٭ في مذكراته وبعد ان تولى وزارة الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية، تحدث الرائد معاش زين العابدين بإسهاب عن ما قامت به هذه الوزارة في تنظيم الشباب وتفجير طاقاتهم، وتحدث عن انقلاب حسن حسين، وعن انقلاب محمد نور سعد أو الغزو الليبي، وتحدث عن مايو وقضية الوحدة العربية.. وفي الجزء الخامس عشر كتب تحت عنوان القذافي كما عرفته الآتي:- ٭ القى الرئيس الليبي معمر القذافي بكل ثقله وراء محاولة المعارضة غزو السودان عام 6791. والقذافي رجل مزاجي متقلب التفكير كان يثق ثقة مطلقة في الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وعندما انتقل الى رحمة الله وجد الملاذ في جعفر نميري.. ولكن حين اتجهت مايو منذ عام 1791 للتركيز على قضايا الوحدة الوطنية ومعالجة مشكلة الجنوب والانصراف عن قضية الوحدة العربية، انقلب عليها القذافي ووضعها في خانة الاعداء الى ان توج حملته عليها بغزو السودان عام 6791م. ٭ ويعتقد القذافي من (أجل مصلحة الشعب الليبي) صرف بلايين الدولارات على النهر الصناعي دون فائدة تذكر، وكان يفكر في تحويل فرع النيل الى ليبيا، وقد ذكر المهندس مرتضى احمد ابراهيم ذلك في مذكراته.« المهندس مرتضى احمد ابراهيم وزير الري في اول حكومة لثورة مايو» قد نشر مذكراته في كتاب بعنوان ( الوزير المتمرد)، وقال ان نميري طرح عليه فكرة القذافي. ٭ ومن طرائفه انه اقترح على عضو مجلس الثورة الليبي ووزير دفاعه المقدم ابوبكر يونس، ان يتزوج شقيقة الرائد مأمون عوض ابو زيد عضو مجلس قيادة الثورة السوداني توثيقاً للعلاقات بين البلدين. ٭ وبالفعل جاء ابوبكر يونس وفاتحني في موضوع زواجه ونقلت رغبته للاخ مأمون لكن عمنا عوض ابو زيد - رحمه الله- رفض وبشدة ان يزوج ابنته للمقدم ابوبكر. ٭ وحين اعطانا القذافي سبعة ملايين دولار لنعالج بها أزمات طارئة كنا نظن انها منحة ولكنه حين اختلفنا عاد يطالبنا بها فنظمنا حملة لجمع المال الذي اسميناه (مال الكرامة). ٭ ليس لدى القذافي انصاف حلول فهو اما معك أو ضدك، وكان كثيراً ما يتدخل في شؤوننا الداخلية ويستدعي سفيرنا في طرابلس ليوجهه الى هذا او ذاك.. وهو وياسر عرفات لمن لا يعرفون هذه الحقيقة عندما كان عرفات يأتي لحضور اجتماعات دول الميثاق في القاهرة أو الخرطوم أو ليبيا أو دمشق، كان بمجرد دخول القادة الجلسة يقول (نادوا هذا يتصور ويروح). ٭ وهو يحب الابهة يذهب لكوبا بحرس من البنات ويعسكر في مضارب الصحراء يدعو اليها ضيوفه ويتصرف كأنه طفل. ٭ وقد حاول ان يكرر تجربتنا بحذافيرها واذكر انه قال لي خلال زيارتي لليبيا في احدى المرات.. خذ معك الرائد عوض حمزة عضو مجلس قيادة الثورة الليبي ليتعلم تجربة الرقيب العام ( كنت وقتها الرقيب العام) وبالفعل جاء معي عوض حمزة الى الخرطوم وجلس بمكتبي اسبوعاً كاملاً وكان يؤشر على الملفات. ٭ والقذافي رجل بخيل على عكس رجل مثل الرئيس اليمني وقتها العقيد ابراهيم الحمدي الذي قال حين لاحت تباشير لاكتشاف النفط في كل من اليمن والسودان انه سيتقاسم معنا نفط بلاده اذا ظهر اولاً، ونتقاسم معه نفط السودان اذا كان السابق في الانتاج. ٭ لقد جمعتنا بالقذافي أجمل العلاقات في سني الثورة الاولى، وفي عام 6791 حاول اغتيالنا جميعاً. اواصل مع تحياتي وشكري