرت الايام والتقينا كثيرا ثم اصبح زواجها امراً واقعيا ولم اشاء ان اسألها عن تفاصيل ارتباطها وكيف توصلت الى قرار زواجها بتلك السرعة ، ثم توالت الايام واصبحت صديقتي ما ان تلقاني الا وتحكي لى عن مشاكل لاحصرلها مع زوجها بداية بعدم التفاهم والانسجام نهاية بطمع زوجها في راتبها وصديقتي لها قلب من ذهب قبل ان تطلب منها اي شئ تجد منها مبادرة بالمساعدة حتى انها كثيرا ما تستقطع من وقت عملها لانجاز اعمال لي او لغيري ومثلما كان قرار الزواج سريعا ايضا كان الانفصال بعد استحالة العشرة لقد فضلت الطلاق عن الاستمراروسط كم هائل من المشاكل تحاصرها من كل مكان. وهكذا نالت صديقتى لقب مطلقة بجدارة قبل ان تصل سن الثلاثين وصديقة اخرى جاءت الخرطوم بغرض الدراسة الجامعية وبعد تخرجها التحقت بالعمل فى إحدى الشركات لفترة ثم اتخذت قراراً بالعمل بمشروعها الخاص بتمويل من احد البنوك ونجح المشروع و لكن الى حين حيث تراكمت عليها الديون ولم تجد مخرجاً لها سوى التفكير في عائل ممول قادها اليها القدر وتزوجت به واستقرت احوالها لفترة من الوقت كانت الزوجة الثالثة وسرعان ماحلت المشاكل المالية بالزوج، اختصرت منازل الزوجية لتصبح منزلاً واحداً لثلاث ضرات لتصبح حياتها جحيماً لايطاق وبالطبع كانت النتيجة الحتمية لهكذا زواج طلاقاً والضحية طفل لاذنب له لقد عالجت المشكلة بمشكلة أكبر منها. يستطيع الانسان الراشد ان يعي ظرفه وتقديره لكن كيف يفهم طفل صغير مقبل على الحياة مجهولة المصير وثالثة تنتمى لاسرة معروفة دبرت زيجة صالون من احد ابناء اسرة معروفة وبعد وقت وجيزاكتشفت بانها تزوجت بأسرة كاملة وليس بزوج ! لم تستطع صديقتي الاستمرار بزوج سلبي قراره بيد اسرته وكان الطلاق. سنة اولى زواج هى الاختبار الاصعب الذى يواجه الطرفين من بيئة وتربية مختلفة ويحتاج الزوجان خلالها لمعرفة كل منهما الآخر. حياة ماقبل الزواج مختلفة عن مابعده حيث يظهر الاثنان بدون رتوش وتلقائية تظهر الخصال الاساسية لكل منهما ولابد ان يجتهد كل منهما لفهم الآخر والتعايش معه والتأقلم على حياة جديدة، وهذه النماذج التى تعرضت اليها لاتعنى قطعا بان كل التجارب فاشلة و الحياة قاتمة و الزواج ليس شبحاً نخافه ولكن على كل فتاة التفكير بعمق وعدم التعجل في اتخاذ القرار المصيري كهذا مهما كانت دواعي العجلة من قبل المجتمع ومهما تأخر القطارنصيب الانسان حتما سيناله ، حتى لا ينطبق على البعض مثل المستجير من الرمضاء بالنار والقادم دائما افضل اذا فكرنا بتريث ومشوار الحياة طويل والزواج عمر ثانى وبناء أسرة لم العجلة يا صديقتى.