قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر أمس، انه يجب على جنوب السودان ان يتبنى الديمقراطية اذا كان يريد ان ينجح كدولة جديدة. وأكد كارتر الذي يرأس أكبر بعثة مراقبة دولية لرويترز، ان الجنوبيين سيواجهون خيبة أمل عندما تتبدد نشوة الاستقلال وتظهر الحقائق الصعبة لبناء دولة من الصفر، وقال «لا أعتقد ان عملية المصالحة (بين الجنوب والشمال) يمكن ان تستمر ما لم يكن هناك دافع قوي في الجنوب نحو الديمقراطية.»،وأضاف «وهذا سيحتاج الى تحقيق الوعود التي قطعت بشأن دستور جديد ثم اجراء انتخابات نزيهة وحرة في أفضل اطار للمبادئ الديمقراطية،ورأى انه «اذا كان هناك تحرك نحو حكم الفرد المطلق والهيمنة والحرمان من حقوق الانسان ،فان هذا سيكون كارثة.» وقال كارتر ان «الجنوب لديه توقعات كبيرة لن تتحقق جميعها، رفاهية اقتصادية شبه فورية وتعليم ورعاية صحية، ولذلك سيكون هناك قدر كبير من خيبة الامل.» ورأى ان «الشمال قبل ذلك على مضض لكن بهدوء كبديل للصراع والحرب.» لكن كارتر الذي يقوم بزيارات للسودان منذ نحو 25 عاما قال انه فوجيء بقوة الرأي العام نحو الانفصال في الجنوب،واوضح ان فقدان جون قرنق الذي لقى حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر بعد ثلاثة اسابيع من توليه منصبه كنائب لرئيس البلاد مقترنا بتقاعس الشمال عن اقتسام مواردها أذكى المشاعر نحو الانفصال. واضاف «لو كانت الامور سارت على نحو مختلف مع بقاء جون قرنق في السلطة واقتسام الثروة القومية على نحو كاف لكان الجنوب واجه استفتاء تقاربت فيه نسبة المؤيدين والمعارضين للاستقلال.»