تنشأ المدن بعد تطورها من القري الي مرحلة كونها بلدات ويساهم توفر الموارد الطبيعية والتربة الزراعية الخصبة والموقع الاستراتيجي المطل علي خطوط التجارة .. بيد ان بلدة الكويك جنوبي مدينة كوستي لم تجد حظها من التطور الطبيعي للمدن .. وبعد ان اكتمل وضعها كأهم بلدات جنوبكوستي فقد وضعتها الجغرافيا في مأزق وقوعها في منتصف حدود 1956 وبالتالي انشطار اكثر من نصفها الي دولة الجنوب بعد استفتاء 2009 ، وساهم تفجر الاوضاع الامنية في شهر مايو الماضي بعد مقتل شرطي علي يد جنود الحركة الشعبية في هروب ألف أسرة من المدينة الي مد?نة كوستي واستقرارهم في « حلة الشوك » ومنذ ذلك التاريخ تحولوا من مواطني المدينة الي نازحين ، تقول الطالبة فاطمة جمال انها فقدت فرصتها في الدخول الي الجامعة بعد تلك الاحداث، موضحة انهم نزحوا من المدينة بعد ان اثار جنود الحركة الشعبية الرعب في نفوسهم، مؤكدة انهم انتقلوا الي مدينة كوستي قرب المكان الذي ارتحل منه الجنوبيون عائدين الي دولتهم الجديدة ، وشكت فاطمة من عدم اهتمام مسؤولي الولاية بهم، وتضيف " لم يذكرنا لا الوالي او المعتمد ليتفقد احوالنا " وابانت ان الجهة الوحيدة التي تقدم لهم العون هي منظمة ادرا ، ?كشفت انهم سيضطرون الي البقاء في كوستي الي الابد لان الكويك باتت منطقة حدودية من المحتمل ان تتعرض الي انتكاسة في الاوضاع الامنية . وغالب سكان الكويك هم من المزارعين والرعاة وقد فقدوا معظم اراضيهم بعد الانفصال ، يقول مهندس زراعي له صلة بالمشروع فضل حجب اسمه ، ان مشروع الكويك مازال يعمل وتمت زراعته الموسم الحالي بالقطن، وكشف ان الحدود مع الجنوب تفصلها ترعة الكويك، مؤكدا ان معظم السكان غادروها بعد تفجر قتل جنود الحركة الشعبية لاحد جنود الشرطة . والان قد توقف بص مواصلات الكويك عن المسير واغلق مكتب السفريات في السوق الشعبي بمدينة كوستي .. وظلت معالم لافتة المكتب تحكي عن مدينة كان اسمها الكويك .. سيأتي غدا من يستأجر المبني ويطليه بالدهان وتختفي آخر معالم مدينة عرفناها .. وتلاشت كالسراب .