نظمت جامعة المستقبل امس في منبرها الشهري للبيئة ندوة عن امدادات المياه العذبة وارجع وكيل وزارة الري السابق الدكتور أحمد محمد آدم لدى تقديمه ورقة عن تحديات إمداد وجودة المياه العذبة بالمناطق الحضرية الى الزيادة المضطردة في السكان لا سيما بالعاصمة القومية الخرطوم جراء ارتفاع معدلات الهجرة إليها من الريف وأصقاع الولايات نتيجة لقلة الموارد بجانب الظروف الطبيعية والسياسات الخاطئة علاوة على ضعف الميزانيات المفردة لتوفير المياه من قبل الحكومات التي سمتها عدم الاستقرار بجانب قلة رواتب العاملين وضعف تأهيلهم وقلة رفع مقدراتهم الأمر الذي قاد إلى عدم الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة في مجال صناعة مياه الشرب بالإضافة إلى زيادة نسبة معدلات الاطماء بالمحطات خاصة في فترتي الفيضان والدميرة الأمر الذي يتطلب مزيدا من المنقيات بجانب الشكوى المستمرة من ضعف استرداد كلفة الخدمة الذي لازمه ضعف وقلة البيانات، واعتبر آدم كثرة الاحتجاجات من قبل المواطنين دليلا على عدم الرضا عن الخدمة المقدمة. وأوضح وكيل وزارة الري السابق أن ثمة عوامل كثيرة تؤثر على استخدامات المياه على رأسها وسائل توصيلها التي سمتها الاهتراء والقدم بجانب الاستخدام غير المرشد من قبل المستهلكين بالإضافة للزيادة السكانية جراء الهجرة الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد لتوفير المياه للكتلة السكانية المتزايدة يوما إثر آخر بالإضافة لتأثير التنمية على القطاعات المختلفة صناعية أو زراعية بجانب دور المؤسسات التعليمية من معاهد وجامعات ووحدات التدريب علاوة على الكوارث الطبيعية والبشرية من فيضانات وجفاف وحروب وتلوث وفوق هذا عدم الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال إدارة المياه وضعف السياسات والخطط اللازمة ومدى القدرة على توفير التمويل. وأضاف آدم أن مشكلة توفير مياه الشرب لا سيما على مستوى العاصمة القومية الخرطوم ما زالت تشكل معضلة للمسؤولين بالرغم من التوسع الكبير في محطات توفير المياه على النيل وفروعه بجانب الآبار الارتوازية التي تتوافر مياهها على أعماق مختلفة الأمر الذي قاد إلى زيادة احتمالات اختلاطها بمياه الصرف الصحي «السايفون» بجانب دعوته إلى زيادة ميزانيات هيئات المياه بالعاصمة والمدن الولائية وخلص إلى أن هيئة المياه بالعاصمة تضطلع بمسؤوليات كبيرة لمقابلة الطلب المتزايد على المياه اخيرا فعمدت إلى إنشاء مشروعات كبيرة لتسهم في توفير مياه الشرب لسكان العاصمة ولفت إلى استخدامها للقطاع الخاص لتحصيل التعرفة غير أنه تحفظ على هذه الخطوة باستدراكه بمفردة لكن واعتبر أكبر التحديات التي تواجه هيئة المياه تتمثل في تناقص الميزانيات وتذبذبها من شهر إلى آخر ما قاد إلى ارتفاع الأصوات التي تجأر بالشكوى وطالب بإعادة هيكلة الهيئة وتحسين شروط الخدمة بها والعمل على تدريب العاملين ورفع قدراتهم مع ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في ظل الطلب المتزايد على المياه يوما إثر آخر ودعا للاهتمام بجودة ونوعية المياه عبر إحلال وتأهيل البنيات التحتية الحالية لا سيما في ما يلي شبكات وخطوط التوصيل.