المرأة هى نصف المجتمع، وهى الشريك الاكبر فى بناء الاسرة، ويقع على كاهلها عبء التربية بحسبان غياب الاب فى العمل طوال ساعات النهار. وفى الآونة الاخيرة ومع تصاعد فرص عمل المرأة تبعا للمتغيرات التي افضت الى حصول المرأة على أعلى الشهادات وتقلدها اسمى المناصب وانتشار التعليم، عطفا على الظروف الاقتصادية التي أجبرت الكثير من النساء على مبارحة محطة المنزل بحثا عن عمل يسهم في تقليل النفقات المتصاعدة يوما تلو الآخر، يبرز السؤال المهم وهو هل يؤثر عمل المرأة على تربية الاولاد ويهدد مستقبل الاسرة؟ وهل المرأة العاملة فعلا مؤثرة على الجو الاسرى؟وكيف يتعامل الزوج مع هذا الوضع؟ فهذه الاسئلة تحتاج الى وقفة ومراجعة وإجابات. «الصحافة» استنطقت عددا من المواطنين من كافة الشرائح. وفي البدء تحدث الينا محمد موسى صالح «موظف» وقال: اعتقد ان ربة المنزل انجح من المرأة العاملة. ويقول الله سبحانه وتعالى «هو الذى جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها»، لأن السكن فى هذه الآية يعنى الاقامة، والرجل يسكن الى زوجته لأن مكانها الاساسى البيت، ومن الصعب التوفيق بين العمل والاسرة. بينما تقول مروة عثمان «مهندسة»: من الناحية الدينية المرأة اولى بها بيتها وزوجها، لكن اذا تطلب الامر الى حد الحاجة او زيادة الدخل المادى ولتوفير احتياجات الاسرة، لا بد للخروج للعمل. وأشارت الى انه بالرغم من نجاح المرأة واحتلالها اعلى المناصب، لكن ذلك يأتي على حساب الاسرة، وغياب المرأة لساعات طويلة يؤثر على الاطفال خاصة فى الشهور الاولى، حيث يحتاج الطفل الى الرضاعة، وهي اكثر فترات تعلق الطفل بامه، واستنكرت مروة كيف تترك الام طفلها الى مربية ترعى طفلها، مؤكدة انها على صعيدها الشخصي تركت العمل تفرغا لتربية اطفالها. وقالت انتصار أحمد علي إن المرأة العاملة ليست فاشلة، بل ناجحة جدا في بيتها وتربية ابنائها، لكن البعض يصفها بالفاشلة لانها تحقق النجاح، مما اشاع كوامن الغيرة لدى الازواج الذين يتهمونها بالفشل والقصور. وتواصل انتصار حديثها مشيرة الى ان عمل المرأة يحقق لها ذاتها، وتكون لها وظيفة مضمونة اذا حدث لها انفصال او طلاق، فيكون ذلك سندا لها في تربية ابنائها. وتقول إقبال النور أحمد: يتوقف الامر على عمل المرأة ان كانت قادرة على التوفيق بين العمل والمنزل، ولان الزمن متغير وكذلك ظروف الحياة الصعبة، وبالتالى زادت الالتزامات، لذلك اتجهت المرأة الى العمل لزيادة الدخل، وبخصوص الاطفال توجد حلول كثيرة، منها قرب السكن من الاسرة الممتدة، او تأخذ اجازة لرعاية الطفل فى الشهور الاولى، لأن الطفل يحتاج الى الرعاية والحنان فى هذه الفترة، وبعد ذلك يلتحق الطفل بالحضانة والروضة. وتؤكد الباحثة الاجتماعية حنان الجاك، أن وعي المرأة ومهاراتها وقدرتها هو المعيار الحقيقى داخل الكيان الاسرى، وايضا تعتمد على القدرة الايجابية التى تتفاعل معها المرأة من خلال التوافق الروحى للعلاقة الزوجيه، ومن خلال القناعات الذاتية بينها وبين زوجها. وأشارت حنان الى انه توجد اوقات ينبغى ان تتوقف عندها المرأة، خاصة فى المراحل العمرية لأنها البدايات التى تشكل ملامح الشخصية وينبغى ألا تترك المسؤولية على المربية او دور الحضانة لانها تفتقد الى الميزات التى تشبع الحاجة الاساسية الحقيقية للاطفال، خاصة فى هذه المرحلة العمرية واضافت حنان: توجد بعض الأسر تتعرض الى هزات على مستوى السلوك والتنشئة الاجتماعية لاهتمامها بالعمل لتوفير احتياجات الاسرة المادية، لكنها تسقط البعد التربوى، وبالتالى يحدث الانفصال والتباعد، والمتضرر هم الأطفال.