٭ يخال لكثير من المتحدثين بالعربية انّ الفاظ العربية القديمة قد ضاعت من الخطاب العام، ولكن حقيقة الامر فإنّ كثيرا من الالفاظ قد ضاعت من الفصحى وتستخدم بعفوية على ما جرت العادة من العامية ومنها ما هو ثابت كثيرا على الألسن النسائية.. ٭ كنت اندهش عند سماعي لامرأة وهي منزعجة من امر ما فتقول على لسانها العامي «سجمي» والسّجم والسدم هما الحُزن، وتقول النساء «أبري يا يمة»... وأبري اي ابتعد ، وتبرى - تبعدين.. قال طرفة بن العبد البكري... جمالية وجناء تردى كأنها ٭٭ سفنجة تبري لأذعر أربد وهو يصف ناقته التي شبهها بالنعامة التي «تبري» اي تبتعد عن الذكر المتساقط الريش رمادي اللون، ومن المدهش حقا ايضا ان تذكر النساء عندما ينزعجن من امر فيصحن «كُر عليّ» وهو لفظ استنجاد من الكر والفر على قول امرئ القيس - (مكرٍّ مفرٍّ) وفي ذلك اقوال اخرى... ٭ الذين يعيشون في الارياف يتذاكرون كلمات لا تنتشر في المدن، وقد فوجئت ذات مرة بأحد الرعاة مخاطبا رفيقه واصفا احد مشتري البهائم بأنه «حرَن» فسألته ماذا تعني عندكم؟! - فقال انها تعني انه تراجع عن رغبة الشراء - وحرن كلمة فُصحى تطلق على الدابة غير المطيعة وهي دابة - مثل الفرس «حرون» وقد سألت ذات مرة سمسارا ان كان عنده رأسمال فرد: «رأسمالي هو الحنك»..! اي يعتمد على حجّة لسانه الذي بالحنّك ومنها الحنكة والرّجل المحنّك - قال عنترة بن شداد العبسي : - وسائلي الرمحَ عنّي هل طعنت به ٭٭ إلا المدرع بين النحر والحنّك «وسمسار ايضا لغة فصحى».. ٭ يستخدم المتعاملون بالحدادة - تسنين - السكين وهي من السّنان كما قال عنترة.. - ومن لم يعش متعزّزاًبسنانه ٭٭ ليموت موت الذلّ بين المعشر - ولكن عموم الألسن تقول: «مهذب» وهو السيف لدى المتنبي - ومنه أخذت كما أخذت «المثقف».. ٭ قال ابو الطيب المتنبي: - ومهذبٍ أمر المنايا فيهم ٭٭ فأطعنه في طاعة الرَّحمان إنّ السيوف مع الذين قلوبهم ٭٭ كقلوبهنّ اذا التقى الجمعان - في استخدام العامة الكثير مما هو مجهولٌ حتى من استخدام الفصحى المتداولة ومن ذلك ما يقالُ عن الشخص غير المبالي «بالفايق» والفياقة هي الرّاحة ما بين السّمي والولي من المطر - وعند البادية الهودج الذي على متن الناقة لحماية النساء والهودج - وكذلك بالحاء - وكلاهما صحيح، وفيها الخدر - قال طرفة بن العبد: - كأنّ حودج المالكية غدوةً ٭٭ خلايا سفينٍ للنواصف من دد وطرفة الذي اوشك ان يكون سودانياً بذكره كلمة زول بمعنى الشخص، قديماً في شعره - - وجاملٍ خَوَّع من نيبه ٭٭ زجرُ المعلاّ أصُلاً والسفيح، - موضوعُها زولٌ ومرفوعُها ٭٭ كمرٍّ صوبٍ لجبٍ وسط ريح.. والحديث يطول....