« اتمني ان نتجاوز المخاض الوطني العسير ويكون حمل الانفصال حملا كاذبا» ، امنية الدكتور الفنان عبدالكريم الكابلي التي ارسلها في ثنايا اعتذاره الانيق عن حضور الليلة التي اقامها المنبر الوحدوي السوداني كفاتحة لاعماله اختار لها رمزية اخري هي رمزية المكان «دار الخريجين امدرمان » وشعار فلنلتف حول العلم حتي لا نتباكي علي الوطن امس الاول ، ووسط حضور لعدد كبير من رموز الوطن الثقافية والسياسية قدمهم رئيس الوزراء الاسبق الجزولي دفع الله ومرشحة الرئاسة في الانتخابات البروفيسور فاطمة عبد المحمود ونائب رئيس حزب سانو تريزا سيرسيو والامين العام لاحزاب الوحدة الوطنية الامين عبد القادر والفنان ابراهيم خوجلي والشاعر الجزولي دفع الله والشاعر مدني النخلي والفنانة حواء الطقطاقة. الاحتفالية التي بدأت بعد العشاء تحدثت بلغة واحدة هي لغة الوطن الذي جذب فيه الماضي الحاضر من اجل رسم خطوط المستقبل تريزا سيرسيو بدت واثقة من الوحدة وهي تقول عادة سودانية قديمة انهم يختلفون من اجل ان يتفقوا في اخر المراحل ، لم ينته حديث تريزا ليضيف عليه الاب فرج ثاوث حديثا جديدا ان زمن المعجزات سيأتي بالوحدة بالرغم من صعوبة السير في هذا الطريق الوعر . الصعوبة بدت اكثر سهولة من خلال الاعمال التي قدمت علي المسرح فصعد الي الخشبة مدني النخلي تسبقه كلماته «لملمي توب العز واتضاري توب القسمة الما محتشمة لا هو خيارك لا هو خياري كيف نتفاصل دام النيل الواحد راوينا وجاري »، لتحتل المسرح بعده فرقة محمد طويلة للفنون الشعبية من مركز شباب امدرمان وعلي انغام «انحنا ما دائرين مشاكل وكيف نقبل بالانفصال نحنا دائرين تكاتف جنوبي مع الشمال»، ليختم الروعة ابراهيم خوجلي وهو يترنم بانا سوداني الانشودة التي جعلت حواء الطقطاقة تتوكأ علي ايام التاريخ الجميل وتجر معها شريط الاستقلال بثوبها المرسوم علما وتحتضن لاوي ندي بت شول الدينكاوية والفنانة التي لم تكن ترتدي في تلك الليلة سوى ثوب الوطن الواحد المجرجر من حلفا لنمولي ومن طوكر للجنينة.