٭ في الثامن من مارس وقف العالم كله مع المرأة في يومها العالمي الذي جعلته الاممالمتحدة هذا العام تحت شعار: «المساواة في الحقوق.. تكافؤ الفرص.. تقدم للجميع» وفي الحادي والعشرين من مارس يصادف عيد الام.. واليوم ومن خلال هذه المساحة المحدودة اقدم لكم كلمات قالتها صديقة عزيزة في حفل وداع لها تم في مدينة الرياض بعد ان فرغت من مهمتها في نشر العلم والتوعية.. ٭ الاخت العزيزة عائشة موسى السعيد.. اعتز بمعرفتها وزمالتها في ساحة العمل الوطني.. من خلال رفقة نادرة وطيبة في مجلة «صوت المرأة» وفي الاتحاد النسائي السوداني في منتصف ستينيات القرن الماضي. ٭ والعزيزة عائشة هي ارملة الشاعر العميق الذي جعل هوية السودان تميمة حرسته من الاستلاب وعمقت صلاته بوطن المعزة والعز. وعائشة اكملت رسالته في دنيا التنوير ورعت ولديهما وبنتيهما خير رعاية.. قصيدة عائشة التي الغتها في حفل الوداع لم تكن سيرة ذاتية لامرأة عادية على مشارف الستين.. بل جاءت سيرة ذاتية لامرأة غير عادية. ٭ السيرة الذاتية لامرأة عادية على مشارف الستين: احكي لكن اليوم يا اخواتي.. ويا بناتي بسبب التقاعد السيرة الذاتية لامرأة عادية على مشارف الحرية ٭٭ اسماني والداي تيمنا بجدتي عايشة الشريفية سافرت ذات يوم من قلب كردفان عروس الرمال اروم العلم في ثانوي ام درمان وسارت الامور مثلما تمنى والداى ابي الكريم.. معلم بعلمه سخي وامي نصرة وامها بنت الامير رحمة ود محمد قائد المسبعات فارس عتى وكنت واحدة من عشرة اخوة واخوات جميعنا شرار اطولنا قصار ٭٭ جئنا الى الخرطوم عاصمة البلاد بداية الصراع في الحياة فقبل ان يطيب العيش فيها والامان ودعنا اخي الصغير.. «حمدي».. طفل جميل ضاحك القسمات وكان اليوم اربعاء ٭٭ دارت السنين اربعا من الدورات وما نسى ابي ذلك الطفل الذي ودعه مبكراً وفات تاركا وراءه ما لم تراه دارنا من قبل من الدموع والعبرات وذات اربعاء ثانية توشح الأستاذ قفطانه البهي ثم مات مات ابي كأنه ذاك الشهاب مارقا بومضة سريعة انارت الدجى ثم غاب ٭٭٭ ومن هنا احكي لكنّ عظمة النساء امي.. ولم تنل من العلوم غير ذاك العلم النافع العظيم تجلدت بالصبر تعلمته من ليالي الذكر والتقى في بيتنا القديم ذاك الكتاب يتلوه جدها.. ثم ابنه.. ثم ابي بصوته الشجي وكل من بالدار يردد الآيات ولا ننام الا وياسين تجلجل مشرعة كالطود ضد الخوف والسقوط والقنوط تدعو الى الثبات ٭٭ امي وام كل دار اتذكرن يا بنات امكن؟ تركناها وحيدة في دارها.. في قبرها.. تركناها اين؟ فلنطلب الرحمة لها ولنطلب الرحمة لهن ولنطلب الرحمة لنا وللجميع قبلنا وبعدنا ٭٭ ولاختصر تركت امي مثلما تركناهن جميعا وضربت في ارض الضباب مزيدا من العلم لكي ينمو النبات وعدت بالزوج وبالوضاح واعقبته اخته شيراز ثم محمدا وريل وكان زوجي يا اخوات زين الشباب والرجال لكنه كما ابي عاف الحياة باكرا وفي ليلة لاربعاء.. تلألأ في السماء نجمه كالشمس اضاء ثم غاب كما ابي لا تعمر طويلا تلك الشهب جاءتني فاطمة تحمل لي بشارة قومي معي يا عائشة ففي الرياض اكون لك الرفيقة ونرعى معا الاولاد والبنات وتحت إلحاح شديد من كل الجهات جئنا الى الرياض حولي من الايتام اربع نجر خلفنا حزن كبير ٭٭ الله ما اكرمك يا الله قوبلنا كما يقابل الابطال سمر من السودان وسمراوات واستأنس الاولاد والبنات فما خلت داري من التسليم والترحاب وما نسينا انما اكرمنا رب العباد سارت بنا الايام وفاطمة برت لنا بوعدها وحولها سرب من الاخوات والاحباب وفي غفلة من الزمان توالت النجوم حولنا تتابع الوميض والغياب جميعهم في عنفوان نضرة الورود زين النساء والرجال والصبايا والشباب لعلها ضريبة الحياة قد قايضتنا برهة بمن مضوا بلا اياب ما اغلاه الثمن ما ابشع الزمن لكننا نرضى بحكم الله لا غبن نطلب الرحمة لهم جميعا فها نحن والنجاح حولنا والمكان صاخب بالاهل والابناء والاحباب وها انا اجرجر السنين مثقلة فعدها قد جاوز الستين ولا يهمني سوى النجاح للبنات والبنين ارفع الدعاء عن يسار وعن يمين ان يجعل الاله رب العالمين ختامنا مسكا ولا تذل او نذل ولا تضل او نضل المرأة العادية وقد اكملت حياتها القسرية وها هي تعيش في حرية سوية عائشة موسى السعيد 5002 في حفل وداعها من اسرة سكن جامعة الملك سعود.. الرياض عن سودانيز اون لاين ٭ فاطمة القاسم شداد