في الوقت الذي تستعد فيه ولاية الخرطوم لمواجهة اخطار ومعوقات الخريف من ردم للبرك الآسنة وحفر للمجاري التي امتلأت بفعل رمي النفايات وعلي الرغم من ان المعالجات قد اتمت في وقت متأخر لكنها جاءت افضل بكثير من العام السابق ويبدو ان الجهات ذات الصلة لم تنتبه لمعدلات زيادة النيل وما يحدثه من اثر سالب علي صحة المواطن وذلك بتلوث مياة الشرب وقد حملت صحف الخرطوم امس الاول زيادة معدلات الاصابة بالاسهالات في ارجاء واسعة من منطقة امدرمان، وبرز التساؤل المشروع عن المسؤول من تفشى الاسهالات في امدرمان هل هي وزارة الصحة التي كان لزاما عليها توعية المواطنين بمخاطر امراض الخريف ؟ ام المحليات في انحاء امدرمان التي فشلت في ضخ مياه نقية لمواطنيها ام انها مسؤولية هيئة مياه الخرطوم ؟ وقبيل الاجابة عن هذه التساؤلات تشير الصحافة الي سابقة دخول ما يقارب الثلاثين حالة اسهال لمستشفي ادرمان قبل اربعة شهور، وصاحبت الاسهالات حالة قئ حاد لتعود ذات العلة وتهدد معظم منطقة امدرمان . الصحافة تلقت العديد من الشكاوي من مواطنين طالبوا في استفساراتهم بكشف الاسباب الحقيقية لتفشي الاسهالات في بعض مناطق المدينة واتجهت الصحافة صوب مستشفى امدرمان لمعرفة الاسباب عن قرب من المرضي وما يلفت النظر انه عند دخولنا الي عتبات المستشفى قاصدين عيادات الباطنية كان لزاما على أي منا دفع مبلغ وقدرة اربعة جنيهات ونصف الجنيه، واذا لم يتوفر المبلغ لدي المريض فعليه ان يعود ادراجه حتي ولو كان علي مشارف الهلاك،و هذا بالضبط ماشاهدناه عندما اقسمت احدي المريضات بأنها لا تملك الا (4) وانها لا تملك الخمسين قرشا ورغم حالة الاعياء التي كانت عليها المريضة رفضت موظفة التذاكر السماح لها بدخول عيادة الباطنية وامثال هذه الحالات كثيرة وبعودة لحالات الاسهالات فخلال ربع ساعة من وصول الصحافة الي عيادات الباطنية بمستشفي امدرمان تم رصد اكثر من خمس حالات تعاني من الاسهال الحاد المصحوب بالقئ. تقول عواطف الصديق تسكن الحارة العاشرة بأم بدة جاءت برفقة ابنها ذي السبعة عشر ربيعا الذي يعاني من اسهال حاد منذ امس الاول حيث شكت والدته من الاهمال الشديد داخل المستشفي واصفة واقع الحال بالمزري مضيفة : ( اذا لم تكن لديك واسطة لن تجد الرعاية )، مشيرة الي ان الطبيب قد اوصى لابنها بدرب ولولا وجود الواسطة لما استطاعت ان تجد نقالة لاعطائه الدرب المقرر له وناشدت عواطف الجهات ذات الصلة بالمستشفي الالتفات لمعانات المرضي وعند سؤالي عن اسباب المرض اوضحت انها لا تدري حتي الان السبب لكن يعاني سكان منطقتهم من الباعوض والذباب الي جانب وجود مياه راكدة في بعض الاحياء السكنية واشارت الى انتشار الذباب الذي خلفته المياه الراكدة ربما يكون سببا مباشرا لزيادة معدلات الاصابة بالاسهال في بعض احياء امدرمان. تركنا عواطف تشرف علي متابعة حالة ابنها بنفسها لعدم وجود ممرضة في الصالة التي يجلس بها واتجهنا صوب احدي المريضات اسمها عائشة تحدثت قائلة انها تعاني من الاسهال الحاد والقئ وكشفت عائشة القادمة من منطقة امبدة السبيل وتجلس مع مرافقها في انتظار الدرب المقرر لها وابانت عائشة التي اصرت علي الحديث رغم اعيائها قائلة ان سبب مرضها هي جيوش الذباب التي احتلت منطقتهم بصورة ملفتة للعيان مطالبة المحلية برش المنطقة بالمبيدات نتيجة للذباب والبعوض الذي كاد يفتك بهم. اما فاطمة محمد التي قدمت مرافقة لزوجها للمستشفي بغية الحصول علي علاج للاسهال فاطمة التي تسكن منطة بانت شكت للصحافة من التدهور البيئي في المنطقة. مشيرة الي ان مياه الشرب لديهم غير صالحة وان سكان منطقتهم يقومون بغليها علي النار خوفا من تفشي الاسهالات وعند اخبارهم السلطات المعنية لم تعرهم ادني اهتمام مضيفة انهم لا يدرون ماذا يفعلون لمعالجة تلوث المياه، مطالبين الجهات ذات الصلة بالالتفات الي الامر حتي لا تتزايد حالات الاصابة في المنطقة، وعزا عدد من سكان منطقة امدرمان اسباب الاسهالات لمياه الشرب التي يشربونها وطالبوا الجهات ذات الصلة بتوفير المياه الصالحة للشرب، وذلك عن طريق تعقيمها وتجفيف البرك من المياه والذباب حتي لايرتفع معدل الاصابات بالاسهالات0 هذا هو حال سكان امدرمان يحتاج الي الانتقال لغرفة العناية المكثفة من كل الجهات ذات الصلة بالامر هل يجدون مغيثا ام سيموتون والمحليات لا تبالي بحالهم .