قبل ان يرتد طرف المتابعين لمباراة المريخ والأمل العطبراوي السبت الماضي إليهم فارق نجمه المحبوب اندوراس إيدارهور الفانية وانتقلت روحه إلى بارئها وهو في الملعب منضما ليخلد برحيله اسمه ضمن منظومة الذين فاضت أرواحهم على النجيل الأخضر على قلة حدوث تلك المصائب والبلايا التي يمتحن فيها الناس والوسط الرياضي على وجه الخصوص. ولعل أخطر ما في تلك الفجائع وهولها مقدار المفاجأة فيها التي يزيد في تغلغلها في النفوس أن اللاعب يفارق الحياة وهو في قمة عنفوان حيويته ما يجعل الكل غير متأهب أو مجرد متصور لمفرقته الحياة بالرغم من إيمان الكل الراسخ ان الموت حق وأن الإنسان لايدري اين وكيف أو على أية هيئة يموت . لذا تجيء ردة الفعل في كثير من الأحيان عنيفة تتجسد فيها معاني الرفض المبطن لمشيئة الخالق فينا فتلطم الخدود وتشق الجيوب ويكثر النواح ويتعالى الصياح ولكنه سرعان وما يثوب الكل لصوابه ويعلم أنه لا جدوى من الانفاعل وردود الأفعال في لحظة الفاجعة التي تورث في كثير من الأحيان ما لا يحمد عقباه ولعل من نعم الخالق علينا أن السيطرة على النفوس لم ينفلت قيادها من بين ايدي أهل المريخ الذين لو انساقوا لهزة المصيبة لحدث ما لا يحمد عقباه في حقهم وحق منازليهم من إخوانهم في الأمل عطبرة. لذا على الجميع التاسمي فوق الجراح وأن تترك العويل والنواح وإمعان النظر فيما هو آت وأن تكرس كل الجهود من أجل الوفاء لإيداهور الذي لطالما سودت بيض الصحائف الأحبار عن محاسنه التي لا تخفى على عين متابع إلا من به رمد بأن تتابع الجهود لمواصلة المسيرة وإحراز ألقاب البطولات المحلية والإقليمية وإهدائها إلى روح الفقيد. وعلى الجميع أن يعي تماما أن مسيرة الحياة والمريخ لن تتوقف لموت أحد مهما كبر وعلا شأنه وليس في هذا أدنى تقليل في مقدرات وقامة الفتى الأبنوسي الذي انسرب من بين أناملنا دون سابق إنذار . كما ينبغي علينا ألا نفوت رحيل المبدع إيداهور وأن نتخذه فرصة لمراجعة كثير من القضايا العالقة والمنسية في مجال كرة القدم على رأسها إصابات الملاعب ومدى تهيؤنا لمقبلتها والتعاطي معها وهل ما نقدمه من إسعاف داخل الملاعب يفي بالقدر الكافي الذي يمكن من إنقاذ لاعبينا من قبضة الموت إن جاز التعبير بتقديم أقصى الإسعافات الممكنة قبل وصوله إلى اقرب مشفى، وهل مثلا عربة الإسعاف التي تم نقل الراحل إيداهور بها إلى المستشفى تحتوي على جهاز تنفس صناعي أم أنها مجرد صندوق او حاوية لا تقدم ولا تؤخر في إنقاذ أو إسعاف المصابين كما أنه لابد من فتح ملف التأمين على حياة اللاعبين كما يحدث في كثير من دول العالم ولتتعامل أنديتنا واتحادنا العام مع تلك القضية بكثير من الجدية وأن ينهض الاتحاد لا سيما في مجال التحكيم بفرض القوانين وتطبيقها على الجميع دون فرز وألا يتهاون في إنزال أقسى العقوبات على المخالفين . ختاما أتمنى أن يتغلب الوسط الرياضي والمريخي على وجه الخصوص على تلك المحنة وأن تعود مياه الحياة إلى طبيعتها بأروقة النادي في اقرب فرصة، فيقيني التام أن ايداهور سيكون باقيا وخالدا في ذاكرة المجتمع المريخي ما جرى في جوانحها ماء الحياة وأرجو أن يعتني مجلس المريخ باسرة الراحل كما عودنا دوما المريخ وأهله على الوقوف الصلب في المواقف الصعبة .