في زيارته لمناطق المناصير وجد والي ولاية نهر النيل نفسه في موقف صعب وهو يحاول العبور بين منطقتي جزيرة شيري والطوينة وهي المناطق التي تتبع للمناصير من الذين اختاروا خيار البقاء المحلي بعد قيام سد مروي بشعارهم «حقنا كاش وخيارنا محلي» فبعد ان صعد الوالي والوفد المرافق له للبنطون من اجل العبور الي الضفة الاخري من النهر واستقر في مكانه ابت ماكينته ان تدور وانتظر الجميع سائق المعدية العاملة في هذا الخط من اجل اصلاح العطب، ولكن باءت كل محاولاته بالفشل الذريع ليجد الجميع انفسهم في محاولة البحث عن بديل اخر يعبر بالفريق شرطة الهادي عبدالله الي الضفة الاخري، ولم يكن من سبيل سوي العبور بالمركب الصغيرة حيث تعود السكان المحليون العبور بها خصوصا بعد ان توفر عدد كبير منها يعمل بالماكينات، قال محدثي وهو احد المقيمين هناك ومن ملاك المراكب انهم تحصلوا علي عدد كبير منها بعد حصولهم علي جزء من حقهم في تعويضات السد، واضاف ساخرا «كل المكنات المدورة دي كانت قبل فترة نخلا قائما في نص البلد قبال الفيضان» ، واضاف سبحان مغير الاحوال من حال وهو نفس التغيير الذي فرض علي الوالي استخدام هذه المركب في الطريق لاكمال جولته بالولاية ولم يكن الوالي وحده فكل الوزراء المرافقين له عبروا بمراكب شبيهة لها وسط تخوف البعض من مآلات مثل هذه التجربة التي انتهت بسلام وببعض الخسائر لبعض الوزراء الذين غاصت اقدامهم في الوحل بعد ان خدعتهم تلال الرمل وظنوا ان الطريق سالك ولكن هيهات مما جعلهم يقفون بعض اللحظات علي ضفة النيل من اجل غسل بقايا الطين واخفائه قبل وصولهم للمحطة القادمة ،اللطيف في الامر ان الوالي هبط من البنطون مباشرة الي داخل المركب وهو ما يعني في حسابات اهل المنطقة هبوط درجة ولم يكن وحده في المركب وانما رافقه وفد الحماية الامنية من رجال الشرطة والامن ولكن بقي رجل المرور من اجل اللحاق به في مركب اخري لعدم الحاجة له في هذه الرحلة باعتبار ان الطريق سالك ولا يحتاج لسارينا من اجل افراغ الشارع من الزحمة بالرغم ان الزحمة كانت واضحة والبحر يحمل في داخله في لحظة واحدة عددا من المراكب وفي جوفها كل حكومة ولاية نهر النيل في سبيل مواصلة رحلة التواصل مع المواطنين وهو التواصل الذي افترض عليه ركوب المركب بكل ما تحتوي عليه العملية من مخاطر ولكنها مخاطر يركب علي ظهرها الناس كل يوم وهم يتمنون ان لا تتكرر تجربة الوالي مرة اخري وهو ما يتطلب بدوره منه العمل علي انزال الرعية انفسهم من المراكب بايجاد آليات عبور جديدة.