قالت لي الميرم حرم السياسي المعتق محمد ابراهيم دريج: يا محمد عبده: دارفور دوخت المهدية.. فسرحت بخيالي الى ايام مضت كانت دارفور رأس الرمح في الدولة المهدية، وتعاملوا مع المهدي كرجل دين، ولكنهم قضوا كل سنوات المهدية «حرابة» على المهدي ومن بعده خليفته عبد الله لانهم ادركوا ان دارفور لا يمكن ان يتحكم فيها من ينتمي الى قبيلة صغيرة «التعايشة» التي ينتمي اليها وزير المالية الحالي علي محمود والوالي السابق.. ودارفور حديثة عهد بالسودان لم تبلغ مائة عام على انضمامها للسودان الحديث حيث الصقها السلطان علي دينار عام 6191م وياهو دا السودان «ملصق بالصمغ» كما قال الملك عقار.. واليوم يطل علينا كل صبح جديد بطل دارفوري يقول انا الدولة ناسياً ان القضية اصبحت ولوداً وليس لحركاتها حدود واستلهمت السلاطين والجدود. كان عهدنا بالتجاني السيسي قبل ظهوره على المسرح الدارفوري في اديس ابابا حيث كنا على مائدة عبد الله حمدوك رجل جنوب افريقيا القادم من المعهد الدولي للديمقراطية والانتخابات والذي انشأ فرعاً له في السودان «IDEA» انبطح به عطا البطحاني و«ما قامت ليهو قومة تاني» رغم اننا في مركز تنمية الديمقراطية اهل الجلد والرأس فكرة وسمرة.. كانت الجلسة محضورة وكان التجاني السيسي قادما لاديس ابابا بواسطة حمدوك الذي جعل منه موظفاً في ال «ECA» البعثة الاوربية لافريقيا وكان قد سبقه لها موظفا دولياً.. وفي الليلة ديك ظهر حلم السيسي الكبير عندما اصطحب معه توليه حكم دارفور الكبرى في عهد الصادق المهدي وابدى تطلعاً لمنصب رئيس الجمهورية وقال لن ارضى بغير هذا المنصب وتحدث باستخفاف عن قادة الحركات وانه مؤهل اكثر منهم علماً وحسبا ونسباً.. وحتى تلك اللحظة اعتبرنا الحديث احلام تكنقراط.. ولكن الكلام تجاوز الاحلام وتمت صناعة السيسي في اديس ابابا وتم تصديره للدوحة يصول ويجول في مفاوضات مع المفاوض المزمن والمدمن امين حسن عمر وخرجوا بمسرحية خرجت عن النص عندما تحدثوا عن ترتيبات أمنية.. من اين للسيسي بجنود وهو الذي لم يجند فرداً لحزب الامة ايامها ولا يملك حتى «بودي قارد».. ثم تحدث عن تجميع حركات اتضحت انها «حركات ساكت».. والساكت عن قضية دارفور شيطان اخرس.. من اين لك هذا ايها السيسي.. «ونحن دسنو سوى» وكانت كلمتك التي مجدت فيها الدوحة وبلابل الدوح تصلح لان تكون مشروعاً لدعم المانحين حسب ما تعلمناه في ثقافة المنظمات. ان مفاوضي الحكومة فرحوا به كالفرحة بكل جديد.. ولكن سرعان ما يتضح لهم ان السيسي محتاج لجرعات «ثلاثة سيسي» ولن يساوي انضمامه للانقاذ سوى صفر جديد كالاصفار المنشقة على احزابها ولو انه اراد ان يأتي على ظهر دبابة فليته انضم لعبد الواحد اولاً قبل ان يأتي «ببنطاله وبدلته الانيقة» وعلى المروحية «شقيش نروح» غير قبة البرلمان لانقاذ كامل الدسم وهناك «شيال التقيلة».. فتحي شيلا.. هذا الرجل منذ ان سقط في امتحان صمود المعارضة وفارق «حضرة سيدي» ونسي «البراق الختمي الشريف».. تحول الى ناطق رسمي على طول رغم وجود الرجل المهذب غندور.. وقد أصابته لعنة الختمية فادخل انفه في الشؤون الصحافية مصدقاً انه رئيس لجنة الاعلام.. «اعلام الحكومة علمه عند الله» بطل يا شيلا شيل وجه القباحة لانك لا تستطيع المبارزة في هذه الساحة.. فالصحافيون هم المعنيون بقانونهم واذا تبقى لك قدر من النفوذ في الحزب الذي نفذت اليه حديثاً ألف قلوبهم كما ألفوا قلبك وأطلب منهم اطلاق سراح ابو ذر الامين وجعفر السبكي وعدم التعرض للصحفيين وبعدها لنا دين.. ولك دين.. ارجو ان ترحل من هذا الملف فالاقلام لن تجف ومهما ضيقتم الخناق فقد ردت الارزاق الى الصحافة الالكترونية.. فهل في جعبتك قانون ينظم الصحافة الالكترونية و«الفيس بووك». وبمناسبة الصحافة الالكترونية كتب السفير البريطاني لدى السودان في موقعه رسالة «محاضرة» في الدبلوماسية ولم اندهش حقيقة لمحتوى الرسالة فقد ذكرت في مقال سابق ايام دبلوماسية مصطفى عثمان ان سكرتيراً ثانيا في السفارة البريطانية انهى سنوات عمله بكتاب اصبح مرجعا.. فماذا فعل سفراء السودان حين انتشروا عبر العواصم العالمية.. ليت احدهم كتب عن الوجبة الشعبية في تلك الدولة التي امضى فيها اربع سنوات «عاشم الهم».. ان الدبلوماسية السودانية رسبت ولم تعد مقبولة وغادر الوزارة سفراء في قمة نجاحهم وريعان شبابهم وبقى فيها «ابن الكهربجي والما بفارقه دربي».. اصبحت عدة دروب ومفجرة للحروب ولسان حالنا يقول لن نرضى بالمكتوب واذا كتبت عليكم هذه الخطى يا رابطة سفراء السودان احتجوا فالدبلوماسية الحالية اصبحت وصمة عار في جبينكم وتاريخكم منذ مبارك زروق والمحجوب ومنصور خالد.. وجمال محمد أحمد. قال نيكولاس كاي: «السودان يحتاج لعلامة تجارية وتغليف وتسويق.. وهذا يحتاج الى دبلوماسية سودانية بمعنى الكلمة وليس خارجية التوريث ودبلوماسية التخريف.. لا نعرف عن باريس الا عطورها ولندن الا علاجها.. وواشنطن ودولارها!؟ يستطرد السفير المحاضر نيكولاس كاي: السودان مثل اي علامة تجارية.. يحتاج الى تغليف بشكل دقيق، كما يحتاج الى ترويج.. ولكن كما نعلم جميعا يتوقف النجاح في نهاية الامر على جودة المنتج.. وسيحكم على السودان ليس بالكلمات ولكن بالافعال. كلمات السفير تستدعي ان تبتدع الخارجية ادارة جديدة باسم ادارة المواصفات والجودة الدبلوماسية والتدريب في الشؤون الخارجية وتفعل ابراج الخارجية التي اصبحت مصدراً للتكييف وبرداً وسلاماً على العاملين فيها الذين فارقوا السلك الدبلوماسي وركبوا التونسية منذ ان ترك الوزير كرتي «لوري ود كرتي» ودخل عالم المال والاعمال. أخيراً فتحي شيلا.. تقدر تشيلا.. هكذا حدثت «تيتاوي» ابن «تيتة» بلغة نوبية دنقلاوية: لعلها رسالة عبره الى بني جنسه.. الصحافيون تفرقوا ايدى سبأ وحسمهم النقابي مخطوف ومع الشبكة اتلاحقت الكتوف.. والحكومة تهدد بالسيوف.. وتيتاوي والشبكة يحلها الشبكا.. وفي هذا المناخ الصحفي المتدهور يطيب الصيد في الماء العكر.. وتريد الحكومة ان تعكر امزجتنا بالحديث عن قانون جديد للصحافة ولكن هذه المرة الدعوة مفتوحة لكافة الصحفيين لحضور «خيمة الصحفيين» في نادي الضباط حيث الضبط والربط وحتى لا يخيم علينا البؤس والخوف.. ومن الخيمة الى مخيم الصحافة السودانية والنصر حتى القصر!؟ لقد أصبحت خيمة الصحفيين جمعية عمومية لا هي شبكة ولا هي اتحاد.. ونسيب الريس يمكن يكون كويس؟!؟!