تصاعدت الحرب الكلامية بين الحزب الحاكم والاتحادي الديمقراطي الاصل على خلفية ما نشرته صحيفة الاخبار من تصريحات نسبت للرئيس عمر البشير رئيس المؤتمر الوطني التي خير فيها الاتحادي بينww المعارضة او المشاركة في السلطة واتخاذ موقف واضح من نائب الحزب علي محمود حسنين والقيادي في الحزب التوم هجو اللذين ينشطان للاطاحة بالحكومة والتبرؤ من افعالهما، بالمقابل رد الحزب الاتحادي الاصل ببيان مضاد معتبرا ان سياسة الترهيب والترغيب لا تجدي مع قياداته لكي تتخذ موقفا لا يتماشي مع النهج الذي ارتضته مؤسساته لمعالجة قضايا الوطن..?واعتبر الحزب ان تصريحات البشير التي وصفها البيان ب»غير لائقة في اطار الممارسة السياسية « تدخلا في شؤون الحزب الداخلية موضحا ان الحزب الآن ليس جزءا من المعارضة او شريكا في الحكم. وشهدت اللجان المشتركة الخاصة بالحوار بين الحزبين مفاوضات مارثوانية استبقت نتائجها تصريحات الحزب الحاكم باقتراب الوصول لمراحل متقدمة تصل الى حد الموافقة على المشاركة في الحكومة بينما ينفي الاتحادي عدم المشاركة في الحكومة مراراً معتبرا ان الحوار ليس من مقاصده التطلع لمشاركة شكلية ولكن استشعاراً لمسؤولياته التاريخية التي في مقدمتها ان يكون إيجابياً وموضوعياً في كل القضايا والمشكلات والأزمات التي تواجهها البلاد واكد الحزب ان الحوار ينطلق من مبدأ توحيد الصف الوطني لمواجهة ما يعيشه السودان من أزمات. وحسب ق?ادات بالاتحادي الاصل فان الحزب قدم أطروحات ورؤى مدروسة عبر مذكرات في شأن السلام والدستور والاقتصاد ودارفور والسلطتين التنفيذية والعدلية، واكد بيان للاتحادي ان طرح المؤتمر الوطني لم يتجاوب مع الاطروحات التي قدمها الاتحادي وهو ما قاد الى طريق مسدود. غير ان البشير اكد ان محادثات حزبه مع الاتحادي الديمقراطي الاصل اقتربت من اتفاق نهائي لكنه رهن اكتمال تلك الخطوات باعلان الميرغني موقفا واضحا من نائبه علي محمود حسنين والقيادي بالحزب التوم هجو اللذين ينشطان للاطاحة بالحكومة والتبرؤ من افعالهما الا ان البيان الغاضب الذي قابل به الاتحادي تصريحات رئيس المؤتمر الوطني من شأنه اغلاق باب المشاركة نهائيا لاسيما وان الميرغني فوض لجنته المكلفة بالحوار لاتخاذ ما تراه تجاه عرض المؤتمر الوطني بشأن المشاركة الذي بات راجحا رفضها الا ان اشارة البيان الى ان الحزب لا يشكل ج?ءا من المعارضة او الحكم اثارت تساؤلات عديدة فالعبارة مخالفة لمنطق العلوم السياسية حسب المراقبين الا ان القيادي بالاتحادي الاصل علي السيد قال بان المقصود من العبارة ان الحزب يقف مع الحق اينما كان سواء الحكومة او المعارضة واستبعد السيد ان يصدر الحديث بالشكل الذي نشر من الرئيس البشير مشيرا الى انه حتى لو صدر فلن يخرج من اطار الونسة او تبادل آراء.. ووصف السيد الحديث بغير الموفق على فرض صحته مشيرا الى ان على المؤتمر الوطني ان يقبل الاتحادي بعلاته اذا وافق الاخير على المشاركة رافضا ان يحدد للحزب كيفية علاقاته مع?قياداته.. وحول المشاركة قال السيد: مسألة المشاركة كانت محسومة منذ البداية وبعد الحديث الاخير سيعود الاتحادي الاصل الى قيادة المعارضة كما كان في السابق. فيما اكد القيادي عثمان عمر الشريف اغلاق باب الحوار مع المؤتمر الوطني عقب تصريحات البشير واعتبر الشريف ان الجملة التي وردت بالبيان عن ان الحزب ليس جزءا من الحكومة والمعارضة تشير الى موقف الحزب في تلك اللحظة نظرا لانه قائد خط وفاق وطني واعتبر الشريف ان الربكة بشأن مشاركة الاتحادي صنعتها «الصحافة» وانتقد تصريحات البشير وقال انها مجافية لاصول اللباقة واكد ان الحزب لا يتحدث عن مشاركة في الوضع الذي صنعته الانقاذ في 30 يونيو الذي يرفضه الحزب جملة وتفصيلا وانما يتحدث عن وضع جديد ابتداء من التاسع من يوليو الذي تغي?ت بموجبه حدود السودان ومساحته وجيرانه ومشكلاته. وقال الشريف ان الحزب الاتحادي يتحدث عن دولة جديدة بمفاهيم ورؤى جديدة ودستور جديد وتغيير شكل رئاسة الجمهورية ومجلس الورزاء والسلطة العدلية وانفاذ القانون والاشتراك في السلطات الولائية والمحلية بجانب الاتفاق على شكل برنامج لمعالجة ازمة دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وابيي ومشكلات الحدود والازمة الاقتصادية والبترول. وقال الشريف ان هذا لا يعني نسيان صفحة 30 يونيو التي وصف الحساب فيها بالمؤجل.! واعتبر المحلل السياسي دكتور حاج حمد ان الاتحادي يقف في منزلتين بين الكفر والايمان وهو ما يعرف بمرتكب الكبيرة وقال ان بيان الاتحادي ميز بين المجموعات الختمية والاتحادية ومال اكثر نحو الطائفة قبل ان يصفه بموقف مدفوع الاجر لصالح الطائفة الختمية والقصد منها تفكيك الحزب وقال ان الميرغني محبط من مواقف خريجي المدارس العسكرية والتاريخية كالشيخ علي عبد الرحمن والشريف الهندي ومحمود حسنين وجلال الدقير الذي استغلوا قواعد الحزب وداوئره لتحقيق مصالحهم السياسية.