السودان من أوائل الدول التى نالت استقلالها فى أفريقيا من بين اكثر من خمسين دولة افريقية تنعم الآن بالحرية والسلام والاستقرار، إلا عدد قليل لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة، والتى مازالت تعيش تحت وطأة الحروب والتمرد، ونحن بالتأكيد من بينها على الرغم من الفارق الكبير فى نسبة الامية بيننا وبينهم، وفى الفترة التى استقلت فيها تلك الدول التى مازالت تعانى ويلات الحرب. والشعب السودانى شعب جاء من مزيج حضارات مختلفة، فهو شعب معلم ومتعلم، والشاهد أن الغالبية العظمى والقاعدة الشعبية الكبيرة لا تشارك فى ما يحدث من انشقاقات?وخلاف سياسى، بل تعيش فى تعايش سلمى ومجتمعى لا حدود له، وما حدث فى دارفور وفى أبيى نوع آخر من الخلافات ليست له علاقة بالسياسة ولا بالعرق ولا بالدين، فهو صراع قديم على المراعى. ومعروف للجميع أن بعض أصحاب الغرض استغلوا هذا الظرف لتنفيذ أجندتهم السياسية وأطماعهم الشخصية. والشعب السوداني شعب مسالم، وغير كل شعوب العالم لا يحب العنف بحكم تربيته وأصله الطيب، بل يحب الخير والسلام، وهو أمر تعكسه ثقافاته المختلفة وفنونه المتميزة وتنوعه المتميز، والشعب السوداني بكل مكوناته شعب متصوف ويعرف الدين ويلتزم بكل ما جاء فيه، وهو ما جعله ينبذ العنف ويكره الحروب.. والشعب الآن مطالب بوقفة قوية فى وجه كل من يؤجج ناراً للصراع والفتنة التى أثرت كثيراً فى دخل الفرد وجعلت حياته ضنكا وشقاء. ونحن فى هذا العصر الحديث الذى نبذ فيه العالم اجمع العنف، علينا ونحن المتميزون بتلك الصفات الجميلة، أن نعمد إلى الحوار والحوار فقط لحل مشكلاتنا إن وجدت، بدلا من الحرب التى تأكل كل شىء وتأثر سلباً على مستقبلنا وتستهلك كل طاقاتنا. والنداء للجميع لوضع آلة الحرب أرضاً، والاستعاضة عنها بآلة الزراعة والرعي واستخراج المعادن، لينعم هذا الشعب الذي عانى الحروب المستمرة لأكثر من خمسة عقود. ودعونا نجعلها شعاراً للجميع لا للحرب نعم للحوار، ودعونا ننبذ جميعاً العنف الذى يروح دائما ضحيته الغلابى، بينما ينعم بانفجاره المخ?طون والمنفذون. [email protected]