اكد البرلمان امس، ان سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية تجاه السودان، ترتبت عليها اضرار (جسيمة وبالغة الخطورة)، لاسيما الحظر الاقتصادي، واعلن انه يدرس مشروع قرار يحدد سياسة البلاد الخارجية تجاه واشنطن، وشدد على إعمال مبدأ المعاملة بالمثل في الفترة المقبلة. وطالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، مهدي ابراهيم، في تقرير لجنته امام المجلس الوطني امس، باعادة النظر في العلاقات مع الكونغرس الاميركي والادارة الاميركية، ومراجعة الوقائع والسياسات كافة التي اتخذتها واشنطن تجاه السودان، واضاف ان الكونغرس ظل يمارس افعالا عدائية تجاه السودان ويهيئ المسرح الاميركي لعداء واسع، وقال: إن هذه المؤسسة مختطفة ولا تمثل الشعب الاميركي. وكشف ابراهيم ان الكونغرس عقد اجتماعا يوم 16 يونيو الحالي بقيادة لجنة فرعية معنية بالشأن الافريقي، وقال ان الموضوع محل النقاش تركز حول جمهورية جنوب السودان الوليدة، برئاسة كرايس اثميث، واضاف ان الموضوع تحول جله الى الحديث حول شمال السودان وما يجري في ابيي وجنوب كردفان. واضاف ان اللجنة اعتبرت ان ما يجري في منطقة ابيي يعد احتلالا عسكريا من قبل القوات المسلحة، وان ما يجري بجنوب كردفان يعتبر محاولة من محاولات الابادة الجماعية. ودعا ابراهيم الحكومة ووزارة الخارجية، لاعادة النظر في سياساتها وفي مناهج تعاملها مع واشنطن التي ظلت تمارس الظلم ومصادرة القرار السياسي من الدول. واقر ابراهيم، بان انهيار قطاعي الطيران والسكة حديد تم بسبب العقوبات الاميركية، وقال ان واشنطن لم تقف على الشركات الاميركية فحسب وانما فرضت ضغوطا على شركة ايرباص الاوروبية لعدم بيع قطع الغيار للسودان. من جهته شدد النائب البرلماني، مصطفى عثمان اسماعيل، على اعمال مبدأ المعاملة بالمثل مع واشنطن وقال «نحن لن نقبل بالدنية»، واعتبر ان دعوة اللجنة الفرعية بالكونغرس لفرض مزيد من العقوبات لن تكون الاولى او الاخيرة. واضاف اسماعيل ان سياسة اميركا الخارجية تجاه السودان، اتسمت بالعداء وعدم الوفاء بالعهود والنكوص، وقال: إنها تحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وقال: إنها ظلت تمارس (النفاق) تارة باسم الديمقراطية، واخرى باسم حقوق الانسان. ورأى النائب، الفريق اول صلاح عبدالله «قوش» انه يجب ان تسير العلاقات مع الولاياتالمتحدة في اتجاه متواز وليس متقاطعا، وشدد على اهمية معرفة «العدو» داخل اميركا وان يتم اختراق لمتخذي القرار، وقال ان الاذى الذي وقع على السودان جراء سياسة واشنطن «جد كبير». وقال قوش أن المؤسسة الأمنية الأمريكية تقف موقف الحياد في موضوع السودان وليست مساندة او مع الكونجرس في حملته ضد السودانوأضاف « نحن نعيش في واقع ونعلم حجم الضرر الأمريكي خاصة وأن الإدارة الأمريكية تؤثر على موضوع ديون السودان بالنسبة للدول الدائنة واغلبها ديون عربية وإسلامية»