من أكثر ما أصاب الناس في زماننا هذا انحياز الناس لمناطقهم و قبائلهم ، و ليس في هذا الأمر عيب اذا كان هذا الانحياز و التعصب يصب لمصلحة الناس و خيرهم ... و لكن اذا اخذت المسألة منحىً ضارا و بعيدا عن الطريق القويم فهذا هو الأمر المحزن حقا . سمعت مؤخرا أن أهلنا في الهلالية ثاروا ضد انضمام كليتهم لجامعة البطانة و قال لي أخي الكريم الدكتور الأمين دفع الله إن هذه الكلية قديمة و نشأت قبل فكرة جامعة البطانة و لا أشك في ان الذى قاله هو الحقيقة ، و لكن المصيبة أننا بهذا نكون غرقنا في شبر ماء و استغرقتنا مشكلة طفيفة سوف تنسينا الهدف الأسمى و هو أننا نريد جامعة في الهلالية و جامعة في رفاعة تتوزع الكليات فيهما على كافة مدن شرق الجزيرة ذات الكثافة السكانية العالية والتي هي أكثر المناطق تضررا من نزوح أهلها للعاصمة بحثا عن التعليم و عن الصحة و عن كافة سبل الحياة الكريمة . و قد كنت اعترضت من قبل على تسمية المنطقة المحازية للنيل الأزرق بالبطانة ، و قلت إن البطانة هي منطقة معروفة بحدودها و مواصفاتها و هذا أمر لا يحتاج الى درس عصر !!! و بالرغم من زعل أهلنا السناب على هذا القول لكنني أصر على أن تمسكهم باسم بطانة البحر قد أفقد البطانة الأصلية معناها و أضاع عليها فرص التطور و التقدم في زمان أصبح كل يغني على ليلاه و يطلب الخير لأهله و عشيرته !!!! اذن لابد من تسجيل الاعتراض ثانيا و ثالثا على اسم البطانة للمناطق المتاخمة للنيل الأزرق ثم تبعا لذلك تسجيل الاعتراض على اسم جامعة البطانة و اذا كان الأمر يقاس بالعقل و التدبر فان الجامعة يجب أن تسمى جامعة رفاعة عرفانا بفضل رفاعة في العلم و سبقها ، و لا يجب أن يثير هذا الأمر حساسية بين رفاعة و الهلالية و الجنيد و ودراوة و كافة أهل المنطقة لأننا يجب أن نكون يدا واحدة للوصول الى ما هو أحسن و تجويده ثم المطالبة بالمزيد . إن المنطقة بكاملها لازالت ترزح في الجهل و التخلف و أصبح هناك مستفيدون من هذا الجهل و من هذا التخلف . ان الديمقراطية لا تتم ممارستها على مستويات الحكم العليا فحسب و لكن يتعلمها الأبناء من الاتحادات الطلابية و الزراعية و المهنية و من أراد أن يعرف حالة منطقة شرق الجزيرة و بطانة البحر فعليه أن يعرف أن عبدالرحمن أحمد حسب الرسول و ثلته ناس فضل المرجي لازالوا يجثمون على اتحاد مزارعي الجنيد ثلاثة و ثلاثين عاما و أكثر !!!!!! و نحن لا نشك في الفضل و في السبق و لكن نشجب حب الذات و التسلط و عدم افساح المجال للشباب و تدريبهم و تأهيلهم للقيادة و الريادة ... أخي العزيز الشريف أحمد عمر بدر .. للأسف الشديد أنت تتحمل وزر كل هذا الذى يجرى و عليك أن تعلم أن الناس في شرق البطانة يريدون جامعة في رفاعة و جامعة في الهلالية و جامعة في وسط البطانة الحقيقية ، و انت متدرع ليك مصائب لاقبل لك بها كلها في سودانير و في مشروع الجزيرة و في غيرهما ، و الطائرات التي حملت نائب رئيس الجمهورية الى مشروع الحزيرة يجب أن تحمل السلطة كلها لترى هذا الذى يدور في شرق الجزيرة... الناس في كل مكان يتقدمون ، ولكن في وسط الجزيرة بشرقها يتأخرون ... أعيتهم الحيل و قتلهم الجهل و ركبت فوقهم عشرات السنين قيادات بالية ميتة فقدت القدرة على التطور ، فهل من مجيب ؟؟؟؟؟ اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .