اختتمت القمة العربية العادية السابعة والعشرون أمس أعمالها في العاصمة الموريتانية نواكشوط ، والتي استمرت ليوم واحد بمشاركة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وعدد من قادة ورؤساء الدول العربية. وطالب رئيس الجمهورية المشيرعمر البشير بموقف من الجامعة العربية مماثل لموقف الاتحاد الأفريقي ضد المحكمة الجنائية الدولية، التي قال إن ادعاءاتها ضد السودان لتشويه سمعته، وتنفيذ أجندة خاصة ليس لها أي علاقة بتنفيذ عدالة دولية. وأكد البشير، خلال كلمته أمام القمة صحة ما نشرته وسائل إعلام غربية بشأن تلقي رئيسة المحكمة الجنائية، سيلفيا فيرنانديز، رشى بملايين الدولارات من أجل توجيه اتهامات بارتكاب جرائم في ولايات دارفور. وجدَّد موقف السودان الدعم لفلسطين ولحكومة الوفاق الليبية واليمن، واشاد بدور الكويت في المصالحة اليمنية، مطالباً بضرورة إنشاء آلية لتنفيذ مبادرة الأمن الغذائي العربي المشترك، وكذلك التعاون العربي للقضاء على الإرهاب. وشدَّد على أن القضية الفلسطينية (ستظل قضية العرب المركزية)، لافتاً إلى أنه قرر فتح مرحلة جديدة من التعاون بين السودان وفلسطين لوضع العلاقات في إطارها الصحيح عبر توقيع اتفاقيات ثقافية وسياسية تدعم صمود الشعب الفلسطيني. وقال الرئيس إنه (لا يجب التعويل علي المبادرات الدولية في حل أزمة سوريا)، بسبب (تضارب المصالح).وأكد أهمية التحرك العربي في هذا الصدد لإيجاد حل سياسي للأزمة التي يعاني منها السوريون منذ أكثر من خمس سنوات. وعدَّ أن غياب ممثل عن سوريا عن القمة (يقلل من اهتمامنا بوجود حل للأزمة هناك). وقال البشير إن التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية تفرض على القادة العرب بذل المزيد من الجهود وتكثيف المشاورات ومراجعة آليات العمل العربي المشترك من أجل تحقيق تطلعات الشعب العربي. وأضاف أن هذه التحديات والمخاطر كادت تعصف بتطلعات وآمال العرب التي ظلوا يسعون لتحقيقها على مدى 70 عاماً. وأكد الرئيس أن العرب أكثر حاجة من أي وقت مضى لتفعيل دور الجامعة العربية، لتحقيق التعاون العربي المشترك لتأخذ زمام المبادرة، وتقود حواراً بناءً نحو وحدة الصف العربي. وأوضح أن هذه المراجعة تستدعي من الجميع تذكر القيم والمعاني، التي تأسست عليها جامعة الدول العربية، والتطلعات التاريخية للزعماء العرب من أجل العمل العربي الموحد. وطالب القادة في القمة التي أطلقوا عليها (قمة الأمل) المجتمع الدولي بالعمل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان السورية والاراضي اللبنانبة ورحب المؤتمرون، في هذا السياق، بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني، وفق إطار زمني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا القادة العرب الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية. وطالب القادة العرب الفرقاء في اليمن بتغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت. ورحب المؤتمرون بالتقدم المحرز على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية وإعادة بناء مؤسسات الدولة. وأعرب القادة العرب عن حرصهم على إرساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبؤ الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي ولفت القادة الانتباه إلى ضرورة صيانة وحدة الثقافة والتشبث باللغة العربية الفصحى رمز الهوية العربية والعمل على ترقيتها وتطويرها ، وأشار المجتمعون إلى تكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها والاسراع في تنفيذ مشاريع التكامل العربي القائمة وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية وإيجاد آليات لمساعدة الدول العربية الأقل نمواً وتأهيل اقتصاداتها، وأكد القادة العرب دعمهم لجهود الإغاثة الإنسانية العربية و تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات وجدد القادة الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي واخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة العربية أدت لاعتقاد البعض أن القضية الفلسطينية تراجعت في أولويات العرب بفعل الأزمات المتجددة وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في سياسة الاستيطان. وأشار ولد عبد العزيز إلى أن (القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك حتى يوجد حل عادل ودائم لها قائم على القرارات الدولية وعلى مقترحات المبادرة العربية).