نسب الإسلامويون الي أنفسهم ماوصفوه بربيع الثورات العربية و قالوا انه نتاج لما بذرته الانقاذ ، على الرغم من تخلف رصفائهم في بلدان الربيع العربي نفسها عن الانخراط في موجات الاحتجاج ، التى صعدوا في نهاياتها ، وفقا لما تقوله وقائع الاحوال في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، الي جانب ذلك جاء المتحدثون في مؤتمر القطاع النسوي بالمؤتمر الوطني امس ، وهم يرددون بين الحين والاخر بأن مايدور الان في الوطن العربي والإسلامي لا يمت لهم بالصلة ايا كان نوعها ، وقد كان للنائب الاول علي عثمان محمد طه حديث في شأن الأزمات التي?تمر بها البلاد ، والثورات العربية . قبل ان يؤكد ان التيار الإسلامي وجد مساندة كبيرة من قطاع المرأة ، مشيرا الي المكاسب التي حققتها المرأة السودانية في السياسة ومشاركتها غير المسبوقه للرجل في البلاد الإسلامية والعربية. واضاف طه ان الاحصاءات بينت ان المرأة السودانية قد تقدمت علي الرجل بجدارتها في كافة المستويات واثبتت جدارتها . وتلمس النائب الاول لرئيس الجمهورية عددا من القضايا تشكل مصدر توتر للشعب السوداني والحكومه معا ،اهمها تدني معدلات التنمية وارتفاع معدلات الفقر في الارياف،وقال ان الصحة والتعليم فيها دون المستوي مقارنة مع المدن، ذلك قبل ان يتحدث عن الظرف الاقتصادي المعاش الان والذي قال انه طارئ وسيتم تجاوزه برؤي واضحة ، ووصفه بانه مقتضي مرحلة ومازالت الانقاذ تملك الارادة السياسية والتنفيذية. و اعلن النائب الاول عن اجازة كافة مشاريع التمويل الاصغر ، مؤكدا علي ان الدولة اصدرت التوجيهات لكافة البنوك ، وسيشمل التمويل كل الشرائح و ان الاسابيع القادمة ستشهد انطلاقة المشروع في الاقاليم ، واشار الي ان الضمان سيكون ميسرا .واكد طه انه لاتراجع عن الالتزام تجاه مشاركة المرأة في الاجهزة التنفيذية والتشريعية وليس عن طريق الجندرة وانما بالتكافل ، واعطي المرأة السودانية نصيبها من الانجاز وقال ان ماتقوم به المرأة في المؤتمر الوطني هو استمرار لمسيرة تاريخية بدأت منذ القدم . وقال طه ان التحديات التي تواجه البلاد الان تأتي من كل الجهات فالسودان بعد انفصال الجنوب احاطت به الاجندات الاجنبية واستهدفت البلاد من اطرافها وطالب المرأة بنفرة كبري في الارياف والاطراف ، حيث ان الاوضاع هناك اسوأ حالا مقارنة بالمدن ، وتعاني الارياف من تدني واضح في التعليم والصحة لاتخطئه العين، ليكرر طه مطالبته للمرأة باعداد استراتيجيات واضحة تستهدف الانتشار في الاطراف ولايعني ذلك اهمال المركز وانما الموازنة بين الاثنين ، قبل ان يقول ان علي المرأة بالمؤتمر الوطني مراجعة نفسها فكريا ،ومراجعة خططها، لان الام?ة الدينية والجهل الوظيفي مازالا موجودين، ولاتزال هناك عادات تكبل المرأة السودانية . واضاف ان المرأة السودانية تميزت بقدرتها علي تجاوز الأزمات وثقافتها في الحفاظ علي المال ابتداء من « الختة » وقال انهن سيتعاملن مع برامج التمويل الاصغر علي شكل مجموعات فقط عليهن اختيار المشاريع الجيدة والاخذ بتوجيهات الفنيين والاستشاريين التي سيجدونها في المؤسسات المعنية . وفي كل المحاور التي تحدث عنها نائب الرئيس اشار الي ان الثورات العربية قد اخذت روحها من الانقاذ وقال « السودان مؤهل ليكون في طليعة الثورات الاجتماعية التى نتجت لمابذرته الانقاذ وسقت شجرته بالدماء ». ومن جانبها، دعت أمينة شئون المرأة بالمؤتمر الوطني سامية أحمد الي تدعيم برامج التمويل الاصغر ، واوضحت ان فرص السماح مازالت تؤتي لاصحاب الاستثمارات الضخمة ولاتؤتي للفقراء ، وقالت « نريد ان نتحول الي أمة منتجة ومن لاينتج قوته لا ينتج قراره» وبشئ من الحماس وعدت سامية بان لن يكون هناك شيك واحد مرتد ، بل دولار يوميا من كل امرأة » وبهذا يكون الاسهام اكبر . ولم تتجاوز سامية الحديث عن ربيع الثورات العربية الذي نسبته للانقاذ ايضا وقالت «الثورات العربية لم تكن نتيجة جوع وانما بسبب الارادات المسلوبة والقيادات المترددة ، مشيرة الي انها ارتوت بما فجرته الانقاذ » ، واضافت ان انعقاد المؤتمر يأتي تقييما للاداء ومراجعة للسياسات والخطط ، ومناقشة الموجهات السياسية للمرحلة والدستور وتحويل المرأة السودانية الي امرأة منتجة بجانب التحديات الحالية . وناقش المؤتمر اوراقا اقتصادية واجتماعية وسياسية ، وقدمت ورقة الأسرة بين التأصيل والتحديث خبيرة علم النفس بجامعة الخرطوم الدكتورة انتصار ابوناجمة ، التي ربطت بين مايشهده الاقليم من ثورات ضد الركود والتحجر بالسودان ومايشهده من مخاض الهوية الذي كانت فيه الأسرة عاصما وستكون المتغير الذي سيحكم مآلات هذه التحولات ، ووصفت الاسرة بانها كيان مرن قابل للتكيف، وتحدثت الورقة عن الأسرة في السياق الإسلامي واحكام الزواج والطلاق وشكل الأسرة في الإسلام. وفي الشأن الاقتصادي قُدمت ورقة بعنوان أمة منتجة قدمتها وأعدتاها معا الدكتورة هبة محمود صادق فريد ودكتورة اقبال جعفر الحسيني ، وابرز ماتناولته الورقة آليات التحول للأمة المنتجة من بينها توفير الحد الادني للاحتياجات الاساسية للانسان بجانب تحقيق نمو اقتصادي مع نمو انساني ، وتفعيل دور الدولة عن طريق التخطيط والتشريعات ليس بهدف تقليص آليات السوق او تحجيم المنافسة الحرة وانما بغرض تفعيلها ، وتطوير الزراعة والانتاج الحيواني كأهم القطاعات الانتاجية وربطهما بالصناعة كشرط اساسي للتنمية والتركيز علي تجويد التعليم و?فع القدرات بالاضافة للتعاون الاقتصادي الاقليمي والثنائي ودمج الانسان في كل مراحل التنمية كأهم الموارد المتاحة باعتباره هدفا رئيسيا . وقدمت الاستاذة بدرية سليمان اضاءات حول تشريعات المرحلة المقبلة ، وطالبت بتعزيز الهوية الإسلامية ، وبسط الحريات العامة وصيانة الحرمات وسيادة حكم القانون بجانب العديد من النقاط السياسية والاجتماعية التي اثارتها الورقة .